منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الأدآب الشرعية > حكم بعض الألفاظ

الموضوع: حكم بعض الألفاظ الرد على الموضوع
اسم العضو الخاص بك: اضغط هنا للدخول
سؤال عشوائي
العنوان:
  
الرسالة:
يمكنك إختيار أيقونة من القائمة التالية:
 

الخيارات الإضافية
الخيارات المتنوعة
تقييم الموضوع
إذا أردت, تستطيع إضافة تقييم لهذا الموضوع.

عرض العنوان (الأحدث أولاً)
05-31-2021 09:18 PM
الواثقة بالله
حكم بعض الألفاظ

حكم بعض الألفاظ المُستعمَلة مثل: «بصَّحْتك» و«ربِّي يَتْقَبَّلْ»

السؤال:

ما قولكم في بعض الألفاظ المُستعمَلة مِنْ بعض الناس بعد الانتهاء مِنَ الأكل بقولهم: «بصَّحْتك»، وكذلك بعد الصلاة مثل قولهم: «اللَّهمَّ تقبَّلْ»، أو «تقبَّل اللهُ صلاتك»، أو «ربِّي يقبل»؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين.

أمَّا بعد:

فإنَّ قول بعضهم للآكل أو الشارب عند فراغه منه: «بالصحَّة والعافية» وغيرها مِنَ العبارات الدالَّة على اهتمام الأخ بأخيه، وهي تحمل معنى الدعاء؛ فلا أرى مانعًا مِنْ ذِكْرِها إذا لم يقصد بها التعبُّدَ بذات العبارة ولا الالتزامَ بكلماتها، وذلك لدخولها في عموم القول بالمعروف الواردِ في مثل قوله تعالى: ﴿إِلَّآ أَن تَقُولُواْ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا﴾ [البقرة: 235]، وقولِه تعالى: ﴿وَقُولُواْ لَهُمۡ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا 5﴾ [النساء: 5، 8].

والكلمةِ الطيِّبة الواردة في مثل قوله صلَّى الله عليه وسلَّم:«كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ: كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ: يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ».

فتكون الكلمةُ الطيِّبة مطلقًا وبين الناس صدقةً؛ فهي شاملةٌ لكلمة التوحيد، والذكرِ، والبدء بالسلام وردِّه، وتشميتِ العاطس، والكلامِ الطيِّب في ردِّ السائل؛ قال تعالى: ﴿قَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرٞ مِّن صَدَقَةٖ يَتۡبَعُهَآ أَذٗى ﴾ [البقرة: 263].

كما يدخل ـ في ذلك ـ كُلُّ كلامٍ حَسَنٍ يُثْلِجُ صدرَ المؤمن، ويُفْرِح قلبَه، ويُدْخِل فيه السرورَ؛ قال تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا ﴾ [البقرة: 83]

وفي الحديث:«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»

غير أنَّ الذي اعتاده بعضُ الناس مِنْ قولهم عَقِبَ الصلاةِ الجماعية مباشرةً: «تقبَّل الله» ونحوَها مِنَ الكلمات والآخَرُ يجيبه: «منَّا ومنكم» فإنَّ مثل هذا لَصِيقٌ بالعبادة، ولا أصلَ له في الشرع، وهو مُخالِفٌ للسنَّة التَّركية؛ لأنَّ هديه صلَّى الله عليه وسلَّم في الصلاة عَقِبَ السلام: البدءُ بالاستغفار، ثمَّ الأذكارِ الواردة، ثمَّ التسبيحِ والتحميد والتكبير، وغيرِها ممَّا هو معلومٌ في السنَّة.

والفرق بين الحكمين السابقين: أنَّ الأوَّل يتعلَّق بالعادات والأصلُ فيها الجواز ما لم يَرِدْ دليلٌ مانعٌ أو يَحْمِلْ في ذاته عباراتٍ لا يرضاها الشرعُ.

بينما الأمرُ الثاني فمتعلِّقٌ بالعبادات لإضافته لحكم الصلاة، و«كُلُّ مَا أُضِيفَ إِلَى حُكْمٍ شَرْعِيٍّ فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى دَلِيلٍ مِنَ الشَّرْعِ يُسْنِدُهُ وَيُؤَيِّدُهُ».

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 13 صفر 1427ه

الشيخ فركوس حفظه الله.

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:53 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML