أ/أحمد
11-23-2012, 06:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه فتوى لطيفة للعلامة عبد الله العقيل -رحمه الله- وهي بخصوص التجشؤ وبعض أحكامه:
[421] هل يقال للمتجشئ: هنيئا؟ اجتمعنا في المسجد نتذاكر، فتجشأ أحد الزملاء، فقال له رجل من الحاضرين: (هني) ، فأنكر عليه آخر، فقال له: إن هذا بدعة، كما أنكر على المتجشئ رفع الصوت بهذه الصفة البشعة، ولكنه لم يقتنع، وقال: إنه قد سمع من بعض طلبة العلم أن المتجشئ يقال له: هني، فأرجوكم إفادتنا عن ذلك مشكورين؟
الإجابة:
أما الجُشاء، فقد أخرج الترمذي باسناد ضعيف، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-: أن رجلا تجشأ عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فقال له: "كف عنا جشاءك؛ فإن أكثركم شبعا أكثركم جوعا يوم القيامة" (483) .
قال الإمام أحمد في رواية أبي طالب: إذا تجشأ الرجل وهو في الصلاة، فليرفع رأسه إلى السماء حتى يذهب الريح، فإذا لم يرفع رأسه أذى من حوله من ريحه. قال: وهذا من الأدب، وقال في رواية مهنا: إذا تجشأ الرجل، فينبغي له أن يرفع وجهه إلى فوق؛ لكي لا يخرج من فيه رائحة يؤذي بها الناس. فقيد في الأولى بكونه في الصلاة، وأطلق في الثانية، وظاهر العلة يقتضي حيث كان ثَم ناس، وإلا فلا يطلب منه رفع، وهذا ظاهر.
وأما إجابة المتجشئ، فقال في "الآداب الكبرى" : ولا يجيب المتجشئ بشيء، فإن قال: الحمد لله، قيل له: هنيئا مرئيا أو هنَّاك الله وأمراك. ذكره في "الرعاية الكبرى" وابن تميم، وكذا ابن عقيل وقال: لا نعرف فيه سنة، بل هو عادة موضوعة(484) . وذكر معناه في "الإقناع" و"شرحه" و"الغاية" وشرحها. واللَّه أعلم.
الهامش:
483 - الترمذي (247 وابن ماجه (3350) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال أبو حاتم "علل" (2/ 139): هذا حديث منكر. اهـ. ومن حديث أبي جحيفة عند الحاكم (4/121) وصححه، وتعقبه الذهبي بأنه ضعيف جدًا، وقال أبو حاتم "علل": (2/ 123) : هذا حديث باطل. اهـ.
484 - "الآداب الشرعية" (2/ 329).
الحديث حسنه الشيخ الألباني -رحمه الله- بمجموع الطرق في الصحيحة (343) وعلى القول بصحته يكون قول النبي -صلى الله عليه وسلم - " كف عنا جشاءك" فيها ما يدل لأصل ما ذكره الإمام أحمد من رفع الرأس أو التباعد عن الناس حال ذلك لكي لا يؤذيهم ، ولو لم يصح لدخل تحت الأصل العام من عدم الإضرار بالمسلم والله أعلم
فائدة: ذهب الغزالي في إحياء علوم الدين إلى خلاف ما ذكره الإمام أحمد رحمه الله، فقال:
وإن تجشأ فينبغي أن لا يرفع رأسه إلى السماء ا.هــ
وكلام الغزالي كان عن حال الصلاة، ولعل الأقرب ما ذكره الإمام فهذا الرفع لعارض طرأ والله المستعان.
فائدة ثانية:
قال ابن عبد البر -رحمه الله- في "الاستذكار":
واجتمعوا على أن الجشاء ليس فيه وضوء بإجماع ا.هـ
فهذه فتوى لطيفة للعلامة عبد الله العقيل -رحمه الله- وهي بخصوص التجشؤ وبعض أحكامه:
[421] هل يقال للمتجشئ: هنيئا؟ اجتمعنا في المسجد نتذاكر، فتجشأ أحد الزملاء، فقال له رجل من الحاضرين: (هني) ، فأنكر عليه آخر، فقال له: إن هذا بدعة، كما أنكر على المتجشئ رفع الصوت بهذه الصفة البشعة، ولكنه لم يقتنع، وقال: إنه قد سمع من بعض طلبة العلم أن المتجشئ يقال له: هني، فأرجوكم إفادتنا عن ذلك مشكورين؟
الإجابة:
أما الجُشاء، فقد أخرج الترمذي باسناد ضعيف، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-: أن رجلا تجشأ عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فقال له: "كف عنا جشاءك؛ فإن أكثركم شبعا أكثركم جوعا يوم القيامة" (483) .
قال الإمام أحمد في رواية أبي طالب: إذا تجشأ الرجل وهو في الصلاة، فليرفع رأسه إلى السماء حتى يذهب الريح، فإذا لم يرفع رأسه أذى من حوله من ريحه. قال: وهذا من الأدب، وقال في رواية مهنا: إذا تجشأ الرجل، فينبغي له أن يرفع وجهه إلى فوق؛ لكي لا يخرج من فيه رائحة يؤذي بها الناس. فقيد في الأولى بكونه في الصلاة، وأطلق في الثانية، وظاهر العلة يقتضي حيث كان ثَم ناس، وإلا فلا يطلب منه رفع، وهذا ظاهر.
وأما إجابة المتجشئ، فقال في "الآداب الكبرى" : ولا يجيب المتجشئ بشيء، فإن قال: الحمد لله، قيل له: هنيئا مرئيا أو هنَّاك الله وأمراك. ذكره في "الرعاية الكبرى" وابن تميم، وكذا ابن عقيل وقال: لا نعرف فيه سنة، بل هو عادة موضوعة(484) . وذكر معناه في "الإقناع" و"شرحه" و"الغاية" وشرحها. واللَّه أعلم.
الهامش:
483 - الترمذي (247 وابن ماجه (3350) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال أبو حاتم "علل" (2/ 139): هذا حديث منكر. اهـ. ومن حديث أبي جحيفة عند الحاكم (4/121) وصححه، وتعقبه الذهبي بأنه ضعيف جدًا، وقال أبو حاتم "علل": (2/ 123) : هذا حديث باطل. اهـ.
484 - "الآداب الشرعية" (2/ 329).
الحديث حسنه الشيخ الألباني -رحمه الله- بمجموع الطرق في الصحيحة (343) وعلى القول بصحته يكون قول النبي -صلى الله عليه وسلم - " كف عنا جشاءك" فيها ما يدل لأصل ما ذكره الإمام أحمد من رفع الرأس أو التباعد عن الناس حال ذلك لكي لا يؤذيهم ، ولو لم يصح لدخل تحت الأصل العام من عدم الإضرار بالمسلم والله أعلم
فائدة: ذهب الغزالي في إحياء علوم الدين إلى خلاف ما ذكره الإمام أحمد رحمه الله، فقال:
وإن تجشأ فينبغي أن لا يرفع رأسه إلى السماء ا.هــ
وكلام الغزالي كان عن حال الصلاة، ولعل الأقرب ما ذكره الإمام فهذا الرفع لعارض طرأ والله المستعان.
فائدة ثانية:
قال ابن عبد البر -رحمه الله- في "الاستذكار":
واجتمعوا على أن الجشاء ليس فيه وضوء بإجماع ا.هـ