منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الأدآب الشرعية > فرِّغ خاطرك للهم بِمَا أُمرت بِهِ، وَلَا تشغله بِمَا ضمن لَك

الموضوع: فرِّغ خاطرك للهم بِمَا أُمرت بِهِ، وَلَا تشغله بِمَا ضمن لَك الرد على الموضوع
اسم العضو الخاص بك: اضغط هنا للدخول
سؤال عشوائي
العنوان:
  
الرسالة:
يمكنك إختيار أيقونة من القائمة التالية:
 

الخيارات الإضافية
الخيارات المتنوعة
تقييم الموضوع
إذا أردت, تستطيع إضافة تقييم لهذا الموضوع.

عرض العنوان (الأحدث أولاً)
05-02-2016 04:20 PM
عيون المها
فرِّغ خاطرك للهم بِمَا أُمرت بِهِ، وَلَا تشغله بِمَا ضمن لَك

🌿 قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:

فرِّغ خاطرك للهم بِمَا أُمرت بِهِ،
وَلَا تشغله بِمَا ضمن لَك،

☆ فَإِن الرزق وَالْأَجَل قرينان مضمونان،

¤ فَمَا دَامَ الْأَجَل بَاقِيا كَانَ الرزق آتِيَا،
وَإِذا سد عَلَيْك بِحِكْمَتِهِ طَرِيقا من طرقه،
فتح لَك برحمته طَرِيقا أَنْفَع لَك مِنْهُ،

☆ فتأمّل حَال الْجَنِين يَأْتِيهِ غذاؤه وَهُوَ الدَّم من طَرِيق وَاحِدَة، وَهُوَ السُّرَّة، فَلَمَّا خرج من بطن الْأُم، وانقطعت تِلْكَ الطَّرِيق، فتح لَهُ طَرِيقين اثْنَيْنِ، وأجرى لَهُ فيهمَا رزقا أطيب وألذ من الأول: لَبَنًا خَالِصا سائغا،
فَإِذا تمت مُدَّة الرَّضَاع، وانقطعت الطريقان بالفطام،

- فتح طرقاً أَرْبَعَة أكمل مِنْهَا، طعامان وشرابان،
فالطعامان من الْحَيَوَان والنبات،
والشرابان من الْمِيَاه والألبان وَمَا يُضَاف إِلَيْهِمَا من الْمَنَافِع والملاذ.

- فَإِذا مَاتَ انْقَطَعت عَنهُ هَذِه الطّرق الْأَرْبَعَة،
لكنه سُبْحَانَهُ فتح لَهُ إِن كَانَ سعيدا طرقا ثَمَانِيَة، وَهِي أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية يدْخل من أَيهَا شَاءَ،

- فَهَكَذَا الرب سُبْحَانَهُ لَا يمْنَع عَبده الْمُؤمن شَيْئا من الدُّنْيَا إِلَّا ويؤتيه أفضل مِنْهُ وأنفع لَهُ،

🏻 وَلَيْسَ ذَلِك لغير الْمُؤمن،
فَإِنَّهُ يمنعهُ الْحَظ الْأَدْنَى الخسيس، وَلَا يرضى لَهُ بِه،ِ ليعطيَه الْحَظ الْأَعْلَى النفيس.
وَالْعَبْد لجهله بمصالح نَفسه، وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه، لَا يعرف التَّفَاوُت بَين مَا منع مِنْهُ، وَبَين مَا ذخر لَهُ،

¤ بل هُوَ مولع بحب العاجل وَإِن كَانَ دنيئا، وبقلة الرَّغْبَة فِي الآجل وَإِن كَانَ علياً،
وَلَو أنصف العَبْد ربه وأنى لَهُ بذلك، لعلم أَن فَضله عَلَيْهِ فِيمَا مَنعه من الدُّنْيَا ولذاتها وَنَعِيمهَا أعظم من فَضله عَلَيْهِ فِيمَا آتَاهُ من ذَلِك،
فَمَا مَنعه إِلَّا ليعطيه
وَلَا ابتلاه إِلَّا ليعافيه،
وَلَا امتحنه إِلَّا ليصافيه،
وَلَا أَمَاتَهُ إِلَّا ليحييه،
وَلَا أخرجه إِلَى هَذِه الدَّار إِلَّا ليتأهب مِنْهَا للقدوم عَلَيْهِ، وليسلك الطَّرِيق الموصلة إِلَيْهِ، “
فَجعل اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شكُورًا”، “وأبى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً” وَالله الْمُسْتَعَان “.

📘 الفوائد، ص57. 🔹

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:06 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML