الواثقة بالله
12-17-2010, 08:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في تعليقه على فقه السنة:
قوله في الدعاء تحت رقم 15 - : " لم يثبت من أدعية الوضوء شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير حديث أبي موسى الأشعري قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ فسمعته يدعو يقول : " اللهم اغفر لي ذنبي ، ووسع لي في داري ، وبارك لي في رزقي " . فقلت : يا رسول الله ! سمعتك تدعو بكذا وكذا ، قال : " وهل تركن من شئ ؟ " . رواه النسائي وابن السني بإسناد صحيح " .
قلت : لنا على هذا مؤاخذات :
الأولى : أن الحديث ليس من أذكار الوضوء ، وإنما هو من أذكار الصلاة، بدليل رواية الإمام أحمد في " المسند " ، وابنه عبد الله في " زوائده " ، من طريق عبد الله بن محمد بن أبى شيبة : ثنا معتمر بن سليمان عن عباد بن عباد عن أبي مجلز عن أبى موسى به مختصرا بلفظ : " فتوضأ وصلى وقال : اللهم . . . " ، وقد قال الحافظ في " أماليه على الأذكار " : رواه الطبراني في " الكبير " من رواية مسدد وعارم والمقدمي كلهم عن معتمر ، ووقع في روايتهم : " فتوضأ ثم صلى ثم قال : . . . " ، وهذا يدفع ترجمة ابن السني حيث قال : " باب ما يقوله بين ظهراني وضوئه " ، لتصريحه بأنه قاله بعد الصلاة ، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة ) .
الثانية : أنه أطلق عزوه للنسائي فأوهم أن الحديث في " سننه " ، لأنه هو الذي يفهم عند المشتغلين بالسنة عند الإطلاق ، ولم يروه في " السنن " ، بل في " عمل اليوم والليلة " كما صرح بذلك النووي في " الأذكار " ( ص 38 ) ، فكان على المؤلف أن يقيده بذلك ، ولا سيما إنه نقل جل ما في هذا الفصل عن النووي ، وإن لم يصرح بذلك ! ثم رأيته في " عمل اليوم والليلة " للنسائي ( 172 / 80 ) ، وترجم له بما ترجم له ابن السني في " كتابه " ( 7 ) .
ومثل هذا الإيهام قد تكرر من المؤلف كثيرا ، ولم أنبه عليه إلا نادرا لمناسبة ما ، لأنه لا فائدة كبرى في ذلك .
الثالثة : جريه مع النووي على تصحيح إسناده ! وليس كذلك ، بل هو ضعيف لانقطاعه ما بين أبي مجلز وأبي موسى كما يأتي بيانه ، ولم يتنبه لذلك النووي ومن تبعه ، وقوفا منهم مع ظاهر إسناده ، فإنهم ثقات جميعا.
قال الحافظ ابن حجر في " الأمالي " : " وأما حكم الشيخ ( يعني الإمام النووي ) على الإسناد بالصحة ففيه نظر ، لأن أبا مجلز لم يلق سمرة بن جندب ، ولا عمران بن حصين فيما قال ابن المديني ، وقد تأخرا بعد أبي موسى ، ففي سماعه من أبي موسى نظر ، وقد عهد منه الإرسال عمن يلقاه " ( 1 ) .
وقد وجدت للحديث علة أخرى ، وهي الوقف فقد أخرجه ابن أبى شيبة في " المصنف " ( 1 / 297 ) من طريق أبي بردة قال : كان أبو موسى إذا فرغ من صلاته قال : " اللهم اغفر لي ذنبي ، ويسر لي أمري ، وبارك لي في رزقي " . وسنده صحيح ، وهذا يرجح أن الحديث أصله موقوف ، وأنه لا يصح رفعه ، وأنه من أذكار الصلاة لو صح . وقد غفل عن هذا التحقيق المعلق على " زاد المعاد " ، فإنه صرح بأن سنده صحيح تبعا للنووي ، ثم تعقب مؤلف " الزاد " الذي ذكر الحديث في أدعية الصلاة ، فقال : " ولم نر من ذكره في أدعية الصلاة كما ذكر المصنف " ! !
نعم الدعاء الذي في الحديث له شاهد ذكرته في " غاية المرام " ( ص 85) ، فالدعاء به مطلقا غير مقيد بالصلاة أو الوضوء حسن ، ولذلك أوردته في " صحيح الجامع " ( 1276 ) ، وغفل عن هذا بعض إخواننا ، فأورده فيما يقال في الوضوء أو الصلاة - والشك مني - فرسالته لا تطولها الآن يدي . إ.هـ كلامه رحمه الله تعالي.
المرجع:"تمام المنة في التعليق على فقه السنة".
ولا تنسونا من الدعآء بارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في تعليقه على فقه السنة:
قوله في الدعاء تحت رقم 15 - : " لم يثبت من أدعية الوضوء شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير حديث أبي موسى الأشعري قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ فسمعته يدعو يقول : " اللهم اغفر لي ذنبي ، ووسع لي في داري ، وبارك لي في رزقي " . فقلت : يا رسول الله ! سمعتك تدعو بكذا وكذا ، قال : " وهل تركن من شئ ؟ " . رواه النسائي وابن السني بإسناد صحيح " .
قلت : لنا على هذا مؤاخذات :
الأولى : أن الحديث ليس من أذكار الوضوء ، وإنما هو من أذكار الصلاة، بدليل رواية الإمام أحمد في " المسند " ، وابنه عبد الله في " زوائده " ، من طريق عبد الله بن محمد بن أبى شيبة : ثنا معتمر بن سليمان عن عباد بن عباد عن أبي مجلز عن أبى موسى به مختصرا بلفظ : " فتوضأ وصلى وقال : اللهم . . . " ، وقد قال الحافظ في " أماليه على الأذكار " : رواه الطبراني في " الكبير " من رواية مسدد وعارم والمقدمي كلهم عن معتمر ، ووقع في روايتهم : " فتوضأ ثم صلى ثم قال : . . . " ، وهذا يدفع ترجمة ابن السني حيث قال : " باب ما يقوله بين ظهراني وضوئه " ، لتصريحه بأنه قاله بعد الصلاة ، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة ) .
الثانية : أنه أطلق عزوه للنسائي فأوهم أن الحديث في " سننه " ، لأنه هو الذي يفهم عند المشتغلين بالسنة عند الإطلاق ، ولم يروه في " السنن " ، بل في " عمل اليوم والليلة " كما صرح بذلك النووي في " الأذكار " ( ص 38 ) ، فكان على المؤلف أن يقيده بذلك ، ولا سيما إنه نقل جل ما في هذا الفصل عن النووي ، وإن لم يصرح بذلك ! ثم رأيته في " عمل اليوم والليلة " للنسائي ( 172 / 80 ) ، وترجم له بما ترجم له ابن السني في " كتابه " ( 7 ) .
ومثل هذا الإيهام قد تكرر من المؤلف كثيرا ، ولم أنبه عليه إلا نادرا لمناسبة ما ، لأنه لا فائدة كبرى في ذلك .
الثالثة : جريه مع النووي على تصحيح إسناده ! وليس كذلك ، بل هو ضعيف لانقطاعه ما بين أبي مجلز وأبي موسى كما يأتي بيانه ، ولم يتنبه لذلك النووي ومن تبعه ، وقوفا منهم مع ظاهر إسناده ، فإنهم ثقات جميعا.
قال الحافظ ابن حجر في " الأمالي " : " وأما حكم الشيخ ( يعني الإمام النووي ) على الإسناد بالصحة ففيه نظر ، لأن أبا مجلز لم يلق سمرة بن جندب ، ولا عمران بن حصين فيما قال ابن المديني ، وقد تأخرا بعد أبي موسى ، ففي سماعه من أبي موسى نظر ، وقد عهد منه الإرسال عمن يلقاه " ( 1 ) .
وقد وجدت للحديث علة أخرى ، وهي الوقف فقد أخرجه ابن أبى شيبة في " المصنف " ( 1 / 297 ) من طريق أبي بردة قال : كان أبو موسى إذا فرغ من صلاته قال : " اللهم اغفر لي ذنبي ، ويسر لي أمري ، وبارك لي في رزقي " . وسنده صحيح ، وهذا يرجح أن الحديث أصله موقوف ، وأنه لا يصح رفعه ، وأنه من أذكار الصلاة لو صح . وقد غفل عن هذا التحقيق المعلق على " زاد المعاد " ، فإنه صرح بأن سنده صحيح تبعا للنووي ، ثم تعقب مؤلف " الزاد " الذي ذكر الحديث في أدعية الصلاة ، فقال : " ولم نر من ذكره في أدعية الصلاة كما ذكر المصنف " ! !
نعم الدعاء الذي في الحديث له شاهد ذكرته في " غاية المرام " ( ص 85) ، فالدعاء به مطلقا غير مقيد بالصلاة أو الوضوء حسن ، ولذلك أوردته في " صحيح الجامع " ( 1276 ) ، وغفل عن هذا بعض إخواننا ، فأورده فيما يقال في الوضوء أو الصلاة - والشك مني - فرسالته لا تطولها الآن يدي . إ.هـ كلامه رحمه الله تعالي.
المرجع:"تمام المنة في التعليق على فقه السنة".
ولا تنسونا من الدعآء بارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته