منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى القران الكريم وتفسيره > خُلو الصدور من القرآن آخر الزمان

الموضوع: خُلو الصدور من القرآن آخر الزمان الرد على الموضوع
اسم العضو الخاص بك: اضغط هنا للدخول
سؤال عشوائي
العنوان:
  
الرسالة:
يمكنك إختيار أيقونة من القائمة التالية:
 

الخيارات الإضافية
الخيارات المتنوعة
تقييم الموضوع
إذا أردت, تستطيع إضافة تقييم لهذا الموضوع.

عرض العنوان (الأحدث أولاً)
11-15-2022 05:19 PM
الواثقة بالله
خُلو الصدور من القرآن آخر الزمان

خُلُوُّ الصدور من القرآن في آخر الزمان حيث لا تتلذذ بالقرآن .


عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ :
"يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْرُبُ صُدُورُهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ ؛ وَلَا يَجِدُونَ لَهُ حَلَاوَةً وَلَا لَذَاذَةً. إِنْ قَصَّرُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ ؛ قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
وَإِنْ عَمِلُوا بِمَا نُهُوا عَنْهُ ؛ قَالُوا : سَيَغْفِرُ لَنَا ؛ إِنَّا لَمْ نُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً .
أَمْرُهُمْ كُلُّهُ طَمَعٌ ؛ لَيْسَ مَعَهُ صِدْقٌ ، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ ، أَفْضَلُهُمْ فِي دِينِهِ الْمُدَاهِنُ" .
أخْرَجَ الإمَامُ أحمدُ في كتاب "الزهد" (ص 367) .

قلتُ :
قَوْلُه : "تَخْرُبُ صُدُورُهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ " ؛ "خرِبَ يَخرَب ، خَرَاباً ، فهو خَرِب وخَرْبانٌ ، وخرِب المكانُ : خلا من الأحياء" . "معجم اللغة العربية" (خ ر ب) .

والمعنى : أنّ القلوب تَخْلُ من القرآن ليس فيها منه إلا إسمه ؛ فأصبحت لا حياة فيها ولا تلذُّذ بالقرآن وإن قرؤوه ؛ لهجرهم تدبره والعمل به ، وإنما تحيا القلوب ويحيا الناس ويهتدون ؛ بكلام الله تعالى "القرآن الكريم" تلاوة ًوتدبراً وعملاً بما فيه ، ومصداق ذلك قوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} . [الرعد : 28] .
وقوله تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} . [محمد : 24] .

وقوله تعالى : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} . [الأنعام : 122] ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : "يعني : من كان كافراً ؛ فهديناه ، ويعني بـ"النور" : القرآنَ" . "تفسير الطبري" .

قَوْلُه: "إِنْ قَصَّرُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ ؛ قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" ؛ وهذا مذهب المُرجئة ؛ يتركون العمل ويغترون برحمة الله سبحانه ، يُعَلِّلُونَ أَنْفُسَهُمْ بِالْمَغْفِرَةِ مَعَ تَمَادِيهِمْ فِي الضَّلَالَةِ وَعَدَمِ رُجُوعِهِمْ إِلَى الْحَقِّ .

قَوْلُه : "وَإِنْ عَمِلُوا بِمَا نُهُوا عَنْهُ ؛ قَالُوا : سَيَغْفِرُ لَنَا ؛ إِنَّا لَمْ نُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً" ؛ أي:
اغتروا بعملهم واستكثروه ، وأمِنوا مكر الله .
{فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} . [الأعراف : 99] . كلُّ ذلك آمانيٌّ يتمنونها على الله وغِرّة يغترون بهَا .

قَوْلُه : "أَمْرُهُمْ كُلُّهُ طَمَعٌ ؛ لَيْسَ مَعَهُ صِدْقٌ" ؛ أي : يَتَمنَّونَ على اللهِ الأَمانِيّ مَعَ إِصْرَارِهم على المـَعاصِي وَعَدَمِ رُجُوعِهِمْ إِلَى الْحَقِّ ، ليْسَ عِندهُم صِدقٌ وَلاَ خَوْف .
وَهَؤُلاَءِ فِيهِم شَبَهٌ مِن اليَهودِ قَالَ اللهُ تَعالى فِيهم :
{يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} . [الأعراف : 169] .

قَوْلُه : "يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ" ؛ أيْ : كِنايَةٌ على أنّ ظَاهِرَهُم يُخَالِفُ بَاطِنهُم .

قَوْلُه : "أَفْضَلُهُمْ فِي دِينِهِ الْمُدَاهِنُ" ؛ أيْ : أفضلُ رجال ذلك الزمان – والله أعلم – " المـُداهِن" ؛ من "الـمُداهَنة" ؛ وهي : إِظهارُ خِلَافِ مَا يُضمِر ، فالْمُدَاهِنُ لا يُظهر معاصيه ولا يجاهر بها ؛ بل يُظهرُ الصَّلاحَ والتُقى ، وهو أهون من المجاهر بالمعاصي بلا شك ، ففي الحديث :
(كُلُّ أُمَّتِي مُعَافىً إِلاَّ المُجَاهِرِينَ ..) .
أخرجه البخاري (6069) – واللفظ له - ، ومسلم (2990) .


قلتُ :
وهذا الأثر موافق للأثر المروِيُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ حيث قَالَ :
"سَيَبْلَى الْقُرْآنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ كَمَا يَبْلَى الثَّوْبُ ، فَيَتَهَافَتُ ، يَقْرَءُونَهُ لَا يَجِدُونَ لَهُ شَهْوَةً وَلَا لَذَّةً ، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ ، أَعْمَالُهُمْ طَمَعٌ لَا يُخَالِطُهُ خَوْفٌ ، إِنْ قَصَّرُوا ؛ قَالُوا : سَنَبْلُغُ ، وَإِنْ أَسَاءُوا ؛ قَالُوا : سَيُغْفَرُ لَنَا ، إِنَّا لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا" .
أخرجه الدارمي (3346) تحقيق : زمرلي ، و(3389) تحقيق : أسد .

ومثلهما ما َأخرجَه أَبُو الشَّيْخ عَن أبي الْجلد قَالَ :
"يَأْتِي على النَّاس زمَان تخرب صُدُورهمْ من الْقُرْآن ، وتتهافت ، وتبلى كَمَا تبلى ثِيَابهمْ ؛ لَا يَجدونَ لَهُم حلاوة وَلَا لذاذة ، إِن قصروا عَمَّا أُمروا بِهِ ؛ قَالُوا : إِن الله غَفُور رَحِيم ، وَإِن عمِلُوا بِمَا نهوا عَنهُ ؛ قَالُوا : سيغفر لنا ؛ إِنَّا لَا نشْرك بِاللَّه شَيْئاً ، أَمرهم كُله طمع ، لَيْسَ فِيهِ خوف ، لبسوا جُلُود الضان على قُلُوب الذئاب ، أفضلهم فِي نَفسه المدهن" . نقله السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 256) .

قلتُ : القائلين لهذه الآثار ؛ كأنهم ينظرون حال بعض أهل زماننا تماماً .

والله أعلم .
كتبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
الأربعاء 29 / 1 / 1437هـ .
منقول

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:54 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML