المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم الناصب عند الشيعة


أ/أحمد
08-12-2012, 09:05 PM
المطويات الدعوية ...173
مفهوم الناصب عند الشيعة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداهُ إلى يوم الدين.
للأسف الشديد أن يجهل أكثر أهل السنة حقيقة من تدثَّروا برداء المحبة والموالاة لأهل البيت رضوان الله عليهم.
ونتيجة لذلك الجهل انخدع كثير منهم بالشيعة الإثني عشرية الرافضة وتظاهر الشيعة لأهل السنة بالمحبة والمودة تحت ستار النفاق الذي يسمونه التقيّة.
مفهوم الناصب عند الشيعة
حفلت أكثر كتب الشيعة على رموز ومصطلحات وكنى وألقاب لا يستطيع أحد معرفتها دون التموسِ في قراءة كتب الشيعة، وإنَّ أكثر أهل السنة من المعاصرين يجهلون معانيها.
نجد أن كثيراً من ذلك وردت في كتبهم، والقارئ الذي لا خلفيةَ له فيها لا يدركُ ذلك، ولتقريب ذلك إلى فهْم القارئ الكريم نورد أمثلة ليكون على بصيرة من أمرها؛ فمثلاً وَرَدَ في كتبهم الأول، والثاني، والثالث، وحبتر، وزريق، وغير ذلك من الكنايات. فإذا وردت بصيغة الذم فالمقصود بالأول: الصديق رضوان الله عليه، والثاني والثالث: عمر وعثمان - رضي الله عنهما -، وحبتر: أبا بكر - رضي الله عنه - وزريق: عمر - رضي الله عنه -، والأمثلة كثيرة ولكن نخشى الاستطراد.
وكلمة "ناصب"، أو "النواصب" ترددت كثيراً في كتبهم ولكن قليل منهم يعرف المقصود منها.
النواصب متعارف عند أهل السنة بأنها تعني: الذين يبغضون علياً رضوان الله عليه وأهل بيته ويلعنونهم.
لكن هذه الكلمة تعني عند الشيعة: أهل السنة الذين يتولون أبا بكر وعمر وبقية الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وهذه أقوال علمائهم تشهد بهذا.
1- الشيعي يوسف البحراني يقول في كتابه "الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة" ج10 ص360 وما بعدها:
فمن ذلك ما رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر في ما استطرفه من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم لمولانا أبي الحسن الهادي - عليه السلام - في جملة مسائل محمد بن علي بن عيسى قال: كتبتُ إليه أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت(أي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما) واعتقاده بإمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب.
...فرجع الجواب أن مظهر النصب والعداوة لأهل البيت عليهم السلام، هو مجرد التقديم والقول بإمامة الأولين.
ومنها - ما رواه الصدوق قال: ليس الناصبُ من نصب لنا أهل البيت - عليهم السلام - لأنك لا تجد رجلاً يقول أنا أبغض محمداً وآل محمد صلّى الله عليه وآله، ولكن الناصب من نصبَ لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا.(أي مادمت تكفر بهؤلاء الزنادقة فأنت ناصبي شئت أم أبيت ! –أبو أسامة-).
2- حسين العصفور وتعريف الناصب
يقول في كتابه "المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية" ص145 وما بعدها:
...وأما معناه الذي دلت عليه الأخبار فهو ما قدمناه هو تقديم غير عليّ - عليه السلام -، على ما رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر... قال: كتبت إليه - يعني علي بن محمد - عليه السلام - عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديم الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصب.
3- وما في شرح نهج البلاغة للراوندي: عن النبي صلّى الله عليه وآله أنه سئل عن الناصب بعده، قال: من يقدم على علي غيره.
...بل أخبارهم - عليهم السلام - تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا.
ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن الذين قالوا: إن الأذان رآه أبيّ بن كعب في النوم.وقد صرح بهذا جماعة من المتأخرين، ومنهم السيد المحقق السيد نور الدين، أبي الحسين الموسوي في الفوائد المكية، واختاره شيخنا المنصف العلامة الشيخ يوسف في الشهاب الثاقب... الخ.
4- نعمة الله الجزائري وتعريف الناصب
يقول في كتابه الأنوار النعمانية ج2 ص206-207 ما نصه:وأما الناصبي وأحواله وأحكامه فهو مما يتم ببيان أمرين:
(الأول) في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي.وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية.
وقد روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أن من علامة النواصب تقديم غير عليّ عليه.ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة - عليهم السلام - وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله، مع أن أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت - عليهم السلام -، بل كان له انقطاع إليهم، وكان يظهر لهم التودد. نعم كان يخالف آراءهم ويقول: قال عليّ وأنا أقول.

5- أبو الحسن العاملي وتحقيق معنى الناصب
قال في مقدمة تفسيره "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار" ص308 باب "النون من البطون والتأويلات".
الناصبه: في الصحيح نصبت الشيء أي أقمته، ونص لفلان أي عاداه، وقد ورد في سورة الغاشية قوله تعالى: { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ }، وسنذكر - إن شاء الله - هناك ما يدل على تأويل الناصبه بأعداء علي - عليه السلام - وكذلك من عاداه وبمن نصب غيره من ولات الأمر فعلى هذا كله أعداء الأئمة ناصبة بالمعنيين وهو ظاهر.
وكذلك الحق أن كل من نصب غير الأئمة فهو في الحقيقة ممن نصب العداوة للأئمة وناصبة بالمعنيين أيضاً وإن ادعى المحبة لهم ادعاء.
وقد نقل في مستطرفات السرائر من مكاتبات محمد بن علي بن عيسى أبا الحسن الثالث - عليه السلام - قال: كتبت إليه أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديم الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب. اه‍.
(وبناء على قول الروافض الزنادقة فإن كل من قدم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما على علي فهو كافر حلال الدم وعليه فيلزم هؤلاء الضلال أن يكفروا عليا والحسن والحسين وكل آل البيت ! لأنهم كلهم كانوا على إمامة الشيخين فهل يلتزمون بهذا –أبو أسامة-)
من كتاب موقف الشيعة من أهل السنة للعلامة محمد مال الله رحمه الله
منقول