أ/أحمد
09-04-2012, 09:57 AM
من وصايا الفضيل بن عياض في لزوم السنة ومجانبة أهل البدع ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال اللالكائي في السنة 46 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، ثنا أحمد بن حمدان ، ثنا أحمد بن الحسن ، ثنا عبد الصمد ، قال : سمعت فضيل بن عياض يقول : « إن لله عبادا يحيي بهم البلاد ، وهم أصحاب السنة ، ومن كان يعقل ما يدخل جوفه من حله كان من حزب الله »
وقال أيضاً 195 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، قال : أخبرنا أحمد بن حمدان ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الصمد ، يعني مردويه ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : « لا تجادلوا أهل الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله »
وقال أيضاً في السنة 239 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، قال : أخبرنا أحمد بن حمدان ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : « لا يرفع لصاحب بدعة إلى الله عمل »
وقال أيضاً في السنة 242 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : سمعت الفضيل يقول : قال ابن المبارك : « لم أر مالا أمحق من مال صاحب بدعة » . وقال : « اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يدا فيحبه قلبي »
وقال أيضاً في السنة 248 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، قال : أخبرنا أحمد بن حمدان ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الصمد ، مردويه قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : « المؤمن يقف عن الشبهة ، ومن دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة ، وإذا أحب الله عبدا وفقه لعمل صالح ، فتقربوا إلى الله بحب المساكين »
وقال أيضاً في السنة 915 - أخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا أحمد بن حمدان قال : ثنا أحمد بن الحسن قال : ثنا عبد الصمد مردويه قال : سمعت الفضيل يعني ابن عياض يقول : من جلس مع صاحب بدعة فاحذره ، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يعط الحكمة ، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد ، آكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة
وقال أيضاً في السنة 1102 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن الحسن ، قال : ثنا عبد الصمد مردويه قال : سمعت رجلا يقول للفضيل : من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها ، فقال له الفضيل : « من زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها »
أقول : هذه الآثار الجليلة كلها ثابتة إن شاء الله تعالى فإسنادها واحد وإليك الكلام على رجاله
1_ الحسن بن عثمان الواعظ
هذا ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وقال :" كتبت عنه، وكان لا بأس به ينزل"
2_ أحمد بن جعفر بن حمدان أبو جعفر القطيعي وينسب إلى جده حمدان أحياناً
وهو ثقة ثبت راوي كتاب المسند وفضائل الصحابة والزهد كلها لأحمد
قال الذهبي في الميزان :" 320 -[صح] أحمد بن جعفر بن حمدان، أبو بكر القطيعي، صدوق في نفسه مقبول، تغير قليلا.
قال الخطيب: لم نر أحدا ترك الاحتجاج به.
وقال الحاكم: ثقة مأمون.
وقال أبو عمرو بن الصلاح: اختل في آخر عمره، حتى كان لا يعرف شيئاً مما يقرأ عليه، ذكر هذا أبو الحسن بن الفرات.
قلت: فهذا القول غلو وإسراف، وقد كان أبو بكر أسند أهل زمانه .
مات في آخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وله خمس وتسعون سنة.
قال ابن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك.
له في بعض مسند أحمد أصول فيها نظر.
وقال البرقاني: غرقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة.
وكنت شديد التنقير عنه حتى تبين عندي أنه صدوق لا يشك في سماعه.
قال: وسمعت أنه مجاب الدعوة"
والخلاصة أنه حجة والأوهام الواقعة في المسند من ابن المذهب وليست منه ، ونحن نتكلم على آثار مقطوعة الأمر فيها هين
3_ أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي
وهذا وثقه الدارقطني والخطيب ، وهو مترجم في سير أعلام النبلاء
4_ عبد الصمد بن يزيد
قال ابن سعد في الطبقات :" ويكنى أبا عبد الله، روى عن الفضيل بن عياض وابن عيينة وغيرهما، وكان ثقة من أهل السنة والورع، وقد كتب الناس عنه، وتوفي في آخر يوم من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين"
وذكره ابن حبان في الثقات
وقال ابن عدي في الكامل :" سمعت أبا يعلى يقول: قَالَ يَحْيى بن مَعِين لمردويه كيف سمعت كلام فضيل قال أطرافا قَال: كنتُ تقول له قلت كَذَا أو قلت كَذَا أي ضعفه بن مَعِين"
هذا ما فهمه أبو يعلى من تلك المساءلة ، وهذا المفهوم خالف منطوق ابن معين فقد وثقه كما في سؤالات ابن الجنيد
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان :" قال أبو يَعلَى الموصلي : قال ابن مَعِين لمردويه : كيف سمعت كلام فضيل قال : أطراف قال : كنت تقول له : قلت كذا وقلت كذا. أي ضعفه يحيى.
مات مردويه سنة 235 ، انتهى.
وهذا الظن يخالف ما رواه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد أنه قال : سألت يحيى بن مَعِين عن مردويه الصائغ فقال : لا بأس به ليس ممن يكذب.
وقال الحسين بن فهم : كان ثقة من أهل السنة والورع وقد كتب الناس عنه.
قلت : وروى عنه ابن أبي الدنيا وموسى بن هارون وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وآخرون.
وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال : من أهل بغداد.
وذكره الحافظ عبد الغني في الكمال ظنا منه أن بعض الستة روى له فوهم"
وتوثيقه هو المتعين إذ أنه من أهل الزهد والورع ومن تمام ورعه أنه لا يروي المرفوعات ، وإنما يروي الأخبار عن الفضيل بن عياض ، ومثل هذا يسهل ضبطه
ولي مع هذه الآثار الثابتة وقفات
الأولى : قوله (لا يرفع لصاحب بدعة إلى الله عمل)
هذا ظاهره أنه لا يقبل له عمل سواءً كانت بدعته مفسقة أو مكفرة ، وقد صح هذا عمن هو أكبر أو أعلم من الفضيل وهو الحسن البصري
قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ( 3/390) : حدثنا الربيع بن نافع قال حدثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن قال: صاحب البدعة لا يقبل الله له صلاة ولا صياما ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا.
هشام بن حسان أخذ الرواية عن الحسن من كتب حوشب ، وهو ثقة ثبت
قال أبو داود : إنما تكلموا فى حديثه عن الحسن و عطاء لأنه كان يرسل ، وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب .
ولا أعرف تخريجاً لهذا الكلام ، وما أحب التحاذق على السلف
الثانية : قوله (جلس مع صاحب بدعة فاحذره ، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يعط الحكمة) فيه الإلزام بالجرح ونقض قاعدة ( خلافنا في غيرنا لا يكون خلافاً بيننا )
الثالثة : قول ابن المبارك (لم أر مالا أمحق من مال صاحب بدعة) ، فيه الموعظة لمن افتتنوا بأموال الجمعيات الحزبية ، وقلبوا لأهل السنة ظهر المجن ، وتنكروا للسنة وأهلها من أجل حطام الدنيا
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال اللالكائي في السنة 46 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، ثنا أحمد بن حمدان ، ثنا أحمد بن الحسن ، ثنا عبد الصمد ، قال : سمعت فضيل بن عياض يقول : « إن لله عبادا يحيي بهم البلاد ، وهم أصحاب السنة ، ومن كان يعقل ما يدخل جوفه من حله كان من حزب الله »
وقال أيضاً 195 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، قال : أخبرنا أحمد بن حمدان ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الصمد ، يعني مردويه ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : « لا تجادلوا أهل الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله »
وقال أيضاً في السنة 239 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، قال : أخبرنا أحمد بن حمدان ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : « لا يرفع لصاحب بدعة إلى الله عمل »
وقال أيضاً في السنة 242 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : سمعت الفضيل يقول : قال ابن المبارك : « لم أر مالا أمحق من مال صاحب بدعة » . وقال : « اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يدا فيحبه قلبي »
وقال أيضاً في السنة 248 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، قال : أخبرنا أحمد بن حمدان ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الصمد ، مردويه قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : « المؤمن يقف عن الشبهة ، ومن دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة ، وإذا أحب الله عبدا وفقه لعمل صالح ، فتقربوا إلى الله بحب المساكين »
وقال أيضاً في السنة 915 - أخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا أحمد بن حمدان قال : ثنا أحمد بن الحسن قال : ثنا عبد الصمد مردويه قال : سمعت الفضيل يعني ابن عياض يقول : من جلس مع صاحب بدعة فاحذره ، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يعط الحكمة ، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد ، آكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة
وقال أيضاً في السنة 1102 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن الحسن ، قال : ثنا عبد الصمد مردويه قال : سمعت رجلا يقول للفضيل : من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها ، فقال له الفضيل : « من زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها »
أقول : هذه الآثار الجليلة كلها ثابتة إن شاء الله تعالى فإسنادها واحد وإليك الكلام على رجاله
1_ الحسن بن عثمان الواعظ
هذا ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وقال :" كتبت عنه، وكان لا بأس به ينزل"
2_ أحمد بن جعفر بن حمدان أبو جعفر القطيعي وينسب إلى جده حمدان أحياناً
وهو ثقة ثبت راوي كتاب المسند وفضائل الصحابة والزهد كلها لأحمد
قال الذهبي في الميزان :" 320 -[صح] أحمد بن جعفر بن حمدان، أبو بكر القطيعي، صدوق في نفسه مقبول، تغير قليلا.
قال الخطيب: لم نر أحدا ترك الاحتجاج به.
وقال الحاكم: ثقة مأمون.
وقال أبو عمرو بن الصلاح: اختل في آخر عمره، حتى كان لا يعرف شيئاً مما يقرأ عليه، ذكر هذا أبو الحسن بن الفرات.
قلت: فهذا القول غلو وإسراف، وقد كان أبو بكر أسند أهل زمانه .
مات في آخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وله خمس وتسعون سنة.
قال ابن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك.
له في بعض مسند أحمد أصول فيها نظر.
وقال البرقاني: غرقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة.
وكنت شديد التنقير عنه حتى تبين عندي أنه صدوق لا يشك في سماعه.
قال: وسمعت أنه مجاب الدعوة"
والخلاصة أنه حجة والأوهام الواقعة في المسند من ابن المذهب وليست منه ، ونحن نتكلم على آثار مقطوعة الأمر فيها هين
3_ أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي
وهذا وثقه الدارقطني والخطيب ، وهو مترجم في سير أعلام النبلاء
4_ عبد الصمد بن يزيد
قال ابن سعد في الطبقات :" ويكنى أبا عبد الله، روى عن الفضيل بن عياض وابن عيينة وغيرهما، وكان ثقة من أهل السنة والورع، وقد كتب الناس عنه، وتوفي في آخر يوم من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين"
وذكره ابن حبان في الثقات
وقال ابن عدي في الكامل :" سمعت أبا يعلى يقول: قَالَ يَحْيى بن مَعِين لمردويه كيف سمعت كلام فضيل قال أطرافا قَال: كنتُ تقول له قلت كَذَا أو قلت كَذَا أي ضعفه بن مَعِين"
هذا ما فهمه أبو يعلى من تلك المساءلة ، وهذا المفهوم خالف منطوق ابن معين فقد وثقه كما في سؤالات ابن الجنيد
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان :" قال أبو يَعلَى الموصلي : قال ابن مَعِين لمردويه : كيف سمعت كلام فضيل قال : أطراف قال : كنت تقول له : قلت كذا وقلت كذا. أي ضعفه يحيى.
مات مردويه سنة 235 ، انتهى.
وهذا الظن يخالف ما رواه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد أنه قال : سألت يحيى بن مَعِين عن مردويه الصائغ فقال : لا بأس به ليس ممن يكذب.
وقال الحسين بن فهم : كان ثقة من أهل السنة والورع وقد كتب الناس عنه.
قلت : وروى عنه ابن أبي الدنيا وموسى بن هارون وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وآخرون.
وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال : من أهل بغداد.
وذكره الحافظ عبد الغني في الكمال ظنا منه أن بعض الستة روى له فوهم"
وتوثيقه هو المتعين إذ أنه من أهل الزهد والورع ومن تمام ورعه أنه لا يروي المرفوعات ، وإنما يروي الأخبار عن الفضيل بن عياض ، ومثل هذا يسهل ضبطه
ولي مع هذه الآثار الثابتة وقفات
الأولى : قوله (لا يرفع لصاحب بدعة إلى الله عمل)
هذا ظاهره أنه لا يقبل له عمل سواءً كانت بدعته مفسقة أو مكفرة ، وقد صح هذا عمن هو أكبر أو أعلم من الفضيل وهو الحسن البصري
قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ( 3/390) : حدثنا الربيع بن نافع قال حدثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن قال: صاحب البدعة لا يقبل الله له صلاة ولا صياما ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا.
هشام بن حسان أخذ الرواية عن الحسن من كتب حوشب ، وهو ثقة ثبت
قال أبو داود : إنما تكلموا فى حديثه عن الحسن و عطاء لأنه كان يرسل ، وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب .
ولا أعرف تخريجاً لهذا الكلام ، وما أحب التحاذق على السلف
الثانية : قوله (جلس مع صاحب بدعة فاحذره ، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يعط الحكمة) فيه الإلزام بالجرح ونقض قاعدة ( خلافنا في غيرنا لا يكون خلافاً بيننا )
الثالثة : قول ابن المبارك (لم أر مالا أمحق من مال صاحب بدعة) ، فيه الموعظة لمن افتتنوا بأموال الجمعيات الحزبية ، وقلبوا لأهل السنة ظهر المجن ، وتنكروا للسنة وأهلها من أجل حطام الدنيا
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم