طالب العلم
09-06-2012, 10:47 PM
قال العلامة عبيد الجابري حفظه الله "أراد البخاري رحمه الله هنا فيما يظهر لي تقريرَ قاعدة وهي من أصول الدين عند أهل السنةِ والجماعة، وقد يُشاركهم فيها بعض طوائف المبتدعة، وتلكم القاعدة هي قاعدة الولاء والبراء.
¨فالولاء: هو الحبُ والنصرةُ والموالاة في ذات الله سبحانه وتعالى.
¨والبراء: هو البغض والمفاصلة والمعاداةُ في ذات الله سبحانه وتعالى.
فأهل الإيمان والهدى والتقى يحب بعضهم بعضا لما يظهرونهُ من حُسن التدين للهسبحانه وتعالى في العبادة وكذلك في المعاملة، كما أنهم يُبغضون من يخالف أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إذا وجدوا منه الإصرار والعناد والاستنكاف عن الحق مع بيان المحجةِ له وقيام الحُجةِ عليه فإنهم يبغضونه في ذات الله لا لتشفٍ شخصي.
وهذه القاعدة تطبيقها يلزم له فهم قاعدةوهي أن الحب الكامل لأهل التدين الخالص لله سبحانه وتعالى في الظاهر وأن البغض الكامل هو لأهل الكفر،فإنهم هم الذين يُبغَضُونَ بغضاً كاملاً, ثم من كان منهم وادعاً ساكناً لا يُظهر عداوة للإسلام وأهلِه فإنه يُحسَن معه التعامل ويتقرب إليه طمعاً في إجابته الدعوة إلى الإسلام، ومن كان كاشِراً مكشِراً عن العداوةِ للإسلام وأهلِه فإن بُغضهُ يَشِتدُ في ذلك.
وهذا لا يمنع من جانب المُداراة ودرءِ المفاسد في سبيل تكثير المصالح، وهذه قاعدةٌ قد بُسطت في غير هذا الموضع ولعل الله سبحانه وتعالى ييسر من دروسنا هذه التي أسأل الله أن يجعلها مباركةً علي وعليكم ، ما يستدعي أيضاً بسطها ولو بعض الشيء.
والمقصود أن من تبرأ من شيء يجبُ أن يتبرأ من أهلِه، ومن هنا يُعلم أن الدعوة إلى التآلف والتسامح بين أهل الأديان دين الإسلام وهو دينُ الحق ولا دين سواه وما يُزعمُ أنه دينٌ من يهوديةٍ أو نصرانية دعوة باطلة مخالفةٌ للكتاب والسنة والإجماع.
لكن إذا رأى حكام المسلمين أن سياسة المداراة تُحتمُ أن يتعامل أهلُ الإسلام مع غيرهم وهم ثابتون على دينهم كما أمر الله به ورسوله، وذلك أعني تلكم السياسة سياسة دنيوية فقط من عقد العهود وإبرام المواثيق التي تكفل لأهل الإسلام أن يؤدوا شعائر الله في طُمأنينة وأمن وراحة وكذلك تُحقق لهم تبادل المصالح الدنيوية مع غير المسلمين فهذا أمرٌ لا مانع منه ، أما أن يُتنازل ويُدعى أهل الإسلام إلى أن يتسامحوا مع غيرهم من أهل الديانات الباطلة بدعوى نبذ الكراهية وغير ذلك من الشعارات الزائفة فهذا هو في الحقيقة من شُعب الكفر ليرضى من رضي وليسخط من سخط.
منقول
من ميراث الأنبياء
¨فالولاء: هو الحبُ والنصرةُ والموالاة في ذات الله سبحانه وتعالى.
¨والبراء: هو البغض والمفاصلة والمعاداةُ في ذات الله سبحانه وتعالى.
فأهل الإيمان والهدى والتقى يحب بعضهم بعضا لما يظهرونهُ من حُسن التدين للهسبحانه وتعالى في العبادة وكذلك في المعاملة، كما أنهم يُبغضون من يخالف أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إذا وجدوا منه الإصرار والعناد والاستنكاف عن الحق مع بيان المحجةِ له وقيام الحُجةِ عليه فإنهم يبغضونه في ذات الله لا لتشفٍ شخصي.
وهذه القاعدة تطبيقها يلزم له فهم قاعدةوهي أن الحب الكامل لأهل التدين الخالص لله سبحانه وتعالى في الظاهر وأن البغض الكامل هو لأهل الكفر،فإنهم هم الذين يُبغَضُونَ بغضاً كاملاً, ثم من كان منهم وادعاً ساكناً لا يُظهر عداوة للإسلام وأهلِه فإنه يُحسَن معه التعامل ويتقرب إليه طمعاً في إجابته الدعوة إلى الإسلام، ومن كان كاشِراً مكشِراً عن العداوةِ للإسلام وأهلِه فإن بُغضهُ يَشِتدُ في ذلك.
وهذا لا يمنع من جانب المُداراة ودرءِ المفاسد في سبيل تكثير المصالح، وهذه قاعدةٌ قد بُسطت في غير هذا الموضع ولعل الله سبحانه وتعالى ييسر من دروسنا هذه التي أسأل الله أن يجعلها مباركةً علي وعليكم ، ما يستدعي أيضاً بسطها ولو بعض الشيء.
والمقصود أن من تبرأ من شيء يجبُ أن يتبرأ من أهلِه، ومن هنا يُعلم أن الدعوة إلى التآلف والتسامح بين أهل الأديان دين الإسلام وهو دينُ الحق ولا دين سواه وما يُزعمُ أنه دينٌ من يهوديةٍ أو نصرانية دعوة باطلة مخالفةٌ للكتاب والسنة والإجماع.
لكن إذا رأى حكام المسلمين أن سياسة المداراة تُحتمُ أن يتعامل أهلُ الإسلام مع غيرهم وهم ثابتون على دينهم كما أمر الله به ورسوله، وذلك أعني تلكم السياسة سياسة دنيوية فقط من عقد العهود وإبرام المواثيق التي تكفل لأهل الإسلام أن يؤدوا شعائر الله في طُمأنينة وأمن وراحة وكذلك تُحقق لهم تبادل المصالح الدنيوية مع غير المسلمين فهذا أمرٌ لا مانع منه ، أما أن يُتنازل ويُدعى أهل الإسلام إلى أن يتسامحوا مع غيرهم من أهل الديانات الباطلة بدعوى نبذ الكراهية وغير ذلك من الشعارات الزائفة فهذا هو في الحقيقة من شُعب الكفر ليرضى من رضي وليسخط من سخط.
منقول
من ميراث الأنبياء