أ/أحمد
08-12-2012, 08:09 PM
ـــ د.خالد يونس الخالدي(*)
(*)باحث من الجامعة الإسلامية في غزة.- فلسطين
مقدمة :
بالرغم من أن موضوع رسالتي لنيل درجة الدكتوراه كان بعنوان: "اليهود في الدولة العربية الإسلامية في الأندلس، (92 ـ 897 هـ = 711 ـ 1492م)، إلا أن سؤالاً مهماً حول هذا الموضوع لم يتيسر لي الإجابة عنه في أثناء إعداد الرسالة وهو: "هل طلب اليهود من المسلمين فتح الأندلس"؟...
وقد استطاع الباحث بعد مزيد من البحث والتفكير والتأمل الإجابة عن هذا السؤال، ورأى أن يخرج هذه الإجابة في بحث مستقل وذلك للأسباب الآتية:
1 ـ لم أجد فيما اطلعت عليه من مصادر ومراجع جواباً حاسماً مدعوماً بالأدلة العقلية والتاريخية لهذا السؤال بالرغم من كثرة ما قرأت حول الموضوع.
2 ـ أنّ الإسبان لا زالوا منذ نحو أربعة عشر قرناً يرددون هذا الاتهام بهدف تسويغ هزيمتهم أمام المسلمين الفاتحين للأندلس، وتسويغ اضطهادهم الشديد لليهود قبل الفتح الإسلامي.
3 ـ أنّ بقاء هذه التهمة التي وجهت إلى اليهود دون دحض علمي حاسم، يشوه صورة الفتح الإسلامي للأندلس، إذ يجعل سببه الرئيس هو الاستجابة لمطلب يهود الأندلس، وليس لتحقيق أهداف الفتح الإسلامي السامقة.
4 ـ أنّ بقاء هذه الشبهة، يعزز ما يروج له بعض الكتاب اليهود الذين يحاولون زوراً أن يجعلوا لليهود دوراً في فتح الأندلس.
وقد بدأتِ الدراسة بمقدمة تضمنتْ أهم مسَوِّغاتها، وناقشت الروايات التي ورد فيها هذا الاتهام، ثم ساقت مجموعة من البراهين التي تنفي قيام يهود الأندلس بمطالبة المسلمين بفتحها. وانتهت بقائمة للمصادر والمراجع التي أفادت منها.
وقد اعتمد الباحث المنهج التاريخي التحليلي.
وجه الإسبان إلى يهود الأندلس تهمة الاتصال بالمسلمين، ومطالبتهم بفتح الأندلس، ووعدهم بتقديم المساعدة لهم مقابل تخليصهم من حكم القوط. وقد أُعلن عن هذا الاتهام لأول مرة من قبل الملك القوطي إجيكا، وذلك في مجلس طليطلة الكنسي المنعقد سنة (75 هـ =894م)(1)
وتوجد ثلاث روايات تتحدث عن هذا الاتهام، فالرواية الأولى تذكر أن يهود الأندلس قد دخلوا في مفاوضات مع يهود أجانب في البلاد التي وراء البحر، لغرض التقدم نحو الشعب النصراني(2). والرواية الثانية تبين أن يهود الأندلس قد تفاوضوا مع الأفارقة(3). أما الرواية الثالثة فتسمي الذين تم معهم التفاوض بـ"القوم الذين وراء البحر"(4).
ويلاحظ عند التأمل في هذه الروايات أن الغموض يكتنفها جميعاً. فالرواية الأولى قد حددت أن التفاوض قد تم مع يهود، إلا أنها لم تشر إلى المكان الذي يعيش فيه هؤلاء اليهود، واكتفت بتسميتهم "يهود أجانب في البلاد التي وراء البحر".(5)
والرواية الثانية تجعل الأفارقة هم الذين تم معهم التفاوض، ولم وتوضح ما تقصده بهذه الكلمة، التي يمكن أن تعني يهود أفريقيا أو مسلميها(6). أما الرواية الثالثة فكانت الأكثرغموضاً، إذ اكتفت بالقول إن التفاوض كان مع القوم الذين وراء البحر(7)
لكننا نستطيع الاستنتاج من خلال هذه الروايات، أن الاتهام قد وجه إلى يهود الأندلس بأنهم قد تفاوضوا مع المسلمين في الشمال الأفريقي، إما مباشرة أو عبر يهود تلك المنطقة، وأن هدف المفاوضات هو تشجيع المسلمين على غزو الأندلس من أجل رفع الظلم عن يهودها.
ولا يمكن أن يكون المقصود من الاتهام بالتفاوض مع يهود الشمال الإفريقي هو أن هؤلاء هم الذين سيتولون مهمة غزو الأندلس، وإنقاذ يهودها، لأنهم كانوا أقل من أن يشك بهم القوط، ويتّهموهم بالعزم على القيام بهذا العمل الكبير، إذ كانوا يخضعون لحكم المسلمين، وليس لهم كيان مستقل، أو جيش يُخشى منه.
وأرى أن عدم ذكر كلمة المسلمين في خطاب إجيكا، وكذلك في الروايتين الإسبانيتين الأخريين، يرجع إلى قلة المعلومات المتوفرة عنهم لدى الإسبان، يؤكد ذلك رسالة "تدمير" إلى "لذريق" التي بعثها يستحثه على القدوم بجيشه لمواجهة الجيش الذي قاده طارق، إذ لم يسمهم المسلمين، بل قال: إن قوماً لا يُدرى أمن أهل الأرض، أم من أهل السماء، قد وطئوا بلادنا، وقد لقيتهم فلتنهض إلي بنفسك.(8 )
وفي اعتقادي أنه لم يحدث أي اتفاق بين المسلمين واليهود على فتح الأندلس للأسباب الآتية:
ـ أولاً: لا توجد أية إشارة إلى هذا الاتفاق في المصادر الإسلامية التي تحدثت بإسهاب عن فتح الأندلس، ولاشك أن هذا الحدث الكبير المرتبط بالفتح ارتباطاً وثيقاً لا يمكن أن تجمع المصادر الإسلامية على إهماله، لو أنه وقع فعلاً.
ـ ثانياً: لو صح وقوع هذا الحدث، لتفاخر به يهود الأندلس، ولنشروه بشكل واسع يوصله إلى كتب المؤرخين الأندلسيين، لأنه يجعل لهم دوراً مهماً في الفتح، ويظهرهم بمظهر الأبطال الذين نجحوا في الانتقام من ظالميهم القوط. لكن مؤرخي اليهود أ نفسهم يرفضون هذا الاتهام، ويعدونه مختلقاً.(9)
ـ ثالثاً: اختلاف المؤرخين الإسبان في تعيين الجهة التي تم معها الاتفاق يدل على أنه محض اتهام، لا يقوم على دليل واضح أو معلومات موثقة. وقد كان هذا الاتهام ضعيفاً منذ أن أعلن عنه إجيكا لأول مرة، إذ لم يقدم الأدلة عليه. وقد يكون مصدره وشاية مغرضة من أعداء اليهود الكثيرين في ذلك الوقت. وقد يكون هدف إجيكا من توجيهه لليهود هو الرغبة في استعادة ثقة رجال الدين به، التي اهتزت بسبب سياسة تخفيف الضغوط عن اليهود، التي انتهجها في بداية حكمه، وكذلك للظهور بمظهر الوطني الحريص على مصلحة البلاد(10).
ـ رابعاً: لم يكن المسلمون زمن انعقاد مجلس طليطلة الكنسي سنة (75 هـ = 694م) الذي أُعلن فيه عن هذا الاتهام قد أتموا فتح بلاد المغرب، حتى يفكروا بفتح الأندلس، ويحضِّروا له بعقد الاتفاقيات المسبقة مع اليهود هناك كي يحصلوا على مساعدتهم، بل كان المسلمون منشغلين حينئذٍ بحرب كسيلة بن لمزم البرنسي الذي خرج عليهم وتحالف مع الروم، ووقف في وجه جهادهم وفتحهم للبلاد. وقد ولًَّى عبد الملك بن مروان سنة (65 هـ = 684م) على إفريقية والمغرب زهير بن قيس البلوي، وكلفه بالقضاء على كسيلة، فتمكن من ذلك، لكن الروم هاجموا جيشه في برقة، فاستشهد زهير وعدد من أصحابه(11). ولم تخضع بلاد المغرب للمسلمين إلا بعد جهود جهيدة وطويلة بذلها المسلمون تحت قيادة حسان بن النعمان الذي ولي أفريقية والمغرب سنة (78 هـ =697م)(12)، وموسى بن نصير الذي تولاها سنة (86 هـ = 705م)(13).
ـ خامساً: لا يدل التعاون الذي أظهره اليهود مع المسلمين الفاتحين على اتفاق مسبق بينهم، لأن يهود الأندلس كانوا على استعداد للتعاون مع كل من يمكن أن يرفع الظلم عنهم، كما أنهم في حالة ضعف واستعباد(14)، لا تُطمع المسلمين في التعويل عليهم وعقد الاتفاقيات المسبقة معهم، ثم إنه ليس اليهود وحدهم هم الذين تعاونوا مع المسلمين، فقد تعاون معهم أبناء الملك غيطشة وأنصارهم، رغبة في الانتقام من لذريق الذي اغتصب حقهم في العرش(15)، وكذلك فعل العديد من الإسبان المظلومين(16)، عندما شاهدوا بأنفسهم سماحة الفاتحين وسمو أخلاقهم وعظمة دينهم. يقول صاحب كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس متحدثاً عن الخدمات التي قدمها بعض الإسبان لموسى بن نصير: "فلما نزل الجزيرة، قيل له: اسلك طريقه، قال: ماكنت لأسلك طريقه. قال له العلوج الأدلاء: نحن ندلك على طريق هو أشرف من طريقه، ومدائن هي أعظم خطباً من مدائنه، لم تُفتح بعد، يفتحها الله عليك إن شاء الله"(17). وعن ذلك يقول أيضاً: "ثم سار إلى مدينة قرمونة فقدَّم إليها العلوج الذين معه، وهي مدينة ليس بالأندلس أحصن منها، ولا أبعد من أن ترجى بقتال أو حصار، وقد قيل له حين دنا منها: ليست تُؤخذ إلا باللطف، فقدَّم إليها علوجاً ممن قد أمنه واستأمن إليه، مثل "يليان"، ولعلهم أصحاب "يليان"، فأتوهم على حال الأفلال، معهم السلاح، فأدخلوهم مدينتهم، فلما دخلوها بعث إليهم الخيل ليلاً، وفتحوا لهم باب قرطبة، فوثبوا على حراسه، ودخل المسلمون قرمونة"(1
ـ سادساً : لم تكن المعاملة الحسنة التي عومل بها اليهود في أثناء الفتح وبعده، مكافأة لهم على ما قدموه للمسلمين كما يتصور البعض(19)، كما أنها ليست دليلاً على وجود اتفاق مسبق بينهما يقضي بحسن معاملتهم مقابل الخدمات التي يؤدونها للمسلمين. لأن المسلمين قدموا المعاملة نفسها للنصارى وأحسنوا إليهم، وهذا الإحسان هو الذي جذبهم إلى الإسلام، وجعلهم يدخلون في دين الله أفواجاً(20)، وقد انطلق المسلمون في إحسانهم لليهود والنصارى من مبادئ دينهم الذي يوصي خيراً بأهل الذمة(21).
ولو مُيِّز اليهود عن النصارى في المعاملة و الحقوق والواجبات لسجلت كتب التاريخ ذلك، لكنهم كانوا متساوين دائماً في القانون الإسلامي.
وقد ظل هذا التساوي سائداً بين اليهود والنصارى في الأندلس، منذ فتحها وحتى زمن سقوطها، حيث يقول الفقيه المالكي المعروف محمد بن القاسم: "اليهود والنصارى عند مالك سواء".(22).
وفي اعتقادي أن أعظم مكافأة كان اليهود يرجونها من وراء خدماتهم، هو تخليصهم من ظلم واستعبادهم القوط، وقد تحقق لهم أكثر من ذلك، حيث لم يتحرروا من الظلم والاستعباد فحسب، بل فازوا بعدل الحكم الإسلامي وتسامحه.
وقد شهد اليهود أنفسهم بذلك حيث يقول حاييم الزعفراني: "لقد عرفت اليهودية الأندلسية في مجموعها حياة أكثر رخاء، وأكثر اطمئناناً، كما لم تعرفها في مكان آخر"(23).ويقول نسيم رجوان (رئيس تحرير جريدة اليوم الإسرائيلية): "كان اليهود قد عانوا خلال قرون، الكثير من الشقاء والبؤس، حيث كان الملوك الإسبان القساة الغلاظ، بعيدين كل البعد عن الشفقة والرحمة. وعندما دخل المسلمون إسبانيا لم يكتفوا بتحرير اليهود من الاضطهاد، ولكنهم شجَّعوا بينهم نشر حضارة كانت توازي بخصبها وعمقها أشهر الحضارات في مختلف العصور"(24).
ـ سابعاً: هناك إشارات إلى حدوث تعاون يهودي مع المسلمين في أثناء جهادهم في مناطق الشمال الأندلسي بعد مدة طويلة من فتح الأندلس، ومن ذلك تعاون يهود برشلونة مع المسلمين عندما غزوها سنة (235 هـ = 850م)، وقد عاقبهم الإسبان على ذلك بمصادرة أراضيهم(25).
كما جاء في سيرة القديس سانت ثيودارد (Saint theodard)، رئيس أساقفة أربونة، الذي عاش حوالي سنة (266 هـ = 880م)، أنه لما دخل المسلمون لأول مرة إلى لانجدوك، انحاز اليهود إليهم، وفتحوا لهم أبواب مدينة طولوشة (Toulouse)، ويضيف كاتب السيرة أن شارمان عاقبهم على خيانتهم، فأمر أن يؤتى كل سنة بمناسبة أعياد اليهود بيهودي، ويصفع أمام الملأ على باب الكاتدرائية(26).
إن حدوث هذا التعاون بعد مضي نحو قرن ونصف على الفتح الإسلامي للأندلس مع عدم ورود إشارة إلى وجود اتفاق مسبق عليه بين المسلمين واليهود، يؤكد إمكانية حدوث التعاون اليهودي مع فاتحي الأندلس الأوائل دون اتفاق مسبق بينهما.
وأعتقد أن الأسباب التي دفعت اليهود للتعاون مع المسلمين بعد مضي مدة كبيرة على الفتح تتشابه مع تلك التي جعلتهم يتعاونون مع الفاتحين الأوائل(27).
- ثامناً: إن فكرة فتح الأندلس، فكرة إسلامية بحتة غير مرتبطة بتشجيع أو وعود من اليهود أو غيرهم، إذ رُوي أن محاولات لفتحها جرت في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. حيث يقول البكري: "وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كتب إلى من انتدب إلى غزو الأندلس: أما بعد فإن القسطنطينية إنما تفتح من قِبَلِ الأندلس، وإنكم إن استفتحتموها كنتم شركاء من يفتحها في الأجر، والسلام"(28 )، ويقول ابن عذاري: "أما دخول المسلمين لها فذكر فيه أربعة أقوال: أحدها أن الأندلس أول من دخلها عبد الله بن نافع بن عبد القيس وعبد الله بن الحصين الفهريّان من جهة البحر في زمن عثمان رضي الله عنه...".(29)
كما شهدت الشواطئ الشرقية للأندلس نشاطاً للسفن الحربية الإسلامية، وتمكنت من الوصول إلى جزيرتي ميورقة (Mayorca) ومنورقة (Manorca) سنة (89 هـ = 707م)، وذلك في الحملة التي جهزها موسى بن نصير، وقادها ولده عبد الله(30).
- تاسعاً: يفهم من الروايات التي تحدثت عن عمليات الفتح، أن وجود اليهود في المناطق والمدن الأندلسية كان مفاجئاً بالنسبة للمسلمين، وغير معلوم لهم مسبقاً، حيث إن جميع الروايات استخدمت الفعل "ألفى" الذي يدل كثيراً على المصادفة ووجود شيء غير متوقع(31)، فصاحب كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس يقول عن فتح إلبيرة: "فألفوا بها يومئذ يهوداً"(32)، وابن الخطيب يقول عن فتح غرناطة: "وألفوا بها يهوداً"(33)، وابن عذاري يقول عن فتح طليطلة: "وألفى طارق طليطلة خالية ليس فيها إلا اليهود(34) وذلك يؤكد على عدم وجود اتفاق مسبق بين المسلمين واليهود.
ـ عاشراً: يبدو أن تركيز المصادر الإسبانية على تعاون اليهود مع المسلمين، جاء من أجل تحميل اليهود سبب الهزيمة المخزية والسريعة التي مني بها الإسبان(35)، بالرغم من قوة جيشهم وكثرة أعدادهم(36)، وقتالهم على أرضهم، واتساع بلادهم، وبالرغم من قلة عدد الفاتحين(37)، وعدم معرفتهم بطبيعة البلاد.
قائمة المصادر والمراجع
أولاً: القرآن الكريم.
ثانياً: المصادر:
* البكري، أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز، (ت: 987 هـ = 1094م).
1 المسالك والممالك، (الجزء الخاص بالأندلس وأوروبا)، تحقيق: عبد الرحمن الحجي، (بيروت، دار الإرشاد، ط1، 1968م).
*الحميري، محمد بن عبد المنعم، (ت: بعد 866 هـ = 1461م).
2 ـ الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عباس، (القاهرة، مؤسسة ناصر للثقافة، ط2، 1980م).
*ابن الخطيب، لسان الدين محمد بن عبد الله التلمساني، (ت: 776هـ = 1374م).
3 ـ الإحاطة في أخبار غرناطة، ج4، تحقيق: محمد عبد الله عنان، (القاهرة، الشركة المصرية للطباعة والنشر، ط2، 1393 هـ ـ 1973م).
*ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، (ت: 808 هـ = 1406م).
4 ـ العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ج7، (طبعة 1391 هـ ـ 1971م).
*الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (ت: 748 هـ = 1347م).
5 ـ العبر في خبر من غبر، تحقيق: صلاح الدين المنجد، (الكويت، 1960م).
*ابن سعيد الأندلسي، أبو الحسن علي بن موسى بن عبد الملك، (ت: 685 هـ = 1286م).
6 ـ المغرب في حلى المغرب، جزءان، تحقيق وتعليق: شوقي ضيف، (مصر، دار المعارف، تط 2، 1964م).
*الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، (ت: 310هـ = 922م).
7 ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج30، بيروت، دار الفكر، 1405 هـ.
*ابن عذاري، أبو عبد الله محمد المراكشي، (ت: بعد 712هـ = 1312م).
8 ـ البيان المغرب في أخبار أهل الأندلس والمغرب، ج4، تحقيق ومراجعة: ج.س. كولان، وإ.ليفي بروفنسال، (بيروت، دار الثقافة، د.ت).
*الفخر الرازي.
9 ـ التفسير الكبير، ج17، (المطبعة البهية العربية، ط1357، 1هـ ـ 1938م).
*ابن الكردبوس، أبو مروان بن عبد الملك بن الكردبوس التوزري، (ت: بعد 713 هـ = 1313م).
10 ـ الاكتفاء في أخبار الخلفاء، (قطعة منه)، نشر تحت عنوان: "تاريخ الأندلس، لابن الكردبوس ووصفه لابن الشباط".
*مالك بن أنس، الأصبحي، (ت: 179 هـ = 795م).
11 ـ المدونة الكبرى، ج16، في 8م (مصر، مطبعة السعادة، بغداد، مكتبة المثنى، 1323هـ).
*مجهول المؤلف، (من أهل القرن الرابع أو الخامس الهجري/ العاشر أو الحادي عشر الميلادي).
12 ـ أخبار مجموعة في فتح الأندلس، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري، بيروت، دار الكتاب اللبناني، ط1، 1401 هـ ـ 1981م.
*المقري، شهاب الدين أحمد التلمساني، (ت: 1041 هـ = 1631م).
13 ـ نفح الطيب، من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب 8م، تحقيق: إحسان عباس، (بيروت، دار صادر، 1408 هـ = 1988م).
*ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن محمد، (ت: 711 هـ= 1310م).
14 ـ لسان العرب، (بيروت، دار صادر، د.ت).
*ابن هذيل، أبو الحسن علي بن عبد الرحمن الفزاري الأندلسي الغرناطي (ت: في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي).
15 ـ تحفة الأنفس وشعار سكان الأندلس، (نشر لأول مرة بوسيلة البوتوغرافية بالمطبعة الشرقية لبولس غوتنهير بباريس، موجود في مكتبة المتحف العراقي، كتب بباريس أواخر سنة 1932م.
ثالثاً: المراجع العربية:
*بدر، أحمد.
1 ـ دراسات في تاريخ الأندلس وحضارتها من الفتح حتى الخلافة، (دمشق، 1972م).
*الحجي، عبد الرحمن علي.
2 ـ التاريخ الأندلسي، من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطه (92 ـ 897 م = 711 ـ 1492م)، (دمشق، دار القلم، بيروت، دار المنارة، ط3، 107).
*الخالدي، خالد يونس.
3 ـ اليهود تحت حكم المسلمين في الأندلس، (غزة، دار الأرقم للطباعة والنشر، 1421 هـ=2000م).
*الزعفراني، حاييم.
4 ـ ألف سنة من حياة اليهود في المغرب، تاريخ، ثقافة، دين، ترجمة: أحمد شعلان، وعبد الغني أبو العزم، (الدار البيضاء، مطبعة دار قرطبة، 1987م).
*الزين، حسن.
5 ـ أهل الكتاب في المجتمع الإسلامي، (بيروت، ط1، 1402 هـ ـ 1982م).
*كحيلة، عبادة.
6ـ تاريخ النصارى في الأندلس، (القاهرة، ط1، 1414 هـ ـ 1993م).
*مؤنس، حسين.
7 ـ فجر الأندلس، (القاهرة، ط1، 1959م).
رابعاً: المراجع الأجنبية:
*ASHTOR, ELIYAHU.
1- The Jews of Moslem Spain, 3 volumes, (Philadelphia, 1979)
*BARON, SALO
2-Asocial and religious history of the Jews, (Columbia, 1957).
*BEAR, YITZHAR.
3-History of the Jews in Christian Spain, (Philadelphia, 1966).
*DUBNOV, SEMON, MARKOVICH.
4- History of the Jews from the Roman Empire to the early medieval Period, 5 volumes, (New York, 1973).
*LEVI PROVENCAL.
5 – Histoire de musulmane, (Paris, 1950-1953).
************************************
الحواشي :
(1) Dubnov, History of the Jews, vol, 2, p. 526.
(2) Ibid , vol , 2, p.526
(3)Ashtor, The Jews , vol, 1, p.22.
(4) مؤنس، فجر الأندلس، ص14.
(5)Dubnov, The Jews, vol , 2,p.526.
(6)ينظر:
Ashtor, The Jews, vol ,1,p.22.
(7) ينظر: مؤنس، فجر الأندلس، ص14.
(8 ) ابن هذيل، أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن هذيل الفزاري الأندلسي الغرناطي، تحفة الأنفس وشعار سكان الأندلس (نشر لأول مرة بوسيلة البوتوغرافية بالمطبعة الشرقية ليولس غوتنهر بباريس، موجود في مكتبة المتحف العراقي، كتب بباريس أواخر سنة 1932م)، ص 70.
(9) Ashtor, The Jews, vol , 1p.22, Levi provencal, Histoire de musulmane , (Paris, 1950 –53) , Vol .1,p.80, Bear, A history of the Jews in I’spagne christien spain , vol , 1, p.23.
(10) ينظر:
Dubnov, History of the Jews , vol , 2, p.526.
(11) ابن عذاري، البيان، ج1، ص 30 ـ 32.
(12) م.ن، ج1، ص 34 ـ 39.
(13) م.ن، ج1، ص 41 ـ 42.
(14) Lindo, The Jews of spain, p.26.
(15) مجهول، أخبار مجموعة، ص 18؛ رينو، الفتوحات الإسلامية، ص 43 ـ 219.
(16) مجهول، أخبار مجموعة، ص 16، 19؛ ابن عذاري، البيان، المغرب، ج2، ص 9، 6، 5؛
Ashtor, The Jews, vol, 1,p.22.
(17) مجهول، أخبار مجموعة، ص 24.
(18 ) م.ن، ص 24؛ قارن: ابن عذاري، البيان، المغرب، ج2، ص14.
(19) من الذين تصوروا ذلك، بدر، أحمد، دراسات في تاريخ الأندلس وحضاراتها من الفتح حتى الخلافة (دمشق، ط1972م، 2م)، ص110.
(20) ينظر: مؤنس، فجر الأندلس، ص 424؛ الحجي، التاريخ الأندلسي، ص 162 ـ 172.
(21) ينظر: غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، ص 9 ـ 30.
(22) مالك، وآخرون، المدونة، م5، ج12، ص 35؛ ج13، ص201.
(23) الزعفراني، حاييم، ألف سنة من حياة اليهود في المغرب، (تاريخ، ثقافة، دين)، ترجمة: أحمد شحلان، وعبد الغني أبو العزم؛ (الدار البيضاء،) مطبعة دار قرطبة، 1987م)، ص13.
(24) ينظر: الزين، حسن، أهل الكتاب في المجتمع الإسلامي، (بيروت،ط1، 1402هـ ـ 1982م)، ص 49 ـ 50؛ نقلاً: عن مجلة الأزمنة الحديثة الفرنسية، (عدد 253، سنة 1967م)، ص 823
(25) Baron, Salo, Asocial and religious history of the jews, (Columbia, 1957)., vol, 1.p.34.
(26) نقلاً عن : كحيلة، تاريخ النصارى في الأندلس، ص 45؛ ينظر: رينو، الفتوحات الإسلامية، ص 218.
(27) ينظر: الخالدي، خالد يونس، اليهود تحت حكم المسلمين في الأندلس، غزة، دار الأرقم للطباعة والنشر، ص 118.
(28 ) البكري، المسالك والممالك، "الجزء الخاص بالأندلس"، ص 130.
(29) ابن عذاري، البيان المغرب، ج2، ص4.
(30) ابن سعيد الأندلسي، أبو الحسن علي بن موسى بن عبد الملك، المغرب في حلي المغرب، ج2 تحقيق: شوقي ضيف، (القاهرة، 1964م)، ص 466؛ الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، العبر في خبر من عبر، ج1، تحقيق: صلاح الدين المنجد، (الكويت، 1960م)، ص 104؛ ابن خلدون، العبر، ج4، ص 402.
(31) ذكر ابن منظور: ألفيتُ الشيء إلفاء إذا وجدته وصادفته ولقيته. ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن محمد، لسان العرب: "مادة لفى"، م15 (بيروت، دار صادر، د.ت)، ص 252.
ويقول الفخر الرازي في تفسيره لقوله تعالى: (وألفيا سيدها لدى الباب(: "أي صادفا بعلها" الفجر الرازي، التفسير الكبير، ج17، (المطبعة البهية العربية، ط1، 1357هـ ـ 1938م)، ص 122.
ويقول الطبري في تفسير الآية نفسها: "وصادفا سيدها". الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل القرآن، (ط2.....)، ص192.
(32) مجهول، أخبار مجموعة، ص 21 ـ 22.
(33) ابن الخطيب، الإحاطة، ص 17.
(34) ابن عذاري، البيان المغرب، ج2، ص12.
(35) عن تلك الهزيمة، ينظر: ابن الكرديوس، الاكتفاء، ص 135؛ المقري، نفح الطيب، ج1، ص 259.
(36) ينظر: ابن الكرديوس، الاكتفاء، ص47؛ ابن خلدون، العبر، ج4، ص 254؛ المقري، نفح الطيب، ج1، ص 231.
(37) ابن خلدون، العبر، ج4، ص 254، المقري، نفح الطيب، ج1، ص 233، ص 239.
***************************
المصدر :
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 97 - السنة الرابعة والعشرون - آذار 2005 - آذار 1425
(*)باحث من الجامعة الإسلامية في غزة.- فلسطين
مقدمة :
بالرغم من أن موضوع رسالتي لنيل درجة الدكتوراه كان بعنوان: "اليهود في الدولة العربية الإسلامية في الأندلس، (92 ـ 897 هـ = 711 ـ 1492م)، إلا أن سؤالاً مهماً حول هذا الموضوع لم يتيسر لي الإجابة عنه في أثناء إعداد الرسالة وهو: "هل طلب اليهود من المسلمين فتح الأندلس"؟...
وقد استطاع الباحث بعد مزيد من البحث والتفكير والتأمل الإجابة عن هذا السؤال، ورأى أن يخرج هذه الإجابة في بحث مستقل وذلك للأسباب الآتية:
1 ـ لم أجد فيما اطلعت عليه من مصادر ومراجع جواباً حاسماً مدعوماً بالأدلة العقلية والتاريخية لهذا السؤال بالرغم من كثرة ما قرأت حول الموضوع.
2 ـ أنّ الإسبان لا زالوا منذ نحو أربعة عشر قرناً يرددون هذا الاتهام بهدف تسويغ هزيمتهم أمام المسلمين الفاتحين للأندلس، وتسويغ اضطهادهم الشديد لليهود قبل الفتح الإسلامي.
3 ـ أنّ بقاء هذه التهمة التي وجهت إلى اليهود دون دحض علمي حاسم، يشوه صورة الفتح الإسلامي للأندلس، إذ يجعل سببه الرئيس هو الاستجابة لمطلب يهود الأندلس، وليس لتحقيق أهداف الفتح الإسلامي السامقة.
4 ـ أنّ بقاء هذه الشبهة، يعزز ما يروج له بعض الكتاب اليهود الذين يحاولون زوراً أن يجعلوا لليهود دوراً في فتح الأندلس.
وقد بدأتِ الدراسة بمقدمة تضمنتْ أهم مسَوِّغاتها، وناقشت الروايات التي ورد فيها هذا الاتهام، ثم ساقت مجموعة من البراهين التي تنفي قيام يهود الأندلس بمطالبة المسلمين بفتحها. وانتهت بقائمة للمصادر والمراجع التي أفادت منها.
وقد اعتمد الباحث المنهج التاريخي التحليلي.
وجه الإسبان إلى يهود الأندلس تهمة الاتصال بالمسلمين، ومطالبتهم بفتح الأندلس، ووعدهم بتقديم المساعدة لهم مقابل تخليصهم من حكم القوط. وقد أُعلن عن هذا الاتهام لأول مرة من قبل الملك القوطي إجيكا، وذلك في مجلس طليطلة الكنسي المنعقد سنة (75 هـ =894م)(1)
وتوجد ثلاث روايات تتحدث عن هذا الاتهام، فالرواية الأولى تذكر أن يهود الأندلس قد دخلوا في مفاوضات مع يهود أجانب في البلاد التي وراء البحر، لغرض التقدم نحو الشعب النصراني(2). والرواية الثانية تبين أن يهود الأندلس قد تفاوضوا مع الأفارقة(3). أما الرواية الثالثة فتسمي الذين تم معهم التفاوض بـ"القوم الذين وراء البحر"(4).
ويلاحظ عند التأمل في هذه الروايات أن الغموض يكتنفها جميعاً. فالرواية الأولى قد حددت أن التفاوض قد تم مع يهود، إلا أنها لم تشر إلى المكان الذي يعيش فيه هؤلاء اليهود، واكتفت بتسميتهم "يهود أجانب في البلاد التي وراء البحر".(5)
والرواية الثانية تجعل الأفارقة هم الذين تم معهم التفاوض، ولم وتوضح ما تقصده بهذه الكلمة، التي يمكن أن تعني يهود أفريقيا أو مسلميها(6). أما الرواية الثالثة فكانت الأكثرغموضاً، إذ اكتفت بالقول إن التفاوض كان مع القوم الذين وراء البحر(7)
لكننا نستطيع الاستنتاج من خلال هذه الروايات، أن الاتهام قد وجه إلى يهود الأندلس بأنهم قد تفاوضوا مع المسلمين في الشمال الأفريقي، إما مباشرة أو عبر يهود تلك المنطقة، وأن هدف المفاوضات هو تشجيع المسلمين على غزو الأندلس من أجل رفع الظلم عن يهودها.
ولا يمكن أن يكون المقصود من الاتهام بالتفاوض مع يهود الشمال الإفريقي هو أن هؤلاء هم الذين سيتولون مهمة غزو الأندلس، وإنقاذ يهودها، لأنهم كانوا أقل من أن يشك بهم القوط، ويتّهموهم بالعزم على القيام بهذا العمل الكبير، إذ كانوا يخضعون لحكم المسلمين، وليس لهم كيان مستقل، أو جيش يُخشى منه.
وأرى أن عدم ذكر كلمة المسلمين في خطاب إجيكا، وكذلك في الروايتين الإسبانيتين الأخريين، يرجع إلى قلة المعلومات المتوفرة عنهم لدى الإسبان، يؤكد ذلك رسالة "تدمير" إلى "لذريق" التي بعثها يستحثه على القدوم بجيشه لمواجهة الجيش الذي قاده طارق، إذ لم يسمهم المسلمين، بل قال: إن قوماً لا يُدرى أمن أهل الأرض، أم من أهل السماء، قد وطئوا بلادنا، وقد لقيتهم فلتنهض إلي بنفسك.(8 )
وفي اعتقادي أنه لم يحدث أي اتفاق بين المسلمين واليهود على فتح الأندلس للأسباب الآتية:
ـ أولاً: لا توجد أية إشارة إلى هذا الاتفاق في المصادر الإسلامية التي تحدثت بإسهاب عن فتح الأندلس، ولاشك أن هذا الحدث الكبير المرتبط بالفتح ارتباطاً وثيقاً لا يمكن أن تجمع المصادر الإسلامية على إهماله، لو أنه وقع فعلاً.
ـ ثانياً: لو صح وقوع هذا الحدث، لتفاخر به يهود الأندلس، ولنشروه بشكل واسع يوصله إلى كتب المؤرخين الأندلسيين، لأنه يجعل لهم دوراً مهماً في الفتح، ويظهرهم بمظهر الأبطال الذين نجحوا في الانتقام من ظالميهم القوط. لكن مؤرخي اليهود أ نفسهم يرفضون هذا الاتهام، ويعدونه مختلقاً.(9)
ـ ثالثاً: اختلاف المؤرخين الإسبان في تعيين الجهة التي تم معها الاتفاق يدل على أنه محض اتهام، لا يقوم على دليل واضح أو معلومات موثقة. وقد كان هذا الاتهام ضعيفاً منذ أن أعلن عنه إجيكا لأول مرة، إذ لم يقدم الأدلة عليه. وقد يكون مصدره وشاية مغرضة من أعداء اليهود الكثيرين في ذلك الوقت. وقد يكون هدف إجيكا من توجيهه لليهود هو الرغبة في استعادة ثقة رجال الدين به، التي اهتزت بسبب سياسة تخفيف الضغوط عن اليهود، التي انتهجها في بداية حكمه، وكذلك للظهور بمظهر الوطني الحريص على مصلحة البلاد(10).
ـ رابعاً: لم يكن المسلمون زمن انعقاد مجلس طليطلة الكنسي سنة (75 هـ = 694م) الذي أُعلن فيه عن هذا الاتهام قد أتموا فتح بلاد المغرب، حتى يفكروا بفتح الأندلس، ويحضِّروا له بعقد الاتفاقيات المسبقة مع اليهود هناك كي يحصلوا على مساعدتهم، بل كان المسلمون منشغلين حينئذٍ بحرب كسيلة بن لمزم البرنسي الذي خرج عليهم وتحالف مع الروم، ووقف في وجه جهادهم وفتحهم للبلاد. وقد ولًَّى عبد الملك بن مروان سنة (65 هـ = 684م) على إفريقية والمغرب زهير بن قيس البلوي، وكلفه بالقضاء على كسيلة، فتمكن من ذلك، لكن الروم هاجموا جيشه في برقة، فاستشهد زهير وعدد من أصحابه(11). ولم تخضع بلاد المغرب للمسلمين إلا بعد جهود جهيدة وطويلة بذلها المسلمون تحت قيادة حسان بن النعمان الذي ولي أفريقية والمغرب سنة (78 هـ =697م)(12)، وموسى بن نصير الذي تولاها سنة (86 هـ = 705م)(13).
ـ خامساً: لا يدل التعاون الذي أظهره اليهود مع المسلمين الفاتحين على اتفاق مسبق بينهم، لأن يهود الأندلس كانوا على استعداد للتعاون مع كل من يمكن أن يرفع الظلم عنهم، كما أنهم في حالة ضعف واستعباد(14)، لا تُطمع المسلمين في التعويل عليهم وعقد الاتفاقيات المسبقة معهم، ثم إنه ليس اليهود وحدهم هم الذين تعاونوا مع المسلمين، فقد تعاون معهم أبناء الملك غيطشة وأنصارهم، رغبة في الانتقام من لذريق الذي اغتصب حقهم في العرش(15)، وكذلك فعل العديد من الإسبان المظلومين(16)، عندما شاهدوا بأنفسهم سماحة الفاتحين وسمو أخلاقهم وعظمة دينهم. يقول صاحب كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس متحدثاً عن الخدمات التي قدمها بعض الإسبان لموسى بن نصير: "فلما نزل الجزيرة، قيل له: اسلك طريقه، قال: ماكنت لأسلك طريقه. قال له العلوج الأدلاء: نحن ندلك على طريق هو أشرف من طريقه، ومدائن هي أعظم خطباً من مدائنه، لم تُفتح بعد، يفتحها الله عليك إن شاء الله"(17). وعن ذلك يقول أيضاً: "ثم سار إلى مدينة قرمونة فقدَّم إليها العلوج الذين معه، وهي مدينة ليس بالأندلس أحصن منها، ولا أبعد من أن ترجى بقتال أو حصار، وقد قيل له حين دنا منها: ليست تُؤخذ إلا باللطف، فقدَّم إليها علوجاً ممن قد أمنه واستأمن إليه، مثل "يليان"، ولعلهم أصحاب "يليان"، فأتوهم على حال الأفلال، معهم السلاح، فأدخلوهم مدينتهم، فلما دخلوها بعث إليهم الخيل ليلاً، وفتحوا لهم باب قرطبة، فوثبوا على حراسه، ودخل المسلمون قرمونة"(1
ـ سادساً : لم تكن المعاملة الحسنة التي عومل بها اليهود في أثناء الفتح وبعده، مكافأة لهم على ما قدموه للمسلمين كما يتصور البعض(19)، كما أنها ليست دليلاً على وجود اتفاق مسبق بينهما يقضي بحسن معاملتهم مقابل الخدمات التي يؤدونها للمسلمين. لأن المسلمين قدموا المعاملة نفسها للنصارى وأحسنوا إليهم، وهذا الإحسان هو الذي جذبهم إلى الإسلام، وجعلهم يدخلون في دين الله أفواجاً(20)، وقد انطلق المسلمون في إحسانهم لليهود والنصارى من مبادئ دينهم الذي يوصي خيراً بأهل الذمة(21).
ولو مُيِّز اليهود عن النصارى في المعاملة و الحقوق والواجبات لسجلت كتب التاريخ ذلك، لكنهم كانوا متساوين دائماً في القانون الإسلامي.
وقد ظل هذا التساوي سائداً بين اليهود والنصارى في الأندلس، منذ فتحها وحتى زمن سقوطها، حيث يقول الفقيه المالكي المعروف محمد بن القاسم: "اليهود والنصارى عند مالك سواء".(22).
وفي اعتقادي أن أعظم مكافأة كان اليهود يرجونها من وراء خدماتهم، هو تخليصهم من ظلم واستعبادهم القوط، وقد تحقق لهم أكثر من ذلك، حيث لم يتحرروا من الظلم والاستعباد فحسب، بل فازوا بعدل الحكم الإسلامي وتسامحه.
وقد شهد اليهود أنفسهم بذلك حيث يقول حاييم الزعفراني: "لقد عرفت اليهودية الأندلسية في مجموعها حياة أكثر رخاء، وأكثر اطمئناناً، كما لم تعرفها في مكان آخر"(23).ويقول نسيم رجوان (رئيس تحرير جريدة اليوم الإسرائيلية): "كان اليهود قد عانوا خلال قرون، الكثير من الشقاء والبؤس، حيث كان الملوك الإسبان القساة الغلاظ، بعيدين كل البعد عن الشفقة والرحمة. وعندما دخل المسلمون إسبانيا لم يكتفوا بتحرير اليهود من الاضطهاد، ولكنهم شجَّعوا بينهم نشر حضارة كانت توازي بخصبها وعمقها أشهر الحضارات في مختلف العصور"(24).
ـ سابعاً: هناك إشارات إلى حدوث تعاون يهودي مع المسلمين في أثناء جهادهم في مناطق الشمال الأندلسي بعد مدة طويلة من فتح الأندلس، ومن ذلك تعاون يهود برشلونة مع المسلمين عندما غزوها سنة (235 هـ = 850م)، وقد عاقبهم الإسبان على ذلك بمصادرة أراضيهم(25).
كما جاء في سيرة القديس سانت ثيودارد (Saint theodard)، رئيس أساقفة أربونة، الذي عاش حوالي سنة (266 هـ = 880م)، أنه لما دخل المسلمون لأول مرة إلى لانجدوك، انحاز اليهود إليهم، وفتحوا لهم أبواب مدينة طولوشة (Toulouse)، ويضيف كاتب السيرة أن شارمان عاقبهم على خيانتهم، فأمر أن يؤتى كل سنة بمناسبة أعياد اليهود بيهودي، ويصفع أمام الملأ على باب الكاتدرائية(26).
إن حدوث هذا التعاون بعد مضي نحو قرن ونصف على الفتح الإسلامي للأندلس مع عدم ورود إشارة إلى وجود اتفاق مسبق عليه بين المسلمين واليهود، يؤكد إمكانية حدوث التعاون اليهودي مع فاتحي الأندلس الأوائل دون اتفاق مسبق بينهما.
وأعتقد أن الأسباب التي دفعت اليهود للتعاون مع المسلمين بعد مضي مدة كبيرة على الفتح تتشابه مع تلك التي جعلتهم يتعاونون مع الفاتحين الأوائل(27).
- ثامناً: إن فكرة فتح الأندلس، فكرة إسلامية بحتة غير مرتبطة بتشجيع أو وعود من اليهود أو غيرهم، إذ رُوي أن محاولات لفتحها جرت في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. حيث يقول البكري: "وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كتب إلى من انتدب إلى غزو الأندلس: أما بعد فإن القسطنطينية إنما تفتح من قِبَلِ الأندلس، وإنكم إن استفتحتموها كنتم شركاء من يفتحها في الأجر، والسلام"(28 )، ويقول ابن عذاري: "أما دخول المسلمين لها فذكر فيه أربعة أقوال: أحدها أن الأندلس أول من دخلها عبد الله بن نافع بن عبد القيس وعبد الله بن الحصين الفهريّان من جهة البحر في زمن عثمان رضي الله عنه...".(29)
كما شهدت الشواطئ الشرقية للأندلس نشاطاً للسفن الحربية الإسلامية، وتمكنت من الوصول إلى جزيرتي ميورقة (Mayorca) ومنورقة (Manorca) سنة (89 هـ = 707م)، وذلك في الحملة التي جهزها موسى بن نصير، وقادها ولده عبد الله(30).
- تاسعاً: يفهم من الروايات التي تحدثت عن عمليات الفتح، أن وجود اليهود في المناطق والمدن الأندلسية كان مفاجئاً بالنسبة للمسلمين، وغير معلوم لهم مسبقاً، حيث إن جميع الروايات استخدمت الفعل "ألفى" الذي يدل كثيراً على المصادفة ووجود شيء غير متوقع(31)، فصاحب كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس يقول عن فتح إلبيرة: "فألفوا بها يومئذ يهوداً"(32)، وابن الخطيب يقول عن فتح غرناطة: "وألفوا بها يهوداً"(33)، وابن عذاري يقول عن فتح طليطلة: "وألفى طارق طليطلة خالية ليس فيها إلا اليهود(34) وذلك يؤكد على عدم وجود اتفاق مسبق بين المسلمين واليهود.
ـ عاشراً: يبدو أن تركيز المصادر الإسبانية على تعاون اليهود مع المسلمين، جاء من أجل تحميل اليهود سبب الهزيمة المخزية والسريعة التي مني بها الإسبان(35)، بالرغم من قوة جيشهم وكثرة أعدادهم(36)، وقتالهم على أرضهم، واتساع بلادهم، وبالرغم من قلة عدد الفاتحين(37)، وعدم معرفتهم بطبيعة البلاد.
قائمة المصادر والمراجع
أولاً: القرآن الكريم.
ثانياً: المصادر:
* البكري، أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز، (ت: 987 هـ = 1094م).
1 المسالك والممالك، (الجزء الخاص بالأندلس وأوروبا)، تحقيق: عبد الرحمن الحجي، (بيروت، دار الإرشاد، ط1، 1968م).
*الحميري، محمد بن عبد المنعم، (ت: بعد 866 هـ = 1461م).
2 ـ الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عباس، (القاهرة، مؤسسة ناصر للثقافة، ط2، 1980م).
*ابن الخطيب، لسان الدين محمد بن عبد الله التلمساني، (ت: 776هـ = 1374م).
3 ـ الإحاطة في أخبار غرناطة، ج4، تحقيق: محمد عبد الله عنان، (القاهرة، الشركة المصرية للطباعة والنشر، ط2، 1393 هـ ـ 1973م).
*ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، (ت: 808 هـ = 1406م).
4 ـ العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ج7، (طبعة 1391 هـ ـ 1971م).
*الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (ت: 748 هـ = 1347م).
5 ـ العبر في خبر من غبر، تحقيق: صلاح الدين المنجد، (الكويت، 1960م).
*ابن سعيد الأندلسي، أبو الحسن علي بن موسى بن عبد الملك، (ت: 685 هـ = 1286م).
6 ـ المغرب في حلى المغرب، جزءان، تحقيق وتعليق: شوقي ضيف، (مصر، دار المعارف، تط 2، 1964م).
*الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، (ت: 310هـ = 922م).
7 ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج30، بيروت، دار الفكر، 1405 هـ.
*ابن عذاري، أبو عبد الله محمد المراكشي، (ت: بعد 712هـ = 1312م).
8 ـ البيان المغرب في أخبار أهل الأندلس والمغرب، ج4، تحقيق ومراجعة: ج.س. كولان، وإ.ليفي بروفنسال، (بيروت، دار الثقافة، د.ت).
*الفخر الرازي.
9 ـ التفسير الكبير، ج17، (المطبعة البهية العربية، ط1357، 1هـ ـ 1938م).
*ابن الكردبوس، أبو مروان بن عبد الملك بن الكردبوس التوزري، (ت: بعد 713 هـ = 1313م).
10 ـ الاكتفاء في أخبار الخلفاء، (قطعة منه)، نشر تحت عنوان: "تاريخ الأندلس، لابن الكردبوس ووصفه لابن الشباط".
*مالك بن أنس، الأصبحي، (ت: 179 هـ = 795م).
11 ـ المدونة الكبرى، ج16، في 8م (مصر، مطبعة السعادة، بغداد، مكتبة المثنى، 1323هـ).
*مجهول المؤلف، (من أهل القرن الرابع أو الخامس الهجري/ العاشر أو الحادي عشر الميلادي).
12 ـ أخبار مجموعة في فتح الأندلس، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري، بيروت، دار الكتاب اللبناني، ط1، 1401 هـ ـ 1981م.
*المقري، شهاب الدين أحمد التلمساني، (ت: 1041 هـ = 1631م).
13 ـ نفح الطيب، من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب 8م، تحقيق: إحسان عباس، (بيروت، دار صادر، 1408 هـ = 1988م).
*ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن محمد، (ت: 711 هـ= 1310م).
14 ـ لسان العرب، (بيروت، دار صادر، د.ت).
*ابن هذيل، أبو الحسن علي بن عبد الرحمن الفزاري الأندلسي الغرناطي (ت: في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي).
15 ـ تحفة الأنفس وشعار سكان الأندلس، (نشر لأول مرة بوسيلة البوتوغرافية بالمطبعة الشرقية لبولس غوتنهير بباريس، موجود في مكتبة المتحف العراقي، كتب بباريس أواخر سنة 1932م.
ثالثاً: المراجع العربية:
*بدر، أحمد.
1 ـ دراسات في تاريخ الأندلس وحضارتها من الفتح حتى الخلافة، (دمشق، 1972م).
*الحجي، عبد الرحمن علي.
2 ـ التاريخ الأندلسي، من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطه (92 ـ 897 م = 711 ـ 1492م)، (دمشق، دار القلم، بيروت، دار المنارة، ط3، 107).
*الخالدي، خالد يونس.
3 ـ اليهود تحت حكم المسلمين في الأندلس، (غزة، دار الأرقم للطباعة والنشر، 1421 هـ=2000م).
*الزعفراني، حاييم.
4 ـ ألف سنة من حياة اليهود في المغرب، تاريخ، ثقافة، دين، ترجمة: أحمد شعلان، وعبد الغني أبو العزم، (الدار البيضاء، مطبعة دار قرطبة، 1987م).
*الزين، حسن.
5 ـ أهل الكتاب في المجتمع الإسلامي، (بيروت، ط1، 1402 هـ ـ 1982م).
*كحيلة، عبادة.
6ـ تاريخ النصارى في الأندلس، (القاهرة، ط1، 1414 هـ ـ 1993م).
*مؤنس، حسين.
7 ـ فجر الأندلس، (القاهرة، ط1، 1959م).
رابعاً: المراجع الأجنبية:
*ASHTOR, ELIYAHU.
1- The Jews of Moslem Spain, 3 volumes, (Philadelphia, 1979)
*BARON, SALO
2-Asocial and religious history of the Jews, (Columbia, 1957).
*BEAR, YITZHAR.
3-History of the Jews in Christian Spain, (Philadelphia, 1966).
*DUBNOV, SEMON, MARKOVICH.
4- History of the Jews from the Roman Empire to the early medieval Period, 5 volumes, (New York, 1973).
*LEVI PROVENCAL.
5 – Histoire de musulmane, (Paris, 1950-1953).
************************************
الحواشي :
(1) Dubnov, History of the Jews, vol, 2, p. 526.
(2) Ibid , vol , 2, p.526
(3)Ashtor, The Jews , vol, 1, p.22.
(4) مؤنس، فجر الأندلس، ص14.
(5)Dubnov, The Jews, vol , 2,p.526.
(6)ينظر:
Ashtor, The Jews, vol ,1,p.22.
(7) ينظر: مؤنس، فجر الأندلس، ص14.
(8 ) ابن هذيل، أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن هذيل الفزاري الأندلسي الغرناطي، تحفة الأنفس وشعار سكان الأندلس (نشر لأول مرة بوسيلة البوتوغرافية بالمطبعة الشرقية ليولس غوتنهر بباريس، موجود في مكتبة المتحف العراقي، كتب بباريس أواخر سنة 1932م)، ص 70.
(9) Ashtor, The Jews, vol , 1p.22, Levi provencal, Histoire de musulmane , (Paris, 1950 –53) , Vol .1,p.80, Bear, A history of the Jews in I’spagne christien spain , vol , 1, p.23.
(10) ينظر:
Dubnov, History of the Jews , vol , 2, p.526.
(11) ابن عذاري، البيان، ج1، ص 30 ـ 32.
(12) م.ن، ج1، ص 34 ـ 39.
(13) م.ن، ج1، ص 41 ـ 42.
(14) Lindo, The Jews of spain, p.26.
(15) مجهول، أخبار مجموعة، ص 18؛ رينو، الفتوحات الإسلامية، ص 43 ـ 219.
(16) مجهول، أخبار مجموعة، ص 16، 19؛ ابن عذاري، البيان، المغرب، ج2، ص 9، 6، 5؛
Ashtor, The Jews, vol, 1,p.22.
(17) مجهول، أخبار مجموعة، ص 24.
(18 ) م.ن، ص 24؛ قارن: ابن عذاري، البيان، المغرب، ج2، ص14.
(19) من الذين تصوروا ذلك، بدر، أحمد، دراسات في تاريخ الأندلس وحضاراتها من الفتح حتى الخلافة (دمشق، ط1972م، 2م)، ص110.
(20) ينظر: مؤنس، فجر الأندلس، ص 424؛ الحجي، التاريخ الأندلسي، ص 162 ـ 172.
(21) ينظر: غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، ص 9 ـ 30.
(22) مالك، وآخرون، المدونة، م5، ج12، ص 35؛ ج13، ص201.
(23) الزعفراني، حاييم، ألف سنة من حياة اليهود في المغرب، (تاريخ، ثقافة، دين)، ترجمة: أحمد شحلان، وعبد الغني أبو العزم؛ (الدار البيضاء،) مطبعة دار قرطبة، 1987م)، ص13.
(24) ينظر: الزين، حسن، أهل الكتاب في المجتمع الإسلامي، (بيروت،ط1، 1402هـ ـ 1982م)، ص 49 ـ 50؛ نقلاً: عن مجلة الأزمنة الحديثة الفرنسية، (عدد 253، سنة 1967م)، ص 823
(25) Baron, Salo, Asocial and religious history of the jews, (Columbia, 1957)., vol, 1.p.34.
(26) نقلاً عن : كحيلة، تاريخ النصارى في الأندلس، ص 45؛ ينظر: رينو، الفتوحات الإسلامية، ص 218.
(27) ينظر: الخالدي، خالد يونس، اليهود تحت حكم المسلمين في الأندلس، غزة، دار الأرقم للطباعة والنشر، ص 118.
(28 ) البكري، المسالك والممالك، "الجزء الخاص بالأندلس"، ص 130.
(29) ابن عذاري، البيان المغرب، ج2، ص4.
(30) ابن سعيد الأندلسي، أبو الحسن علي بن موسى بن عبد الملك، المغرب في حلي المغرب، ج2 تحقيق: شوقي ضيف، (القاهرة، 1964م)، ص 466؛ الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، العبر في خبر من عبر، ج1، تحقيق: صلاح الدين المنجد، (الكويت، 1960م)، ص 104؛ ابن خلدون، العبر، ج4، ص 402.
(31) ذكر ابن منظور: ألفيتُ الشيء إلفاء إذا وجدته وصادفته ولقيته. ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن محمد، لسان العرب: "مادة لفى"، م15 (بيروت، دار صادر، د.ت)، ص 252.
ويقول الفخر الرازي في تفسيره لقوله تعالى: (وألفيا سيدها لدى الباب(: "أي صادفا بعلها" الفجر الرازي، التفسير الكبير، ج17، (المطبعة البهية العربية، ط1، 1357هـ ـ 1938م)، ص 122.
ويقول الطبري في تفسير الآية نفسها: "وصادفا سيدها". الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل القرآن، (ط2.....)، ص192.
(32) مجهول، أخبار مجموعة، ص 21 ـ 22.
(33) ابن الخطيب، الإحاطة، ص 17.
(34) ابن عذاري، البيان المغرب، ج2، ص12.
(35) عن تلك الهزيمة، ينظر: ابن الكرديوس، الاكتفاء، ص 135؛ المقري، نفح الطيب، ج1، ص 259.
(36) ينظر: ابن الكرديوس، الاكتفاء، ص47؛ ابن خلدون، العبر، ج4، ص 254؛ المقري، نفح الطيب، ج1، ص 231.
(37) ابن خلدون، العبر، ج4، ص 254، المقري، نفح الطيب، ج1، ص 233، ص 239.
***************************
المصدر :
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 97 - السنة الرابعة والعشرون - آذار 2005 - آذار 1425