أ/أحمد
05-16-2011, 10:18 PM
من فضيلة الشيخ العلامة سعد بن عبد الرحمن الحصين – حفظه الله – إلى معالي الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان – حفظه الله –
من : سعد الحصين .
إلى معالي الشيخ / صالح بن محمد اللحيدان – أصلح الله حاله ومآله .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد :
فقد أطلعني بعض إخواني في الدين والدعوة على تصريحاتٍ منسوبةٍ إليكم عن أحوال الفتن في بعض الدول العربية ؛ وقد كان علماء السّنّة ( من أمثالكم ) ينهون عن المشاركة في الفتن بقول أو فعل .
ويروى عن الإمام أحمد – رحمه الله – أنه قال : ( الإمساك في الفتنة سُنة ماضية واجب لزومها ... ولا تُعنْ على فتنة بيدٍ ولا لسان ، ولكن أكفُفْ يدك ولسانك ) ، طبقات الحنابلة ( 1/58 ) .
وأوْصى الآجري رحمه الله : ( بترك الخوض في الفتنة ؛ فإن الفتنة يفتضح عندها خلق كثير ) ، الشريعة ( 1/393 ) .
وحذّر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – من الخوض في الفتن بقول جامع :
( وممّا ينبغي أن يُعلم أن أسباب هذه الفتن تكون مشتركة ، فَيَرِد على القلوب من الواردات ما يمنعها من معرفة الحقّ وتصوّره ، فضلاً عن إرادته وطلبه ) ، منهاج السنة ( 4/538 ) .
واجه الإمام أحمد – رحمه الله – بـ(نفسه وعلمه واعتقاده ) فنتةً لا يُعْرَف أنها تكرّرت في تاريخ المسلمين ؛ ثلاثة ولاة من ولاة المسلمين ( المأمون ، والمعتصم ( وا معتصماه ) والواثق ) يُقسرون علماء السنة على مخالفة صحيح المعتقد بدعوى خلق القرآن ، ويُقتل بعض العلماء ، ويُسجن ويُجلد بعضهم ، ومنهم الإمام أحمد ، ويُمنعون من تعليم الدين ، ومع كلّ ذلك لا يجيز الإمام أحمد لنفسه ولا لغيره الخروج على أحد منهم ، فكيف بولي الأمر الذي لم يأمر بالمعصية ولم يقتل أو يجلد أو يسجن عليها ؟!
وأسباب فتنة الخروج مختلفة كما في قول ابن تيمية رحمه الله ، ولو كان الدين بينها فليس أهمّها ، ولو كان – جدلاً – فهل يُحَكّم الغوغاء وأكثرهم :﴿ لا يشكرون ﴾ ولا : ﴿ يعلمون ﴾ ، ﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾ ، وأشهد أنّ أكثر أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة في البلاد العربية التي تحرّكت فيها الفتن هي للمنتمين للسّنة : ( الرعيّة لا الرّعاة ) سدنتها وعابديها .
ولأني أستبعد صدور ما نُسب إليكم منكم ، لعلمي بما تفضل الله به عليكم من علم وعمل ودعوة إلى ذلك ، وأنكم أحرى الناس بالاستجابة لوصيّة الله لعباده : ﴿ ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ ، وأنكم ممّن يَرجع إلى الآية والحديث ، والفقه فيهما ممن ثبتت له الخيرية ، لا إلى الجرايد ولا الانترنت ، ولا الفضائيات ، ولو لبست لباس الدين ، مثل : حِرَاء الصوفيّة ، والمجْد الحركيّة الضائعة بين وبين .
لذلك ؛ فإني أرغب في نشر هذه الرّسالة تبرئة لكم وقطعاً لدابر المتقوِّلين عليكم ، إن لم يردني منكم ما يمنع النشر .
وواضح من بعض الكلام المنسوب إليكم أنّه ليس لعامة الناس الخروج على ولي أمرهم ولو ظلم أو فجر ، بل ولو كفر ، وإنما ذلك لأهل الحلّ والعقد القادرين على ( معرفة الحقّ وتصوّره ) كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله آنفاً ؛ ولكن الغوغاء ( ومنهم الحركيّون والحزبيّون الإسلاميّون بزعمهم ) يعصون الله ورسوله وأولي أمرهم بخروجهم عليهم ، ثم هم يستفتون العلماء ليأخذوا من كلامهم ما يوافق أو ما لا يخالف معصيتهم وينذون الباقي .
نصر الله بكم دينه .
سعد الحصين .
تعاوناً على البّر والتّقوى .
من : سعد الحصين .
إلى معالي الشيخ / صالح بن محمد اللحيدان – أصلح الله حاله ومآله .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد :
فقد أطلعني بعض إخواني في الدين والدعوة على تصريحاتٍ منسوبةٍ إليكم عن أحوال الفتن في بعض الدول العربية ؛ وقد كان علماء السّنّة ( من أمثالكم ) ينهون عن المشاركة في الفتن بقول أو فعل .
ويروى عن الإمام أحمد – رحمه الله – أنه قال : ( الإمساك في الفتنة سُنة ماضية واجب لزومها ... ولا تُعنْ على فتنة بيدٍ ولا لسان ، ولكن أكفُفْ يدك ولسانك ) ، طبقات الحنابلة ( 1/58 ) .
وأوْصى الآجري رحمه الله : ( بترك الخوض في الفتنة ؛ فإن الفتنة يفتضح عندها خلق كثير ) ، الشريعة ( 1/393 ) .
وحذّر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – من الخوض في الفتن بقول جامع :
( وممّا ينبغي أن يُعلم أن أسباب هذه الفتن تكون مشتركة ، فَيَرِد على القلوب من الواردات ما يمنعها من معرفة الحقّ وتصوّره ، فضلاً عن إرادته وطلبه ) ، منهاج السنة ( 4/538 ) .
واجه الإمام أحمد – رحمه الله – بـ(نفسه وعلمه واعتقاده ) فنتةً لا يُعْرَف أنها تكرّرت في تاريخ المسلمين ؛ ثلاثة ولاة من ولاة المسلمين ( المأمون ، والمعتصم ( وا معتصماه ) والواثق ) يُقسرون علماء السنة على مخالفة صحيح المعتقد بدعوى خلق القرآن ، ويُقتل بعض العلماء ، ويُسجن ويُجلد بعضهم ، ومنهم الإمام أحمد ، ويُمنعون من تعليم الدين ، ومع كلّ ذلك لا يجيز الإمام أحمد لنفسه ولا لغيره الخروج على أحد منهم ، فكيف بولي الأمر الذي لم يأمر بالمعصية ولم يقتل أو يجلد أو يسجن عليها ؟!
وأسباب فتنة الخروج مختلفة كما في قول ابن تيمية رحمه الله ، ولو كان الدين بينها فليس أهمّها ، ولو كان – جدلاً – فهل يُحَكّم الغوغاء وأكثرهم :﴿ لا يشكرون ﴾ ولا : ﴿ يعلمون ﴾ ، ﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾ ، وأشهد أنّ أكثر أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة في البلاد العربية التي تحرّكت فيها الفتن هي للمنتمين للسّنة : ( الرعيّة لا الرّعاة ) سدنتها وعابديها .
ولأني أستبعد صدور ما نُسب إليكم منكم ، لعلمي بما تفضل الله به عليكم من علم وعمل ودعوة إلى ذلك ، وأنكم أحرى الناس بالاستجابة لوصيّة الله لعباده : ﴿ ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ ، وأنكم ممّن يَرجع إلى الآية والحديث ، والفقه فيهما ممن ثبتت له الخيرية ، لا إلى الجرايد ولا الانترنت ، ولا الفضائيات ، ولو لبست لباس الدين ، مثل : حِرَاء الصوفيّة ، والمجْد الحركيّة الضائعة بين وبين .
لذلك ؛ فإني أرغب في نشر هذه الرّسالة تبرئة لكم وقطعاً لدابر المتقوِّلين عليكم ، إن لم يردني منكم ما يمنع النشر .
وواضح من بعض الكلام المنسوب إليكم أنّه ليس لعامة الناس الخروج على ولي أمرهم ولو ظلم أو فجر ، بل ولو كفر ، وإنما ذلك لأهل الحلّ والعقد القادرين على ( معرفة الحقّ وتصوّره ) كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله آنفاً ؛ ولكن الغوغاء ( ومنهم الحركيّون والحزبيّون الإسلاميّون بزعمهم ) يعصون الله ورسوله وأولي أمرهم بخروجهم عليهم ، ثم هم يستفتون العلماء ليأخذوا من كلامهم ما يوافق أو ما لا يخالف معصيتهم وينذون الباقي .
نصر الله بكم دينه .
سعد الحصين .
تعاوناً على البّر والتّقوى .