أ/أحمد
05-12-2011, 10:19 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،أما بعد:
فإن من المقرر عند علماء أهل السنة أن معصية الله تعالى ورسوله تتفاوت تفاوتاً كبيراً فأشدها وأغلظها الشرك الأكبر ثم الشرك الأصغر ثم البدعة ثم الكبيرة ثم الصغيرة أو الخطيئة وهذه الدرجات دلت عليها أدلة من الكتاب والسنةواستقر عليها اعتقاد أهل السنة والجماعة إلا أن ثمَّ حيثيات ومسائل قد تغيب أو تشكل على بعض طلبة العلم أحببت أن أتطرق لها في مقالي هذا لعل الله تعالى أن ينفعبها.
1- أن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية،
قال شيخ الإسلام: قال أئمةالمسلمين كسفيان الثوري (إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن البدعة لا يُتابمنها والمعصية يُتاب منها) أ. هـ
من كتاب التحفة العراقية في الأعمال القلبيةصفحة (12) وهذا هو الأصل وأنت تلاحظ أخي القارئ أن شيخ الإسلام نسب هذا إلى أئمةالمسلمين.
2- أن البدعة قرينة الشرك فهي تنافي شهادة أن محمداً رسولالله كما أن الشرك ينافي شهادة أن لا إله إلا الله.
3- أن كثيراً من المشركين يشرك بالله تعالى بعبادة الأولياء والصالحين ظاناً أن في ذلك تعظيماً لله فيدعو الأولياء ليقربوه إلى الله زلفى ويتخذهم وسائط فيصرف لهم أنواعاً من العبادةزاعماً أنها تشفع له عند الله تعالى مع اعتقاده أن هذا مما يحبه الله وكذلك المبتدع يظن أن الأحداث في الدين هو زيادة قربى يتقرب بها إلى الله تعالى. وفي الحقيقة أن الشرك والبدع لا تزيد أصحابها من الله تعالى إلا بُعداً.
-4 أن من البدع ما هي شرك وكفر ومنها ما هي كبيرة ومنها ما هي صغيرة، فهي ليست على درجة واحدةفمنها بدع في الاعتقاد ومنها بدع في الأقوال والأعمال وهذه أيضا تتفاوت فمنها ما هي شرك ومنها دون ذلك كبدع الوضوء والصلاة والحج ونحوها.
-5 البدع شر من الكبائر من وجه والكبائر شر من البدع من وجه آخر،
قال شيخ الإسلام في كتابه الاستقامة (1/454): (وجنس البدع وإن كان شرا لكن الفجور شر من وجه آخر وذلك انالفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرا من الوجه الآخر الذي هو حرام محض لكن مقروناباعتقاده لتحريمه وتلك حسنة في أصل الاعتقاد وأما المبتدع فلابد أن تشتمل بدعته على حق وباطل لكن يعتقد أن باطلها حق أيضا ففيه من الحسن ما ليس من الفجور ومن السيئ ماليس في الفجور، وكذلك بالعكس) أ.هـ
-6 البدع وإن كانت أشد وأغلظ منالكبائر لكن ليست بالضرورة أن تكون كل بدعة أشد وأغلظ من كل كبيرة قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرح فضل الإسلام:
"جنس البدعة أشنع وأغلظ من الكبائرأي من جنس الكبائر ولا يعني هذا أن كل بدعة أعظم من كل كبيرة" أ. هـ
وقال الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى:
(الكذب أخبث من البدع يا إخوان، الكذاب أخبث عند اهل السنة من المبتدع،المبتدع يُروى عنه، رووا عن القدرية، رووا عن المرجئة ورووا عن غيرهم من أصناف أهل البدع ما لم تكن بدعة كفرية، ما لم يكن كذابا، لو كان ينتمي إلى أهل السنة كذاب فهوعندهم أحط من أهل البدع، ومن هنا عقد ابن عدي رحمه الله في كتابه (الكامل) حوالي 29باباً للكذابين وباباً واحداً لأهل البدع وقَبِل أهل السنة رواية أهل البدعالصادقين غير الدعاة) أ. هـ
من إجابة عن سؤال وجه لفضيلته في المحاضرة التي افتتح بها دورة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله العلمية في الطائف بمسجد الملك فهد رحمه الله في الطائف بتاريخ 1426/6/22 هـ.
-7 قد يختلف العلماء فيبدعية أمر ما فيرى بعضهم أن كذا وكذا بدعة ويرى آخرون أنه ليس ببدعة ولهذا أسباب كثيرة منها ظهور الدليل عند قوم دون آخرين ومنها ثبوت الدليل عند قوم دون آخرين ومنها تفاوتهم في فهم النص ودلالته وغير ذلك من الأسباب المذكورة في مظانها من كتب أهل العلم.
-8 وعليه: فلا يلزم إذا قال احد ببدعية أمر ما كصلاةالتسابيح مثلا لأن الدليل عنده لا يصح أن يوافقه من قال بسنيتها لثبوت حديثهاعنده.
-9 ولا يتناول هذا البدع الكبيرة والشركية التي لا وجه لها من الوجوه كبدعة التجهم والاعتزال والخروج والإرجاء والرفض.
-10 الواجب التريث وعدم الاستعجال في التكفير والتبديع والتفسيق فهذا باب خطير جدا لذا يُترك للعلماء والقضاة وولاة الأمر ولا يجوز أن يتجرأ عليه كل من هبَّ ودبَّ.
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى اللهوسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإن من المقرر عند علماء أهل السنة أن معصية الله تعالى ورسوله تتفاوت تفاوتاً كبيراً فأشدها وأغلظها الشرك الأكبر ثم الشرك الأصغر ثم البدعة ثم الكبيرة ثم الصغيرة أو الخطيئة وهذه الدرجات دلت عليها أدلة من الكتاب والسنةواستقر عليها اعتقاد أهل السنة والجماعة إلا أن ثمَّ حيثيات ومسائل قد تغيب أو تشكل على بعض طلبة العلم أحببت أن أتطرق لها في مقالي هذا لعل الله تعالى أن ينفعبها.
1- أن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية،
قال شيخ الإسلام: قال أئمةالمسلمين كسفيان الثوري (إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن البدعة لا يُتابمنها والمعصية يُتاب منها) أ. هـ
من كتاب التحفة العراقية في الأعمال القلبيةصفحة (12) وهذا هو الأصل وأنت تلاحظ أخي القارئ أن شيخ الإسلام نسب هذا إلى أئمةالمسلمين.
2- أن البدعة قرينة الشرك فهي تنافي شهادة أن محمداً رسولالله كما أن الشرك ينافي شهادة أن لا إله إلا الله.
3- أن كثيراً من المشركين يشرك بالله تعالى بعبادة الأولياء والصالحين ظاناً أن في ذلك تعظيماً لله فيدعو الأولياء ليقربوه إلى الله زلفى ويتخذهم وسائط فيصرف لهم أنواعاً من العبادةزاعماً أنها تشفع له عند الله تعالى مع اعتقاده أن هذا مما يحبه الله وكذلك المبتدع يظن أن الأحداث في الدين هو زيادة قربى يتقرب بها إلى الله تعالى. وفي الحقيقة أن الشرك والبدع لا تزيد أصحابها من الله تعالى إلا بُعداً.
-4 أن من البدع ما هي شرك وكفر ومنها ما هي كبيرة ومنها ما هي صغيرة، فهي ليست على درجة واحدةفمنها بدع في الاعتقاد ومنها بدع في الأقوال والأعمال وهذه أيضا تتفاوت فمنها ما هي شرك ومنها دون ذلك كبدع الوضوء والصلاة والحج ونحوها.
-5 البدع شر من الكبائر من وجه والكبائر شر من البدع من وجه آخر،
قال شيخ الإسلام في كتابه الاستقامة (1/454): (وجنس البدع وإن كان شرا لكن الفجور شر من وجه آخر وذلك انالفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرا من الوجه الآخر الذي هو حرام محض لكن مقروناباعتقاده لتحريمه وتلك حسنة في أصل الاعتقاد وأما المبتدع فلابد أن تشتمل بدعته على حق وباطل لكن يعتقد أن باطلها حق أيضا ففيه من الحسن ما ليس من الفجور ومن السيئ ماليس في الفجور، وكذلك بالعكس) أ.هـ
-6 البدع وإن كانت أشد وأغلظ منالكبائر لكن ليست بالضرورة أن تكون كل بدعة أشد وأغلظ من كل كبيرة قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرح فضل الإسلام:
"جنس البدعة أشنع وأغلظ من الكبائرأي من جنس الكبائر ولا يعني هذا أن كل بدعة أعظم من كل كبيرة" أ. هـ
وقال الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى:
(الكذب أخبث من البدع يا إخوان، الكذاب أخبث عند اهل السنة من المبتدع،المبتدع يُروى عنه، رووا عن القدرية، رووا عن المرجئة ورووا عن غيرهم من أصناف أهل البدع ما لم تكن بدعة كفرية، ما لم يكن كذابا، لو كان ينتمي إلى أهل السنة كذاب فهوعندهم أحط من أهل البدع، ومن هنا عقد ابن عدي رحمه الله في كتابه (الكامل) حوالي 29باباً للكذابين وباباً واحداً لأهل البدع وقَبِل أهل السنة رواية أهل البدعالصادقين غير الدعاة) أ. هـ
من إجابة عن سؤال وجه لفضيلته في المحاضرة التي افتتح بها دورة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله العلمية في الطائف بمسجد الملك فهد رحمه الله في الطائف بتاريخ 1426/6/22 هـ.
-7 قد يختلف العلماء فيبدعية أمر ما فيرى بعضهم أن كذا وكذا بدعة ويرى آخرون أنه ليس ببدعة ولهذا أسباب كثيرة منها ظهور الدليل عند قوم دون آخرين ومنها ثبوت الدليل عند قوم دون آخرين ومنها تفاوتهم في فهم النص ودلالته وغير ذلك من الأسباب المذكورة في مظانها من كتب أهل العلم.
-8 وعليه: فلا يلزم إذا قال احد ببدعية أمر ما كصلاةالتسابيح مثلا لأن الدليل عنده لا يصح أن يوافقه من قال بسنيتها لثبوت حديثهاعنده.
-9 ولا يتناول هذا البدع الكبيرة والشركية التي لا وجه لها من الوجوه كبدعة التجهم والاعتزال والخروج والإرجاء والرفض.
-10 الواجب التريث وعدم الاستعجال في التكفير والتبديع والتفسيق فهذا باب خطير جدا لذا يُترك للعلماء والقضاة وولاة الأمر ولا يجوز أن يتجرأ عليه كل من هبَّ ودبَّ.
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى اللهوسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.