المتوكل بالله
08-26-2010, 08:40 PM
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ، وبعد : فقد قال الله تعالى : ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ . [ البقرة : 185 ] . فقد أوجب الله - سبحانه - في هذه الآية على عباده صوم شهر رمضان كله من أوله إلى آخره وأوله يعرف بأحد أمرين ;
• الأمر الأول : رؤية هلاله : لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، فإن غم عليكم فاقدروا له ) ،
وروى الإمام أحمد والنسائي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولا تفطروا حتى تروه ) ،
وروى الطبراني عن طلق بن علي - رضي الله عنه - : ( أن الله جعل هذه الأهلة مواقيت ؛ فإذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ) ، وروى الحاكم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : ( جعل الله الأهلة مواقيت للناس ، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) .
ففي هذه الأحاديث الشريفة تعليق وجوب صوم رمضان برؤية هلاله ، والنهي عن الصوم بدون رؤية الهلال ، وأن الله - جل وعلا - جعل الأهلة مواقيت للناس بها يعرفون أوقات عباداتهم ومعاملاتهم ، كما قال تعالى : ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ . [ البقرة : 189 ] ،
وهذا من رحمة الله بعباده وتيسيره لهم ، حيث علق وجوب الصيام بأمر واضح وعلامة بارزة يرونها بأعينهم ، وليس من شرط ذلك أن يرى الهلال كل الناس بل إذا رآه بعضهم ولو كان شخصًا واحدًا لزم الناس كلهم الصيام .
قال جابر : جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إني رأيت الهلال - يعني : هلال رمضان - ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أتشهد أن لا إله إلا الله ) ، قال : نعم - قال : ( أتشهد أن محمدًا رسول الله ) ، قال : نعم ، قال : ( يا بلال ، أذن في الناس أن يصوموا غدًا ) . [ رواه أبو داود ] .
وروي أيضًا عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : ( تراءى الناس الهلال ؛ فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني رأيته ؛ فصام ، وأمر الناس بصيامه ) .
• الأمر الثاني : إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا : مما يثبت به دخول شهر رمضان إذا لم ير الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( فإن غم عليكم ؛ فاقدروا له ) . [ متفق عليه ]
.
ومعنى غم عليكم : أي إذا غطى الهلال شيء - حال دون رؤيته ليلة الثلاثين من شعبان - من غيم أو قتر ، فقدروا عدد شهر شعبان تامًا ، بأن تكملوه ثلاثين يومًا ، كما يدل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر : ( فإن غم عليكم ؛ فأكملوا العدة ثلاثين ) . [ متفق عليه ] .
ومعنى هذا : تحريم صوم يوم الشك ، وقد قال عمار بن ياسر - رضي الله عنه - : ( من صام اليوم الذي يشك فيه ؛ فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - ) ، فالواجب على المسلم اتباع ما جاء عن الله ورسوله في صيامه وفي عباداته كلها ،
وقد حدد الله ورسوله معرفة دخول شهر رمضان بإحدى علامتين ظاهرتين يعرفهما العامي والمتعلم رؤية الهلال ، أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا ، فمن جاء بشيء يزعم أنه يعلم به دخول الشهر غير ما بينه الشارع ،
فقد حاد الله ورسوله كالذي يقول : إنه يجب العمل بالحساب في دخول شهر رمضان ، هذا مع أن الحساب عرضة للخطأ وهو أمر خفي لا يعرفه كل أحد ،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( إني رأيت الناس في شهر صومهم وفي غيره أيضًا منهم من يصغي إلى ما يقوله بعض جهال أهل الحساب من أن الهلال يرى أو لا يرى ويبني على ذلك إما في باطنه وظاهره حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب بالاضطرار من دين الإسلام .
أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب إنه يرى أو لا يرى ، والنصوص المستفيضة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك كثيرة ، وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً ولا خلاف حديث ) . انتهى .
وفي هذا مشقة على الأمة وحرج ، وقد قال الله تعالى : ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ . [ الحج : 78 ] ، فالواجب على المسلمين الاقتصار على ما شرعه الله ورسوله ، كما يجب على المسلمين العناية بترائي الهلال ، والتعاون على البر والتقوى ، والله ولي التوفيق .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
• الأمر الأول : رؤية هلاله : لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، فإن غم عليكم فاقدروا له ) ،
وروى الإمام أحمد والنسائي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولا تفطروا حتى تروه ) ،
وروى الطبراني عن طلق بن علي - رضي الله عنه - : ( أن الله جعل هذه الأهلة مواقيت ؛ فإذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ) ، وروى الحاكم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : ( جعل الله الأهلة مواقيت للناس ، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) .
ففي هذه الأحاديث الشريفة تعليق وجوب صوم رمضان برؤية هلاله ، والنهي عن الصوم بدون رؤية الهلال ، وأن الله - جل وعلا - جعل الأهلة مواقيت للناس بها يعرفون أوقات عباداتهم ومعاملاتهم ، كما قال تعالى : ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ . [ البقرة : 189 ] ،
وهذا من رحمة الله بعباده وتيسيره لهم ، حيث علق وجوب الصيام بأمر واضح وعلامة بارزة يرونها بأعينهم ، وليس من شرط ذلك أن يرى الهلال كل الناس بل إذا رآه بعضهم ولو كان شخصًا واحدًا لزم الناس كلهم الصيام .
قال جابر : جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إني رأيت الهلال - يعني : هلال رمضان - ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أتشهد أن لا إله إلا الله ) ، قال : نعم - قال : ( أتشهد أن محمدًا رسول الله ) ، قال : نعم ، قال : ( يا بلال ، أذن في الناس أن يصوموا غدًا ) . [ رواه أبو داود ] .
وروي أيضًا عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : ( تراءى الناس الهلال ؛ فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني رأيته ؛ فصام ، وأمر الناس بصيامه ) .
• الأمر الثاني : إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا : مما يثبت به دخول شهر رمضان إذا لم ير الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( فإن غم عليكم ؛ فاقدروا له ) . [ متفق عليه ]
.
ومعنى غم عليكم : أي إذا غطى الهلال شيء - حال دون رؤيته ليلة الثلاثين من شعبان - من غيم أو قتر ، فقدروا عدد شهر شعبان تامًا ، بأن تكملوه ثلاثين يومًا ، كما يدل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر : ( فإن غم عليكم ؛ فأكملوا العدة ثلاثين ) . [ متفق عليه ] .
ومعنى هذا : تحريم صوم يوم الشك ، وقد قال عمار بن ياسر - رضي الله عنه - : ( من صام اليوم الذي يشك فيه ؛ فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - ) ، فالواجب على المسلم اتباع ما جاء عن الله ورسوله في صيامه وفي عباداته كلها ،
وقد حدد الله ورسوله معرفة دخول شهر رمضان بإحدى علامتين ظاهرتين يعرفهما العامي والمتعلم رؤية الهلال ، أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا ، فمن جاء بشيء يزعم أنه يعلم به دخول الشهر غير ما بينه الشارع ،
فقد حاد الله ورسوله كالذي يقول : إنه يجب العمل بالحساب في دخول شهر رمضان ، هذا مع أن الحساب عرضة للخطأ وهو أمر خفي لا يعرفه كل أحد ،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( إني رأيت الناس في شهر صومهم وفي غيره أيضًا منهم من يصغي إلى ما يقوله بعض جهال أهل الحساب من أن الهلال يرى أو لا يرى ويبني على ذلك إما في باطنه وظاهره حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب بالاضطرار من دين الإسلام .
أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب إنه يرى أو لا يرى ، والنصوص المستفيضة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك كثيرة ، وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً ولا خلاف حديث ) . انتهى .
وفي هذا مشقة على الأمة وحرج ، وقد قال الله تعالى : ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ . [ الحج : 78 ] ، فالواجب على المسلمين الاقتصار على ما شرعه الله ورسوله ، كما يجب على المسلمين العناية بترائي الهلال ، والتعاون على البر والتقوى ، والله ولي التوفيق .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .