الجوهرة
09-30-2010, 08:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلامة ربيع المدخلي في "واقع المسلمين وسبيل النهوض" ( ص 15 -24 ): (الذي يخطئ يرجع، والذي يذنب يتوب، وكان الرجل يزني في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والمرأة تزني؛ فلا يقرّ لأحدهم قرار ولا يستريح أبداً إلا أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعترف ويقول: أقم عليّ الد، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك كذا، لعلك كذا، فيقول: لا؛ أبداً، ويعترف؛ لأنه لا يرتاح أبداً ويكره الحياة، لماذا؟ لأنهم أناس استسلموا لله، وليسوا بمعصومين،ونحن لسنا بمعصومين كلّنا نقع في الأخطاء، لكن يجب على الإنسان أن يتوب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً}[التحريم : 8].
وقعتَ في خطأ؛ في العقيدة، في المنهج، في السلوك، في العبادة في شيء.
ارتكبتَ خطأً فباب التوبة مفتوح وليس من العار، بل الأنبياء يخطئون ويرجعون، الأنبياء يخطئون ويرجعون؛ حكى الله عن آدم أنه تاب من خطيئته، وحكى الله عن داود، وحكى الله عن موسى . . يتوب ويتوب ويتوب ويستحي من هذا الذنب.
وحتى يأتي يوم القيامة هؤلاء الأنبياء _عليهم الصلاة والسلام_ وتطلب منهم الشفاعة، وهو لا يزال ضميره يؤنبه حتى آخر لحظة، تاب، تاب، تاب لكن هذا الإحساس لا يمحى من ضميره؛ يطلبون من آدم الشفاعة فيقول: أنا أذنبت وأخطأت، نفسي نفسي،يستحي من ربه، يقول: إني أستحي من ربي، ثم يأتون إلى نوح فيقول: أنا أذنبت وأخطأت، نوح ماذا أخطأ؟ دعا على قومه، اعتبرها خطيئة وهي حق، فيستحي أن يشفع.
إبراهيم أخطأ في ذات الله عز وجل ويقول: أذنبت وموسى كذلك يقول أذنبت، أين نحن من هذا الحياء من الله عز وجل.
يا أخي تعيش عمر على الباطل، حياتك كلها ولا تعالج نفسك، ولا ترجع إلى الله تبارك وتعالى، ويمكن وراءك ألوف بل ملايين يتبعونك على هذا الخطأ، فتحمل وزر نفسك وأوزار الآخرين؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ).
يا أخي ارحم نفسك، ارحم نفسك، وسُنَّ للناس سنة حسنة، أنت لست تشرِّع الآن، لكن أَحْيِ سنة الرسول _عليه الصلاة والسلام_، تكون كأنك سننت للناس سنّة حسنة؛ أشياء قصر فيها الناس أو ماتت هذه السنة فأحييها، الناس إذا أقبلوا عليها وعملوا بها فأنت تكسب أجرها؛ أجرك وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
وكذا إذا تعلّقت ببدعة وتبعك الناس عليها، فتحمل وزرك ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
الشاهد أننا يجب أن نرجع جميعاً إلى الله، أن نعتصم بكتاب الله، وأن نتبع كتاب الله؛ آيات كثيرة يأمر الله فيها بالاستقامة، آيات كثيرة يأمر فيها الله بالاتباع، آيات كثيرة يأمر فيها اللهُ رسولَهُ بالاتباع {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}[الأحزاب : 2]، {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}[الأنعام : 106]، {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ}[الأعراف : 3]، {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}[فصلت : 30] أوامر كثيرة ونواهٍ كثيرة عن المعصية وعن المخالفات لماذا؟ كتاب الله بين أيدينا وندرسه ونحفّظه أولادنا، وتحفيظ القرآن لكن أين الآداب؟ نحفظ الألوف والألوف والحفظ مطلوب، لكن أين العمل أين العمل؟ القرآن ألا يدعونا إلى الاجتماع؟! ألا يدعونا إلى الاعتصام بالكتاب والسنّة؟ ألا يدعونا إلى ترك الباطل؟ ألا يدعونا إلى ترك البدع؟ ألا يدعونا إلى محاربة الشرك والضلال؟).
منقول
قال العلامة ربيع المدخلي في "واقع المسلمين وسبيل النهوض" ( ص 15 -24 ): (الذي يخطئ يرجع، والذي يذنب يتوب، وكان الرجل يزني في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والمرأة تزني؛ فلا يقرّ لأحدهم قرار ولا يستريح أبداً إلا أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعترف ويقول: أقم عليّ الد، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك كذا، لعلك كذا، فيقول: لا؛ أبداً، ويعترف؛ لأنه لا يرتاح أبداً ويكره الحياة، لماذا؟ لأنهم أناس استسلموا لله، وليسوا بمعصومين،ونحن لسنا بمعصومين كلّنا نقع في الأخطاء، لكن يجب على الإنسان أن يتوب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً}[التحريم : 8].
وقعتَ في خطأ؛ في العقيدة، في المنهج، في السلوك، في العبادة في شيء.
ارتكبتَ خطأً فباب التوبة مفتوح وليس من العار، بل الأنبياء يخطئون ويرجعون، الأنبياء يخطئون ويرجعون؛ حكى الله عن آدم أنه تاب من خطيئته، وحكى الله عن داود، وحكى الله عن موسى . . يتوب ويتوب ويتوب ويستحي من هذا الذنب.
وحتى يأتي يوم القيامة هؤلاء الأنبياء _عليهم الصلاة والسلام_ وتطلب منهم الشفاعة، وهو لا يزال ضميره يؤنبه حتى آخر لحظة، تاب، تاب، تاب لكن هذا الإحساس لا يمحى من ضميره؛ يطلبون من آدم الشفاعة فيقول: أنا أذنبت وأخطأت، نفسي نفسي،يستحي من ربه، يقول: إني أستحي من ربي، ثم يأتون إلى نوح فيقول: أنا أذنبت وأخطأت، نوح ماذا أخطأ؟ دعا على قومه، اعتبرها خطيئة وهي حق، فيستحي أن يشفع.
إبراهيم أخطأ في ذات الله عز وجل ويقول: أذنبت وموسى كذلك يقول أذنبت، أين نحن من هذا الحياء من الله عز وجل.
يا أخي تعيش عمر على الباطل، حياتك كلها ولا تعالج نفسك، ولا ترجع إلى الله تبارك وتعالى، ويمكن وراءك ألوف بل ملايين يتبعونك على هذا الخطأ، فتحمل وزر نفسك وأوزار الآخرين؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ).
يا أخي ارحم نفسك، ارحم نفسك، وسُنَّ للناس سنة حسنة، أنت لست تشرِّع الآن، لكن أَحْيِ سنة الرسول _عليه الصلاة والسلام_، تكون كأنك سننت للناس سنّة حسنة؛ أشياء قصر فيها الناس أو ماتت هذه السنة فأحييها، الناس إذا أقبلوا عليها وعملوا بها فأنت تكسب أجرها؛ أجرك وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
وكذا إذا تعلّقت ببدعة وتبعك الناس عليها، فتحمل وزرك ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
الشاهد أننا يجب أن نرجع جميعاً إلى الله، أن نعتصم بكتاب الله، وأن نتبع كتاب الله؛ آيات كثيرة يأمر الله فيها بالاستقامة، آيات كثيرة يأمر فيها الله بالاتباع، آيات كثيرة يأمر فيها اللهُ رسولَهُ بالاتباع {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}[الأحزاب : 2]، {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}[الأنعام : 106]، {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ}[الأعراف : 3]، {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}[فصلت : 30] أوامر كثيرة ونواهٍ كثيرة عن المعصية وعن المخالفات لماذا؟ كتاب الله بين أيدينا وندرسه ونحفّظه أولادنا، وتحفيظ القرآن لكن أين الآداب؟ نحفظ الألوف والألوف والحفظ مطلوب، لكن أين العمل أين العمل؟ القرآن ألا يدعونا إلى الاجتماع؟! ألا يدعونا إلى الاعتصام بالكتاب والسنّة؟ ألا يدعونا إلى ترك الباطل؟ ألا يدعونا إلى ترك البدع؟ ألا يدعونا إلى محاربة الشرك والضلال؟).
منقول