المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير خواتيم سورة إبراهيم لابن أبي حاتم


أ/أحمد
12-25-2012, 06:49 PM
بسم الله الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على ءاله و صحبه و من تبع هداه و بعد:
فهذا تفسير لخواتيم سورة إبراهيم لابن أبي حاتم رحمه الله:

أعوذ بالله من الشيطن الرجيم:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ 39
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ 40
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ 41
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ 42
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ 43
وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ 44
وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ 45
وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ 46
فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ 47
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ 48
وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ 49
سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ 50
لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 51
هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ 52.

قَوْلهُ تَعَالَى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكبر إسماعيل وإسحاق:

12297 - عن ابن عباس في قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ قَالَ: هَذَا بعد ذاك بحين.

12298 - عَنِ الشعبي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا يسرني بنصيبي مِنْ دعوة نوح وإبراهيم للمؤمنين والمؤمنات حمر النعم.

قَوْلهُ تَعَالَى: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يعمل الظالمون:

عن ميمون ابن مَهْرَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ قَالَ: هي تعزية للمظلوم ووعيد للظالم.

قوله: إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ:

12299 - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ قَالَ: شخصت فيه والله أبصارهم فلا ترتد إِلَيْهِمْ.

قوله: مُهْطِعِينَ مقنعي رؤسهم:

12300 - عن ابن عباس رضي الله عنهما في قَوْلِهِ: مُهْطِعِينَ قَالَ: يَعْنِي بالإهطاع النظر مِنْ غير أن تطرف مقنعي رؤسهم قال: الإقناع رفع رؤوسهم لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ قَالَ: شاخصة أبصارهم وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ليس فيها شيء مِنَ الخير فهي كالخربة.

12301 - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُهْطِعِينَ قَالَ: مديمي النظر.

قوله: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ:

12302 - عَنْ مرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ قَالَ: متخرقة لا تعي شيئًا.

قوله: وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْم يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ:

12304 - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْم يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ يَقُولُ: أنذرهم في الدُّنْيَا مِنْ قبل إِنَّ يأتيهم العذاب.

قوله: مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ:

12305 - عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ قَالَ: بعث بعد الموت.

قوله: وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ:

12306 - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ قَالَ: سكن الناس في مساكن قوم نوح وعاد وثمود.
وقرون بين ذَلِكَ كثيرة ممن هلك مِنَ الأمم وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ قَالَ: قد والله بعث الله رسله وأنزل كتبه وضرب لكم الأمثال، فلا يصم فيها إلا الأصم، ولا يخيب فيها إلا الخائب فاعقلوا عَنِ الله أمره.

قوله: وَإِنْ كَانَ مكرهم لتزول منه الجبال:

12307 - عن ابن عباس رضي الله عنهما في قَوْلِهِ: وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ يَقُولُ شركهم كقوله تكاد السماوات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ.

12308 - عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قرأ هذه الآية: وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ثُمَّ فسرها فقال: إِنَّ جبارًا مِنَ الجبابرة قَالَ: لا أنتهي حتى أنظر إِلَى مَا في السَّمَاء، فأمر بفراخ النسور تعلف اللحم حتى شبت وغلظت، وأمر بتابوت فنجر يسع رجلين ثُمَّ جعل في وسطه خشبة ثُمَّ ربط أرجلهن بأوتاد، ثُمَّ جوعهن، ثُمَّ جعل عَلَى رأس الخشبة لحما ثم دخل هو وصاحبه في التابوت، ثُمَّ ربطهن إلى قوائم التابوت ثُمَّ خلى عنهن يردن اللحم فذهبن به مَا شاء الله تَعَالَى.
ثُمَّ قَالَ لصاحبه: افتح فانظر ماذا ترى. ففتح فقال: أنظر إِلَى الجبال ... كأنها الذباب..! قَالَ: أغلق. فأغلق فطرن به مَا شاء الله ثُمَّ قَالَ: افتح.. ففتح. فقال: انظر ماذا ترى. فقال: مَا أرى إلا السَّمَاء، وما أراها تزداد إلا بعدًا. قَالَ: صوّب الخشبة. فصوبها فانقضت تريد اللحم، فسمع الجبال هدتها فكادت تزول عَنْ مراتبها.

12309 - عَنِ أَبِي مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ قَالَ: انطلق ناس وأخذوا هذه النسور فعلقوا عليها كهيئة التوابيت ثُمَّ أرسلوها في السَّمَاء، فرأتها الجبال فظنت أنه شيء نزل من السماء فتحركت لذلك.

12310 - عَنِ السُّدِّىِّ قَالَ: أمر الّذِي حاج إبراهيم في ربه بإبراهيم، فأخرج مِنْ مدينته فلقي لوطًا عَلَى باب المدينة وهو ابن أخيه، فدعاه فآمن به وَقَالَ: إني مهاجر إِلَى ربي. وحلف نمرود إِنَّ يطلب إله إبراهيم، فأخذ أربعة فراخ مِنْ فراخ النسور، فرباهن بالخبز واللحم ... حتى إذا كبرن وغلظن واستعلجن قرنهن بتابوت وقعد في ذَلِكَ التابوت، ثُمَّ رفع رجلا مِنْ لحم لهن، فطرن حتى إِذَا دهم في السَّمَاء أشرف فنظر إِلَى الأَرْض وإلى الجبال تدب كدبيب النمل، ثُمَّ رفع لهن اللحم ثُمَّ نظر، فرأى الأَرْض محيطًا بها بحر كأنها فلكة في ماء، ثُمَّ رفع طويلًا فوقع في ظلمة، فلم ير مَا فوقه ولم ير مَا تحته، فألقي اللحم فأتبعته منقضات، فلما نظرت الجبال إليهن قد أقبلن منقضات وسمعن حفيفهن، فزعت الجبال وكادت إِنَّ تزول مِنَ أمكنتها، ولم يفعلن. فذلك قوله: وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «وإن كاد مكرهم» فكان طيورهن به مِنْ بيت المقدس، ووقوعهن في جبال الدخان. فلما رأى أنه لا يطيق شيئًا، أخذ في بنيان الصرح فبناه حتى أسنده إِلَى السَّمَاء، ارتقى فوقه ينظر يزعم إِلَى إله إبراهيم، فأحدث ولم يكن يحدث، وأخذ الله بنيانه مِنَ القواعد فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ يَقُولُ: مِنْ مأمنهم وأخذهم مِنَ أساس الصرح، فانتقض بهم ... وسقط فتبلبلت ألسنة الناس يومئذ مِنَ الفزع، فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانًا، فلذلك سمت بابل وكان قبل ذلك بالسريانية.

قوله: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ:

12311 - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ قَالَ:
عزيز والله في أمره يملي وكيده متين، ثُمَّ إِذَا انتقم انتقم بقدره.

قوله: يَوْم تُبَدَّلُ الأَرْض غير الأرض والسماوات:

12312 - حَدَّثَنَا ابن أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ لوبان الكلاعي، عَنِ أَبِي أَيْوبَ الأَنْصَارِي: قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حبر مِنَ اليهود فقال: أرأيت إذ يَقُولُ الله في كتابه: يَوْم تُبَدَّلُ الأَرْض غَيْرَ الأَرْض والسماوات، فأين الخلق عند ذَلِكَ؟ فقال أضياف الله، فلن يعجزهم ما لديه.

12313 - عَنِ ابْنِ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: يَوْم تُبَدَّلُ الأرض غير الأرض الآية.
قَالَ: هَذَا يَوْم الْقِيَامَة، خلق سوى الخلق الأول.

قوله: مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ:

12314 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ قَالَ: الكبول.

12315 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: فِي الأَصْفَادِ قَالَ في السلاسل.

12316 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: فِي الأَصْفَادِ يَقُولُ: في وثاق.

قوله: مِنْ قَطِرَانٍ:

12317 - عَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: مِنْ قَطِرَانٍ قَالَ: قطران الإبل.

12318 - عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: مِنْ قَطِرَانٍ قَالَ: هَذَا القطران يطلى به حتي يشتعل نارا.

12319 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: مِنْ قَطِرَانٍ قَالَ: هُوَ النحاس المذاب.

12320 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قرأ «مِنْ قَطِرَانٍ» قَالَ: القطر، الصفر، والآن: الحار.

قوله: وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّار:

12321 - عَنِ السُّدِّىِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّار قَالَ:
تلفحهم فتحرقهم.

12322 - عَنِ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النائحة إِذَا لَمْ تتب قبل موتها، توقف في طَرِيق بين الْجَنَّة والنار، سرابيلها مِنْ قطران وتغشى وجهها النَّار»

قوله: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ:

12323 - عَنِ ابْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ قَالَ القرآن: ولينذروا به قال: بالقرآن.

و صلى الله على محمد و على ءاله و صحبه و سلم

اسماء
12-25-2012, 10:07 PM
أسعدك المولى أخي موضوعك قيم