المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصحيح خطأ تاريخي حول فتح القسطنطينية


أ/أحمد
08-12-2012, 08:50 PM
تصحيح خطأ تاريخي حول فتح القسطنطينية للشيخ إبراهيم المحيميد ومعه تعليق للشيخ أبي عمر العتيبي



وأحب أن أنبه إلى خطأ شائع بين طلاب العلم وهو أن فتح هذه المدينة قد تحقق على يد محمد الفاتح -رحمهُ اللهُ- والأحاديث الواردة في ذلك جاءت على قسمين :
أولاً : أحاديث جاءت بذكر فضيلة أول من يغزو هذه البلدة .
ثانياُ : أحاديث جاءت بذكر فضائل من تفتح على يدهم هذه البلدة .
وكل هذه الأحاديث لا تمت بصلة إلى فتح الدولة العثمانية وبالرجوع إلى الأحاديث الواردة يتبين هذا التقسيم :
1- ففي صحيح البخاري .كتاب الجهاد. باب غزو البحر عن أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- يقول : ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم)) فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: (( لا )) .
قال الحافظ " رحمه الله " مدينة قيصر هي القسطنطينية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهُ اللهُ- : وبالإجماع أول جيش غزاها بقيادة يزيد بن معاوية وكان تحت أمرته بعض الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري [ ذكر ذلك في أوائل المجلد الثالث عندما سئل هل يلعن يزيد بن معاوية أم لا ] .
2- وفي صحيح مسلم كتاب الفتن عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عنهُ- قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- : ((هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب في البحر؟ )) قالوا: (( نعم )) ، قال : ((لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألف من بني إسحاق فإذا نزلوها لم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها، ثم يقول الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيفتح لهم فيدخلوها فيغنموا فبينما هم يقسمون الغنائم إذا جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون )) .
3- وفي كتاب الفتن من صحيح مسلم أنه قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تقوم الساعة حتى ينْزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ)) -إلى أن قال عليه الصلاة والسلام: - ((فيفتحون القسطنطينية فبينما هم يقسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذا صاح فيهم الشيطان المسيح قد خلفكم في أهليكم فيرجعون وذلك باطل فإذا جاؤو الشام خرج [ الدجال ]؟ )) .
قال القاضي عياض: المحفوظ : ((بني إسماعيل )) .
فإذا تأمل طالب العلم هذه الأحاديث وجد أنها لا تمت بصلة إلى فتح الدولة العثمانية بصلة فلم يكونوا في الغزو الأول المغفور لهم ولن يكونوا في الفتح الأخير بالطبع الذي لم يقع حتى هذه الساعة وهاك فقه بعض هذه الأحاديث :
1. أنهم يخرجون من المدينة وهم خيار أهل الأرض يومئذ .
2. أن من يتحقق الفتح على يدهم وبقية الفتوحات هم من حقق شروط الاستخلاف والتمكين في الأرض الموضح في سورة النور الآية رقم ( 55 ) وهو التوحيد وبالتالي يجب أن يعرف أن كل جهاد لا يقرن الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك فلن يمكن لهم .
ومن المعلوم بداهة أن الدولة العثمانية أكبر دولة خرافية عمرت المشاهد والقباب والقبور ودعت إلى عبادة الأوثان، ومكنت للطرق الصوفية ما لم تمكنه أي دولة إسلامية على مدى التاريخ، وحاربت دولة التوحيد، وقتلت خيار أئمة الدعوة من العلماء والأمراء .
ولا يتباكى أحد على الدولة العثمانية وخلافتها إلا عباد المشاهد والقباب وجهلة السنة والمراهقون السياسيون .
3- أن افتتاح المدينة يكون بالتكبير والتهليل وهذا يدل على قوة إيمانهم فعند النطق بكلمة التوحيد تهدم الأسوار، والخرافيون وعباد القباب إذا انطلقوا بها ربما تسقط الأسوار عليهم لا لهم .
4- ظاهر الأحاديث أن هذه البلدة وما جاورها من بلاد الشام وحولهما تكون تحت سيطرة الكفار آنذاك لأن فتح البلدان واقتسام الغنائم من قبل الموحدين لا يكون إلا في بلدان تحت سيطرة الكفار وليس بالضروري ردة أهلها .
5- أن من يفتح هذه البلدة يدركون الدجال والمهدي وعيسى كما هو طاهر الأحاديث .
6- كذلك يفهم من ظاهر أحاديث الفتن والملاحم عموماً أن الحرب تعود كما كانت بسيف ورماح ونشاب أي سِهام.
ولقد سألت شيخنا العلامة عبد المحسن البدر " حفظه الله " عن ذلك فأكد لي أن بشرى رسول الله لم تقع واستشهد بحديث مسلم رقم ( 3 ) ، ولعل الشيخ الألباني " رحمه الله " لم يقصد ذلك .
وفي الختام أسأل الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين الثبات على التوحيد والسنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ومحبكم والداعي لكم بخير
إبراهيم بن صالح المحميد
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:

جزى الله الشيخ الفاضل إبراهيم المحيميد خير الجزاء على ما كتب ، وجعل ذلك في ميزان حسناته ..
وهنا فائدة:

فإن الأحاديث الواردة في فتح القسطنطينية جاءت على نوعين أما غزوها فعلى ثلاثة أنواع .
ففتحها جاء على نحوين : الأول : مطلق ، وأنه قبل فتح روما ..
وهو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رَضِيَ اللهُ عنهُ-.
عن أبي قبيل قال كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية فدعا عبد الله بصندوق له حلق قال فأخرج منه كتابا قال: فقال عبد الله بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مدينة هرقل تفتح أولا )). يعني قسطنطينية .
وهذا قد حصل ، فكانت مدينة القسطنطينية بلاد كفر ، فدخلها الإسلام وفتحت فما المانع لحمل الحديث عليها؟
النوع الثاني: اقترن ذلك الفتح بأمور منها : أن ذلك قبيل زمن الدجال، ووقت الملحمة ، ويكون بالتكبير ، وأصحاب ذلك الفتح مفضلون ..
وهذا لا ينطبق على الدولة العثمانية بل على من يفتحها في آخر الزمان
أما غزو القسطنطينية فورد على ثلاثة أنواع : النوعان السابقان الذي فيه الفتحان ..
والثالث: هو فضل أول من يغزو القسطنطينية والذي كان على يد يزيد بن معاوية -رَضِيَ اللهُ عنهُ- .
فبهذا تجتمع النصوص .