![]() |
10-27-2015 12:44 AM | |
الجوهرة |
حدثني قلبي عن ربي السؤال: سؤال: من المعلوم أنّ الوحي انقطع بموت النبي صلى الله عليه وسلم فما حكم القول :" حدثني قلبي عن ربّي " ؟ الـجــواب: الجواب : هذا أسلوب صوفيّ ؛الصوفية عندهم - لا نقول عند الجميع - لكن عند كثير من رؤوسهم زندقة وإلحاد ,ويرون أن الولي أفضل من النبيّ ,ويقولون إنّ الأنبياء يأتيهم الوحي بواسطة ونحن نأخذ الوحي مباشرة من الله عزّ وجلّ ,ولعل الذي قال هذه العبارة يقصد هذا ؛يقصد أنّه يأخذ من الله مباشرة "حدثني قلبي عن ربي " ؛يعني محمد وكثير من الأنبياء أومعظم الأنبياء يأتيهم الوحي بواسطة أما هو فلا واسطة بينه وبين الله عزّ وجلّ ,وهذه زندقة والعياذ بالله ,قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فعمر بن الخطاب ) ,وكان عمر مُحَدَّثاً ,وكان يرى الرأي ,فيأتي الوحي بموافقته ,ولكنه لا يقول : " حدثني قلبي عن ربي " ,وقد يُخطئ ؛ليس بمعصوم فيعارضه الصحابة ويناقشونه في خطئه فيرجع ؛كان وقّافًا عند كتاب الله ؛كان يجتهد في بعض الأمور مع أنّه مُحَدَّث كبشر يقع في الخطأ رضي الله عنه ؛خطأ المجتهدين وهو لا يريد إلاّ الحقّ ,وهذه تحصل ولكنها قليلة في تاريخه النّاصع وفي فقهه العظيم . يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا فما أولته يا رسول الله قال الدين ) ؛عمر عالم عظيم ,وأبو بكر أعلم منه كان مُحدَّثا رضي الله عنه ؛قال مرة : ( لوحجبت نساءك يا رسول الله ) ,فأنزل الله آية الحجاب ,ولما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله ابن أبي لما مات ,قال : يا رسول الله كيف تصلي عليه وهو منافق والله نهاك عن الصلاة عليهم ,فقال الرسول الكريم الرؤوف الرحيم : إنّ الله خيرني فقال (( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة لن يغفر الله لهم )) وسأزيد على السبعين وصلى عليهم ,فأنزل الله عزّ وجلّ : (( ولا تصلِّ على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره )) جاءت الموافقة لعمر رضي الله عنه ,وله مواقف يتجاوب معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ,وينزل الوحي أحيانا بما يؤيِّد مواقفه رضي الله عنه كما في أسرى بدر ؛ففي الحديث الذي في مسلم من طريق أبي زميل عن ابن عباس رضي الله عنه قال ![]() الشاهد أنّ عمر كان يرى قتل هؤلاء الأسرى ولا يرى أخذ الفداء ,وجاء القرآن بموافقته ,وجاءت السنّة بموافقته رضي الله عنه ,ومع ذلك ما كان يقول :( حدثني قلبي عن ربي ) كان يستشير ويجمع أهل بدر في القضيّة ,ما يقول : أنا مُحَدَّث مُلهَم ؛خلاص يكفيني (حدثني قلبي عن ربي ) يستشيرهم ويأخذ بآرائهم ,وكان من جلسائه وأهل الشورى عنده عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما ,أما هؤلاء فيرون أنفسهم أفضل من الأنبياء وأنّ الوحي يأتيهم مباشرة بدون واسطة جبريل أو غيره فهم أفضل من الأنبياء كما قال قائلهم: مقام النبوّة في برزخٍ فُوَ يْق الرسول ودون الوليّ يعني عندهم النبي أفضل من الرسول ؛يعاكسون الإسلام تماماً !! الرسل أفضل من الأنبياء ,وهم يجعلون الأنبياء أفضل من الرسل والأولياء أفضل من الرسل ومن الأنبياء باسم الأولياء الصالحين ! وهم في الحقيقة أولياء الشيطان وليسوا بأولياء الله ,إنّما هم أعداؤه ,وفيهم زندقة والعياذ بالله ,وقد يُقلّدهم بعض الجهلة الأغبياء ,وقد يثق فيهم بعض الأغبياء يقولون : إنهم من أولياء الله ,وهذا من كراماتهم !! نحن نقول : انقطع الوحي ليس هناك وحي بعد محمد عليه الصلاة والسلام ,ولهذا قال عمر المُحدّث المُلهَم : ( إنّ أناساً كانوا يُؤخذون في عهد رسول الله بالوحي وإنّ الوحي قد انقطع ,فمن أظهر لنا خيراً أحببناه وقربناه ,ومن أظهر شرّاً أبعدناه وأبغضناه ) . ولو قال : إنّ نيته حسنة ؛نيته بينه وبين الله عزّ وجلّ ,ونحن ليس لنا إلا الظاهر لأنّ الوحي قد انقطع ,ما قال إنّي مُحدَّث وإنّي مُلهَم أما تعلمون أنّ رسول الله قال أنّ عمر محدَّث وملهَم ؟! ويأخذ الناس بما تحدِّثه به نفسه ؛فهو يعرض ما يخطر بباله على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام فإن وافقهما أخذ به وإن لم يوافقهما تركه ,وقد يعرض هذا على الصحابة فيُخالفونه رضي الله عنهم . هذا واقع المحَدَّث الملهَم الخليفة الراشد عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه . |
![]() |
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|