المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشروعية المصافحة عند المفارقة


الواثقة بالله
09-25-2010, 09:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن أبى هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ودع أحدا قال :" أستودع الله دينك و أمانتك و خواتيم عملك " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 22 :
أخرجه أحمد ( 2 / 358 ) عن ابن لهيعة عن الحسن بن ثوبان عن موسى ابن وردان عنه
قلت : و رجاله موثقون , غير أن ابن لهيعة سيء الحفظ و قد خالفه في متنه الليث
ابن سعد و سعيد بن أبي أيوب عن الحسن بن ثوبان به بلفظ :" أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه " .
و هذا عن أبي هريرة أصح و سنده جيد , رواه أحمد ( 1 / 403 ) .
ثم رأيت ابن لهيعة قد رواه بهذا اللفظ أيضا عند ابن السني رقم ( 501 ) .
و ابن ماجه ( 2 / 943 رقم 2825 ) فتأكدنا من خطئه في اللفظ الأول .

من فوائد الحديث :

يستفاد من هذا الحديث الصحيح جملة فوائد : الأولى : مشروعية التوديع بالقول الوارد فيه " أستودع الله دينك و أمانتك و خواتيم عملك " أو يقول : " أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه " .

الثانية : الأخذ باليد الواحدة في المصافحة , قد جاء ذكرها في أحاديث كثيرة ,و على ما دل عليه هذا الحديث يدل اشتقاق هذه اللفظة في اللغة .

ففي " لسان العرب " : " و المصافحة : الأخذ باليد , و التصافح مثله , و الرجل يصافح الرجل : إذا وضع صفح كفه في صفح كفه , و صفحا كفيهما : وجهاهما , و منه حديث المصافحة عند اللقاء , و هي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف و إقبال الوجه على الوجه " .

قلت : و في بعض الأحاديث المشار إليها ما يفيد هذا المعنى أيضا , كحديث حذيفة مرفوعا : " إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه و أخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر " .
قال المنذري ( 3 / 270 ) :" رواه الطبراني في " الأوسط " و رواته لا أعلم فيهم مجروحا " .
قلت : و له شواهد يرقى بها إلى الصحة , منها : عن أنس عند الضياء المقدسي في " المختارة " ( ق 240 / 1 - 2 ) و عزاه المنذري لأحمد و غيره .

فهذه الأحاديث كلها تدل على أن السنة في المصافحة : الأخذ باليد الواحدة فما يفعله بعض المشايخ من التصافح باليدين كلتيهما خلاف السنة , فليعلم هذا .

الفائدة الثالثة : أن المصافحة تشرع عند المفارقة أيضا و يؤيده عموم قوله صلى الله عليه وسلم " من تمام التحية المصافحة " و هو حديث جيد باعتبار طرقه و لعلنا نفرد له فصلا خاصا إن شاء الله تعالى , ثم تتبعت طرقه , فتبين لي أنها شديدة الضعف , لا تصلح للاعتبار و تقوية الحديث بها , و لذلك أوردته في " السلسلة الأخرى " ( 1288 ) . و وجه الاستدلال بل الاستشهاد به إنما يظهر باستحضار مشروعية السلام عند المفارقة أيضا لقوله صلى الله عليه وسلم :" إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم , و إذا خرج فليسلم , فليست الأولى بأحق من الأخرى " . رواه أبو داود و الترمذي و غيرهما بسند حسن .

فقول بعضهم : إن المصافحة عند المفارقة بدعة مما لا وجه له , نعم إن الواقف
على الأحاديث الواردة في المصافحة عند الملاقاة يجدها أكثر و أقوى من الأحاديث الواردة في المصافحة عند المفارقة , و من كان فقيه النفس يستنتج من ذلك أن المصافحة الثانية ليست مشروعيتها كالأولى في الرتبة , فالأولى سنة , و الأخرى مستحبة , و أما أنها بدعة فلا , للدليل الذي ذكرنا . و أما المصافحة عقب الصلوات فبدعة لا شك فيها إلا أن تكون بين اثنين لم يكونا قد تلاقيا قبل ذلك فهي سنة كما علمت.إ.هـ كلامه رحمه الله تعالي.

(المرجع:سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول الحديث 16).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ولا تنسونا من الدعآء بارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول

حفيد الصالحين
10-08-2010, 10:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزا الله شيخنا الفاضل خير الجزاء وكل مشايخنا وعلماؤنا السلفيين حفظهم الله عز وجل وشفى مرضاهم واللهم أرحم الموتى منهم وسائر موتى المسلمين.

عمرو الشافعي
10-10-2010, 06:21 AM
http://up101.9ory.com/v/10/10/10/05/13349637470.gif (http://www.9ory.com)

سلطان
11-09-2010, 04:40 PM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ...