منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الأدآب الشرعية > فراق الأحبة

الموضوع: فراق الأحبة الرد على الموضوع
اسم العضو الخاص بك: اضغط هنا للدخول
سؤال عشوائي
العنوان:
  
الرسالة:
يمكنك إختيار أيقونة من القائمة التالية:
 

الخيارات الإضافية
الخيارات المتنوعة
تقييم الموضوع
إذا أردت, تستطيع إضافة تقييم لهذا الموضوع.

عرض العنوان (الأحدث أولاً)
08-31-2017 01:42 AM
الواثقة بالله
فراق الأحبة

فراق الأحبة

إنّ فراق الأحبة؛ أشق على القلب من فراق الجيران والمعارف الذين لا علاقة ولا وِد بينك وبينهم.
ويكون الفراق إما بموتٍ، أو سفر، أو فراق لظرف من الظروف وسبب من الأسباب تعلمه القلوب قبل العيون.
وما استغربت عيني فراقاً رأيته ... ولا علمتني غير ما القلب عالمه
قال عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
"إذا رزقك الله مودة امرئ مسلم فتشبث بها ما استطعت".
"الموشى" (ص 18) للوشاء، و "أمالي ابن سمعون" (ص 23)، و "محض الصواب" (2 / 725) للمبرد.
أنشد جعفر الخلدي:
يقولون ثكلى ومن لم يذق ..... فراق الأحبة لم يثكل
لقد جرعتني ليالي الفراق ..... شرابا أمر من الحنظل
فيا ليلة الوصل عودي لنا ..... كما كنت في الزمن الأول
قال ابن حزم في كلام طويل له:
"وما انتفعت بعيش ولا فارقني الإطراق والانغلاق مذ ذقت طعم فراق الأحبة، وفي ذلك أقول شعراً منه:
محبة صدق لم تكن بنت ساعة ... ولا وريت حين ارتفاد زنادها
ولكن على مهل سرت وتولدت ... بطول امتزاج فاستقر عمادها".
"رسائل ابن حزم" (1 / 125)، و "طوق الحمام" (ص 125) كلاهما لابن حزم الأندلسي.
قال ابن قدامة: هذه القصيدة نظم الشيخ عبدالله بن خضر بن عبدالرحمن الرومي الأصل الدمشقي الحريري المعروف بالمتيم يرثي الشيخ تقي الدين ابن تيمية وهو أحد أصحابه رضي الله عنه وأرضاه:
لقد عذبوا قلبي بنار المحبة .... وذاب فؤادي من فراق الأحبة
وزاد غرامي في اشتياقي إلى الحمى .... وهيج بلبالي حنيني ولوعتي
فيا عظم أحزاني ووجدي عليهمو ... ويا طول أشواقي إليهم ووحشتي
فلم أنس أياما تقضت بقربهم .... ومن عيشتي لما تولوا تولت
ملأت النواحي من نواحي وكيف لا .. أنوح على قوم همو خير جيرتي
ومن عجبي أني أحن إليهم .. وقد سكنوا قلبي وروحي ومهجتي
"العقود الدرية" (ص 481) لابن قدامة المقدسي (ت 744هـ).
قال زهير بن أبي سلمى:
ثلاث يعز الصبر عند حلولها .... ويذهل عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرار من بلاد يحبها ..... وفرقة أخوان وفقد حبيب
"المستطرف" (2 / 142) لأبي الفتح الأبشيهي (ت 850هـ).
وهذه قصيدة قوية تعبر عن فراق الحبيب لزهير أبو الفضل (ت 656هـ) في ديوانه المعروف بـ "ديوان بهاء الدين" (ص 361-362)، قال فيها:
فلا تجزَعْ لحادِثةِ اللّيالي ... وقُل لي إن جزعتَ فما عساكَا
وكيفَ تلومُ حادثةً وفيها ... تبينَ منْ أحبكَ أوْ قلاكا
بروحي منْ تذوبُ عليهِ روحي ... وذُقْ يا قلبُ ما صنَعَتْ يداكا
لعمري كنتَ عن هذا غنياً ... ولم تعرفْ ضلالكَ من هداكا
فدعْ يا قلبُ ما قد كنتَ فيهِ ... ألستَ ترى حبيبَكَ قد جفاكَا
لقد بلغتْ بهِ روحي التراقي .... وقد نظَرَتْ بهِ عيني الهلاكَا
فيا منْ غابَ عني وهوَ روحي ... وكيفَ أطيقُ منْ روحي انفكاكا
حبيبي كيفَ حتى غبتَ عني ... أتعْلَمُ أنّ لي أحداً سِواكَا
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً ... وما عوّدْتَني منْ قبلُ ذاكا
عهِدْتُكَ لا تطيقُ الصّبرَ عني ... وتَعصي في ودادِي منْ نهاكَا
فكيفَ تغَيّرَتْ تلكَ السّجايا .... ومَن هذا الذي عني ثنَاكَا
فلا واللهِ ما حاولتَ عذراً .... فكلّ النّاسِ يُعذرُ ما خلاكَا
وما فارقتني طوعاً ولكنْ .... دهاكَ منَ المنيّةِ ما دهَاكَا
لقد تمّتْ بفرقتنا الليالي .... ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكا
فليتَكَ لوْ بقيتَ لضعْفِ حالي ... وكانَ الناسُ كلهمُ فداكا
ولم أرَ في سوَاكَ ولا أراهُ .... شمائلكَ المليحةَ أو حلاكا

وأختم بأبياتٍ تُنسب لعلي بن أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
شيْئانِ لوْ بكَتِ الدّمَاءَ عَلَيْهما ... عينايَ حتى تأذنا بذهابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما .... فقد الشباب وفرقة الأحباب
انتقاه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي.
3 / 7 / 1438هـ

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:53 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML