المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعريف الكـــــــلام


امل
03-07-2012, 10:12 PM
الكـــــــلام


تعريفه:


الكلام لغة: اللفظ الموضوع لمعنى.


واصطلاحاً: اللفظ المفيد مثل: الله ربنا ومحمد نبينا.


وأقل ما يتألف منه الكلام اسمان، أو فعل واسم.


مثال الأول: محمد رسول الله، ومثال الثاني: استقام محمد.


وواحد الكلام كلمة وهي: اللفظ الموضوع لمعنى مفرد وهي إما اسم، أو فعل، أو حرف.


أ - فالاسم: ما دل على معنى في نفسه من غير إشعار بزمن.


وهو ثلاثة أنواع:


الأول: ما يفيد العموم كالأسماء الموصولة.


الثاني: ما يفيد الإطلاق كالنكرة في سياق الإثبات.


الثالث: ما يفيد الخصوص كالأعلام.


ب - والفعل: ما دل على معنى في نفسه، وأشعر بهيئته بأحد الأزمنة الثلاثة.


وهو إما ماضٍ كـ(فَهِمَ)، أو مضارع كــ(يَفْهَمُ)، أو أمر كَــ(اِفْهَمْ) .


والفعل بأقسامه يفيد الإطلاق فلا عموم له.


ج- - والحرف: ما دل على معنى في غيره، ومنه:


1 - الواو: وتأتي عاطفة فتفيد اشتراك المتعاطفين في الحكم، ولا تقتضي الترتيب، ولا تنافيه إلا بدليل.


2 - الفاء: وتأتي عاطفة فتفيد اشتراك المتعاطفين في الحكم مع الترتيب والتعقيب، وتأتي سببية فتفيد التعليل


3 - اللام الجارّة. ولها معانٍ منها: التعليل والتمليك والإباحة.


4 - على الجارّة. ولها معانٍ منها: الوجوب.





أقسام الكلام:


ينقسم الكلام باعتبار إمكان وصفه بالصدق وعدمه إلى قسمين: خبر وإنشاء.


1 - فالخبر: ما يمكن أن يوصف بالصدق أو الكذب لذاته.


فخرج
بقولنا: (ما يمكن أن يوصف بالصدق والكذب) ؛ الإنشاء؛ لأنه لا يمكن فيه
ذلك، فإن مدلوله ليس مخبراً عنه حتى يمكن أن يقال: إنه صدق أو كذب.


وخرج
بقولنا: (لذاته) ؛ الخبر الذي لا يحتمل الصدق، أو لا يحتمل الكذب باعتبار
المخبر به، وذلك أن الخبر من حيث المخبر به ثلاثة أقسام:


الأول - ما لا يمكن وصفه بالكذب؛ كخبر الله ورسوله الثابت عنه.


الثاني - ما لا
يمكن وصفه بالصدق؛ كالخبر عن المستحيل شرعاً أو عقلاً، فالأول: كخبر مدعي
الرسالة بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم، والثاني: كالخبر عن اجتماع
النقيضين كالحركة والسكون في عين واحدة في زمن واحد.


الثالث: ما يمكن أن يوصف بالصدق والكذب إما على السواء، أو مع رجحان أحدهما، كإخبار شخص عن قدوم غائب ونحوه.


2 - والإنشاء: ما لا يمكن أن يوصف بالصدق والكذب، ومنه الأمر والنهي. كقوله تعالى: )وَاعْبُدُوا
اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً )(النساء: الآية36)] وقد يكون
الكلام خبراً إنشاء باعتبارين؛ كصيغ العقود اللفظية مثل: بعت وقبلت، فإنها
باعتبار دلالتها على ما في نفس العاقد خبر، وباعتبار ترتب العقد عليها
إنشاء.


وقد يأتي الكلام بصورة الخبر والمراد به الإنشاء وبالعكس لفائدة.


مثال الأول: قوله تعالى: )وَالْمُطَلَّقَاتُ
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(البقرة: الآية228)
فقوله: يتربصن بصورة الخبر والمراد بها الأمر، وفائدة ذلك تأكيد فعل
المأمور به، حتى كأنه أمر واقع، يتحدث عنه كصفة من صفات المأمور.


ومثال العكس: قوله تعالى: )وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا
وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ)(العنكبوت: من الآية12)فقوله: (ولنحمل) بصورة
الأمر والمراد بها الخبر، أي: ونحن نحمل. وفائدة ذلك تنزيل الشيء المخبر
عنه منزلة المفروض الملزم به.





الحقيقة والمجاز:


وينقسم الكلام من حيث الاستعمال إلى حقيقةٍ ومجازٍ.


1 - فالحقيقة هي: اللفظ المستعمل فيما وضع له ، مثل: أسد للحيوان المفترس.


فخرج بقولنا: (المستعمل) ؛ المهمل، فلا يسمى حقيقة ولا مجازاً.


وخرج بقولنا: (فيما وضع له) ؛ المجاز.


وتنقسم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام: لغوية وشرعية وعرفية.


فاللغوية هي: اللفظ المستعمل فيما وضع له في اللغة.


فخرج بقولنا: (في اللغة) ؛ الحقيقة الشرعية والعرفية.


مثال ذلك الصلاة، فإن حقيقتها اللغوية الدعاء، فتحمل عليه في كلام أهل اللغة.


والحقيقة الشرعية هي: اللفظ المستعمل فيما وضع له في الشرع .


فخرج بقولنا: (في الشرع) ؛ الحقيقة اللغوية والعرفية.


مثال
ذلك: الصلاة، فإن حقيقتها الشرعية الأقوال والأفعال المعلومة المفتتحة
بالتكبير المختتمة بالتسليم، فتحمل في كلام أهل الشرع على ذلك.


والحقيقة العرفية هي: اللفظ المستعمل فيما وضع له في العرف.


فخرج بقولنا: (في العرف) ؛ الحقيقة اللغوية والشرعية.


مثال ذلك: الدابة، فإن حقيقتها العرفية ذات الأربع من الحيوان، فتحمل عليه في كلام أهل العرف.


وفائدة
معرفة تقسيم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام: أن نحمل كل لفظ على معناه الحقيقي
في موضع استعماله، فيحمل في استعمال أهل اللغة على الحقيقة اللغوية، وفي
استعمال الشرع على الحقيقة الشرعية، وفي استعمال أهل العرف على الحقيقة
العرفية.


2 - والمجاز هو: اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، مثل: أسد للرجل الشجاع.


فخرج بقولنا: (المستعمل) ؛ المهمل، فلا يسمى حقيقة ولا مجازاً.


وخرج بقولنا: (في غير ما وضع له) ؛ الحقيقة.


ولا يجوز حمل اللفظ على مجازه إلا بدليل صحيح يمنع من إرادة الحقيقة، وهو ما يسمى في علم البيان بالقرينة.


ويشترط
لصحة استعمال اللفظ في مجازه: وجود ارتباط بين المعنى الحقيقي والمجازي،
ليصح التعبير به عنه، وهو ما يسمى في علم البيان بالعلاقة، والعلاقة إما أن
تكون المشابهة أو غيرها.


فإن كانت المشابهة سمي التجوز (استعارة) ؛ كالتجوز بلفظ أسد عن الرجل الشجاع.


وإن كانت غير المشابهة سمي التجوز (مجازاً مرسلاً) إن كان التجوز في الكلمات، و (مجازاً عقليًّا) إن كان التجوز في الإسناد.


مثال ذلك في المجاز المرسل: أن تقول: رعينا المطر، فكلمة (المطر) مجاز عن العشب، فالتجوز بالكلمة.


ومثال
ذلك في المجاز العقلي: أن تقول: أنبت المطر العشب فالكلمات كلها يراد بها
حقيقة معناها، لكن إسناد الإنبات إلى المطر مجاز؛ لأن المنبت حقيقة هو الله
تعالى فالتجوز في الإسناد.


ومن المجاز المرسل: التجوز بالزيادة، والتجوز بالحذف.


مثلوا للمجاز بالزيادة بقوله تعالى: { ليس كمثله شئ} [الشورى: 11] فقالوا: إن الكاف زائدة لتأكيد نفي المثل عن الله تعالى.


ومثال
المجاز بالحذف: قوله تعالى: { وسئل القرية} [يوسف: 82] أي: واسأل أهل
القرية؛ فحذفت (أهل) مجازاً، وللمجاز أنواع كثيرة مذكورة في علم البيان.


وإنما
ذكر طرف من الحقيقة والمجاز في أصول الفقه؛ لأن دلالة الألفاظ إما حقيقة
وإما مجاز، فاحتيج إلى معرفة كل منهما وحكمه. والله أعلم.

إباء
03-14-2012, 05:46 PM
لك جزيل الشكر