منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى القران الكريم وتفسيره > سلسلة التعاريف بتفاسير الإسلام ( الحلقة االرابعة ) تفسير أضواء البيان للشنقيطي ج 2

الموضوع: سلسلة التعاريف بتفاسير الإسلام ( الحلقة االرابعة ) تفسير أضواء البيان للشنقيطي ج 2 الرد على الموضوع
اسم العضو الخاص بك: اضغط هنا للدخول
سؤال عشوائي
العنوان:
  
الرسالة:
يمكنك إختيار أيقونة من القائمة التالية:
 

الخيارات الإضافية
الخيارات المتنوعة
تقييم الموضوع
إذا أردت, تستطيع إضافة تقييم لهذا الموضوع.

عرض العنوان (الأحدث أولاً)
05-17-2011 10:42 PM
اسامة

اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيرا رؤية موواضـ ـيـ ع ـــك على هذا المنتدى المبارك

دمتم بخير وعافية

لكم خالص احترامي
05-16-2011 11:06 AM
أ/أحمد
سلسلة التعاريف بتفاسير الإسلام ( الحلقة االرابعة ) تفسير أضواء البيان للشنقيطي ج 2

ج - تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين
أورد المؤلف من هذا اللون من البيان للقرآن الكريم الشيء القليل. وكان غالبا ما يردف أقوال الصحابة بأقوال التابعين الذين تلقوا عن الصحابة رحم الله الجميع.
ولم يذكر في مقدمته، ولا في ثنايا تفسيره، أنه سيعتمد في بيانه للقرآن على أقوال الصحابة والتابعين. لكنه اعتمد على ذلك وذكره في تفسيره حتى برز منه ما يجعله قابلا للبحث والدراسة للمهتمين بذلك.
1- تفسير الكلمة القرآنية
يبين معنى الكلمات القرآنية التي غالبا ما يتوقف معنى الآية على إيضاحها بما جاء عن الصحابة والتابعين عندما لا يجد بيان ذلك في الكتاب والسنة.أو عندما يكون البيان بالكتاب والسنة محتاجا إلى مزيد إيضاح وبيان، وعليه فإن تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين عند المؤلف على ثلاثة أنواع:
أو أن البيان بذلك غير كاف ولا مستوف
أ . بيانه بالقول الواحد.
مثال ذلك : قوله تعالى  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  المائدة الآية:35.
ففسر الوسيلة في هذه الآية بقول ابن عباس : "الوسيلة الحاجة"، ولم يذكر غير هذا القول من أقوال الصحابة أو التابعين .
ب . بيانه بالأقوال المتفقة
ومن أمثلته : قوله تعالى  وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  النمل الآية:90.
فبين  بِالسَّيِّئَةِ بأنها: الشرك بأقوال عديدة متفقة للصحابة والتابعين .
ومن هنا نلاحظ أن معنى الآية الكريمة متوقف على معرفة معنى هذه الكلمة. وندرك أيضا أهمية هذا البيان وقيمته وقوته من الناحية التفسيرية.
ج . بيانه بالأقوال المتباينة
ومثاله: قوله تعالى:  إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ  الحجر الآية:75
ذكر لبيان معنى ِّ الْمُتَوَسِّمِينَ بعض الأقوال المختلفة للصحابة والتابعين فقال:
" فابن عباس قال : للناظرين. وقتادة قال: للمعتبرين. ومجاهد قال: للمتفرﱢسين".
2 - تفسيره للآية القرآنية
منهجه في ذلك أنه :
تارة يذكر أقوال الصحابة والتابعين ، ابتداءا وتارة تبعا، بعد ذكر ما جاء في تفسير الآية من الكتاب والسنة. وفي بعض المواضع التفسيرية القليلة يذكر القول الواحد للصحابي أو التابعي. أما في الغالب فيركز على أقوالهم المجموعة، المتتابعة عند اتفاقهم أو اختلافهم. وأحيانا يجمع أو يرجح إذا كان الاختلاف واسعا. ولم يشذ عن المسلك هذا إلا في مواضع معدودة .
أ . بيان الآية ابتداء.
في قوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ  الرعد الآية:12 ذكر هنا أقوال التابعين فقط فقال:
" فعن الحسن البصري قال:" الخوف لأهل البحر والطمع لأهل البر". وعن الضحاك قوله:" الخوف من الصواعق والطمع في الغيث". وقال قتادة: "خوفا للمسافر، يخاف أذاه ومشقته. وطمعا للمقيم، يرجو بركته ومنفعته ويطمع في رزق الله ".
ب . بيان الآية تبعا:
في قوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ  الأنبياء الآية:35 ذكر ما جاء في القرآن الكريم، ثم أتبعه بما جاء عن الصحابة فقال: " وعن ابن عباس قال: أي نبتليكم بالشر والخير فتنة بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر والحلال والحرام والطاعة والمعصية، والهدى والضلال ".
ج . بيانه للآية بالأقوال المختلفة:
في قوله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ  النحل الآية:97.
ذكر هنا تفسيرات عدة متباينة من أقوال الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم جميعا.
قال :" روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب. وعن علي أنه فسرها بالقناعة.وقال الضحاك هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا. وفي رواية له قال هي العمل بالطاعة والانشراح بها..."
ثم جمع بين هذه الأقوال بقوله: " والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله" وذكر بعض الأدلة على ذلك.
3- بيان الإجمال:
معالم منهجه في بيان الإجمال:
• اعتمد على أقوال الصحابة والتابعين في بيان مجمل القرآن.
• ركز المؤلف على هذا اللون من البيان، وبذل فيه قصارى جهده .
• كان في الغالب ما يقوي ويعضد به، البيان القرآني للقرآن أو البيان بالسنة.
مثال ذلك: في قوله تعالى: مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا  الحج الآية:78. فقد وقع إجمال بسبب الاحتمال في الضمير ''هو'' على من يعود؟
ونلاحظ أن المؤلف رجح قول ابن عباس ومجاهد وعطاء والضحاك والسدي ومقاتل بن حيان.. بأن الضمير يعود على الله لا على إبراهيم. وذكر لذلك أدلة عديدة.
4 - اعتراضاته:
• كان مدققا ومحققا ومصوبا لا ناقلا وراويا فحسب .
• كان يعتمد فقط على ما وافق الكتاب والسنة ويرد ما خالفهما.
ومن أمثلة إعتراضاته : عند تفسيره لقوله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ  المائدة الآية26
اعترض على قول الحسن البصري في تفسير الآية، من أن الرﱠجلين المذكورين فيها هما رَجلان من بني إسرائيل ورجح أنهما هابيل وقابيل. وذكر لذلك أدلة وشواهد من القرآن والعقل.
وفي قوله تعالى أيضا: إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ  النمل الآية: 80. قال " اعلم أن الذي يقتضي الدليل رجحانه، هو أن الموتى في قبورهم يسمعون كلام من كلمهم، وأن قول عائشة ومن تبعها أنهم لا يسمعون استدلالا بقوله تعالى: إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى  وما جاء بمعناها من الآيات غلط منها ومن تبعها "

5 - موقفه من الإسرائيليات:
معالم منهجه فيه:
• كان لا يعتمد عليها في تفسيره، بل يذكرها في الغالب لينبه عليها ويبطل ما فيها من أكاذيب وأباطيل.
• غالبا ما يتعرض للإسرائيليات الواردة في تفسير آيات العقائد والقصص والأخبار.
• تارة يذكر الرواية كاملة، وتارة يقتصر على طرفها أو ما يشير إليها ثم ينقدها جملة وتفصيلا.
• يعتمد في نقده للروايات الإسرائيلية على ما قاله أهل العلم، وخاصة العلامة ابن كثير في تفسيره: تفسير القرآن العظيم.
ومن أمثلته : قوله تعالىوَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  الحج الآية:52
ذكر ما جاء من رواية الشيطان الذي ألقى على لسان النبي ، تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى: ورد هذا القول بأدلة كثيرة مستفيضة.
قال : " اعلم أن مسألة الغرانيق مع استحالتها شرعا، ودلالة القرآن على بطلانها، لم تثبت من طريق صالح للاحتجاج ". وقال أيضا "...لا يخفى أنه باطل لا أصل له وأنه لا يليق بمقام النبوة وهو من الإسرائيليات " .
6 - موقفه من القراءات.
معالم منهجه فيه:
قال :
* " وقد التزمنا أن لا نبين القرآن إلا بقراءة سبعية " .
* " وربما ذكرنا القراءة الشاذة استشهادا للبيان بقراءة سبعية " .
* وكان لا يتوسع كثيرا في ذكر القراءة الشاذة، إلا بقدر ما يستفيد منها في تفسير الآيات القرآنية.
أ . عزو القراءة لصاحبها: ( اسنادها إليه )
مثال ذلك: قوله تعالى:  وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ  المائدة الآية:53. قال : " هناك ثلاث قراءات سبعيات : الأولى: يقول بلا واو مع الرفع. وبها قرأ نافع وابن كثير وابن عامر. الثانية بإثبات الواو مع رفع الفعل أيضا: يقولوا. وبها قرأ عاصم وحمزة والكسائي.
الثالثة: بإثبات الواو ونصب يقولَ عطفا  فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ  المائدة الآية:52. وبها قرأ عاصم وأبو عمرو.
ب . بيان القراءة وتوجيهها:
يذكر القراءات ويتعرض لها بالتوجيه. ليبين ما جاء في القرآن الكريم أو بعض جوانبه...من البيان.
مثاله: قوله تعالى:  وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً  الإسراء الآية:106.قال: قرأ عامة القراء:  فَرَقْنَاهُ بالتخفيف، أي: بيناه وأوضحناه وفصلناه، وفرقنا فيه بين الحق والباطل. وقرأ بعض الصحابة فرﱠقناه بالتشديد أي أنزلناه مفرقا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة.
ج . الجمع بين القراءات:
عندما يكون اختلاف في القراءات، فإن المؤلف بما حباه الله من رسوخ في العلم يجمع بينها، ليزيل هذا الاختلاف، ويبين غايته وثمرته وأسبابه.
ومثال ذلك : قوله تعالى  حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً  الكهف الآية:85.
ذكر هنا ما جاء في قراءة  حَمِئَةٍ  بلا ألف وحامية بالألف .فالأولى هي الطين الأسود والثانية هي العين الحارة.
ثم قال " ولا منافاة بين القراءتين، لأن العين المذكورة حارة وذات ماء وطين اسود فكلتا القراءتين حق...".
د - مباحث أخرى ضمن التفسير بالمأثور.
ومنه الناسخ والمنسوخ -الحروف المقطعة - أسباب النزول - الشاذ من القراءات...
ومثل هذه المباحث وغيرها، لم يتوسع فيها المؤلف كثيرا.

التفسير بالدراية
1 . إيراده لمسائل الفقه:
• كان ذا نزعة فقهية عالية، بدت في تفسيره واضحة للعيان. وكما هو معلوم فإن ذلك راجع إلى نظام الدراسة ببلده الأصلي وتأثره ببيئته : موريتانيا
• استوعب معظم الموضوعات الفقهية المعروفة. وقد فصل في البعض واختصر في البعض الآخر بحسب الحاجة ارتباطا بما حدده من مقاصد من وراء تأليف هذا التفسير المبارك.
• جعل مقصده الثاني من هذا التفسير بيان الأحكام الفقهية : قال : ''والثاني بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة بالفتح في هذا الكتاب" " ...بيان الأحكام، ذكر الأدلة، آراء العلماء، الترجيح من غير تعصب لمذهب معين.." .
أ - مدخله الفقهي للآية:
معالم منهجه فيه:
* هو من الصناعة الفنية التي اعتمدها المفسر ضمن تفسيره للآيات القرآنية.
* كان المفسر يستهل كلامه بقوله: تنبيه أو تنبيهان أو تنبيهات.. ثم يشرع في بيان ما فيها من أحكام فقهية .
* عند تحريره للمسائل الفقهية يستهل كلامه بقوله: مسألة أو مسائل. وأحيانا يفرع المسألة الواحدة إلى تفريعات عدة.
* يستهل كلامه تارة بذكر فروع خاصة بالمسألة الفقهية التي يتعرض لها ضمن تفسيره للآية. وفي الغالب يكون تحريره لهذه المسائل الفقهية على صيغة سؤال أو عدة أسئلة، ثم يجيب عن كل سؤال على حدة.
* وتارة يقرر المسألة الفقهية ويحددها، ثم يفصل أقوال العلماء فيها، كما أنه بعد هذا التفصيل وعند ذكره للراجح أو لخلاصة الأقوال يبدأ كلامه بقوله : قال مقيده ( ويقصد بذلك نفسه ).
ب - الفقه المقارن
• أكثر منه واعتمده في تفسيره عند تحريره للمسائل الفقهية.
• تجنب ذكر المذهب الذي عليه المفسر ، إلا في بعض المواضع التي توسع في ذكر المذهب المالكي فيها ، لكن هذا التوسع لا يكون على حساب الدليل.
ومن الأمثلة على هذا : قوله تعالى:  الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة 
• فذكر أقوال أهل العلم في أحكام الزنى ثم قال: " وإذا علمت أقوال أهل العلم في هذه المسألة فهذه تفاصيل أدلتهم..." ثم قال في آخره :"...وإذا عرفت أقوال أهل العلم في هذه المسألة وحججهم، فاعلم أن كل طائفة منهم ترجح قولها على قول الأخرى" .
ج - الترجيح:
ومن أمثلته قوله في مسألة الزنى : " دليل كل منها قوي وأقربهما عندي أنه يرجم فقط، ولا يجلد مع الرجم لأمور منها..."
وفي مثال آخر يستعرض أقوال المذاهب ثم يقول: " وإذا عرفت مذاهب الأمة في حكم قص المحرم أظافره وما يلزمه من ذلك فاعلم أني لا أعلم لأقوالهم مستندا من النصوص..."
وقال في ترجيح لزوم الحلق للمحصر: " قال مقيده عفا الله عنه: الذي يظهر لنا رجحانه بالدليل هو ما ذهب إليه مالك وأصحابه من لزوم الحلق لقوله تعالى  وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ  البقرة الآية:195. ولما ثبت في الأحاديث الصحيحة عنه ..."
* منهجيته في الترجيح:
• يحدد المسألة الفقهية التي هي محل النزاع والخلاف، ثم يذكر أقوال ومذاهب العلماء فيها، ثم يثني بذكر أدلة كل فريق، ويقارن بين الأدلة ويناقشها بالنقد والتحليل، ثم بعد ذلك يعمد إلى الترجيح بحسب قوة الدليل كما ذكرنا في مسألة الزنى.
• يذكر أقوال العلماء في مسائل فقهية لا دليل لهم عليها ثم يلخص كلامهم ويقرب الراجح منها.وأما في المسائل التي لا خلاف فيها بين أهل العلم فالإعتماد فيها عند المؤلف على الدليل فقط .
• الترجيح بين الأقوال المختلفة في مسائل التفسير العديدة، وخصوصا في المسائل الفقهية التي جاءت أكثر وضوحا وبروزا من غيرها.
• التزم في ترجيحاته عدم التعصب مع التزام الدليل وبذل الجهد للوصول إلى الحق.
• اعتمد في ترجيحاته على الكتاب والسنة، ودلالات الأصول واللغة العربية، وعلى الأدلة العقلية المختلفة..
• ويلاحظ في ترجيحاته عدم التقيد بمذهب معين، بل يلتزم بما يترجح لديه بالدليل النقلي أو بالنظر العقلي في ضوء الشرع وأصوله...
ولمثل هذه الأسباب كان هذا التفسير المبارك سهل التناول خاصة في الفقه.
د - الاستدلال والاستنباط :
• يلاحظ في تفسيره دقة الاستدلال بالنصوص وقوة الاستباط منها لذا تجد في ثنايا هذا الكتاب إشارات لطيفة ودقائق فقهية بديعة، تؤكد على تبحر المفسر وقوته العلمية وفقهه العميق والدقيق.
• كان يستعمل ويستخدم كل قواه العلمية عند التعامل مع نصوص الوحي بالاستدلال والاستنباط.
ومن الأمثلة قوله تعالى:  أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ  الزخرف الآية:32.
تحدث في تفسيره للآية عن المذهب الاشتراكي الشيوعي والأنظمة المتبنية له والدائرة في فلكه، وعن الاقتصاد وركنيه - اكتساب المال وصرفه في مصارفه - وقال بعده، " فاعلم أن كل واحد من هذين الأصلين لابد له من أمرين ضروريين : معرفة حكم الله فيه، ومعرفة الطرق الكفيلة باكتساب المال.." .
هـ - الاستدلال بالمأثور
1 - عند تعرضه للمسائل الفقهية ركز كثيرا على الاستدلال بالمأثور وتوسع فيه. وكأنه جعل شعاره فيه: لا فقه بدون نصوص من المأثور.
2 - يركز كثيرا على القرآن باعتباره المصدر الأول في التشريع الإسلامي. وعلى السنة باعتبارها فصلت معظم الأحكام الشرعية، ثم يسترسل بعد ذلك في ذكر أقوال الصحابة والتابعين على قدر الحاجة وبدون توسع.
3 - اعتمد في الغالب على صحيح السنة، وعلى الخصوص ما أخرج الشيخان. كما اهتم كذلك بنقد الحديث، وتوسع فيه.
4 - توسع في الصناعة الحديثية. وكان فيها دقيقا وأكثر توثيقا. وتوقف معها طويلا، خاصة عندما تكون الحاجة ماسة لذلك. فكان يتعرض لسند الحديث، ويتكلم عن رجاله، ويذكر الروايات والطرق العديدة له، ويذكر كل ما جاء فيه من تصحيح وتضعيف، ثم يجمع ويرجح بين الأقوال، ويعمد إلى إزالة أي تعارض إن وجد.
5 - التوسع الكبير في التعرض للمسائل الفقهية واستدلاله عليها بما جاء من نصوص السنة المطهرة.


خصائص منهجه الفقهي :
- الاستيعاب للمذاهب الفقهية.
- التعرض لأدلة المذاهب وأقوالهم.
- دقة المناقشة للأقوال مع ربطها بأدلتها.
- قوة الاستنباط والاستدلال.
- قوة الترجيح.
- البعد عن التعصب المذهبي.
- إعذار أصحاب الأقوال المخالفة والتأدب معهم.
- العرض المنهجي المبسط.
- التوسع في طرح المسائل الفقهية.
2 – ايراده للمسائل الأصولية:
غرضه من تناول المسائل الأصولية:
1- تسخيره مسائل أصول الفقه لخدمة مقصده العام الذي هو: بيان معاني كتاب الله تعالى وإظهار محاسنه وإزالة الإشكال عما أشكل منه .
2- ذكر المسائل الأصولية للتحقيق والتدقيق.
3- ذكرها أيضا لتقوية الدليل وما يذهب إليه من الأقوال.
4- اعتماده عليها كذلك في عملية الترجيح.
5- ذكرها أثناء الشرح والتوضيح لتعم الفائدة بها وليعلم القارئ كيف يتعامل مع النصوص.
منهجه في تناول المسائل الأصولية
* برع في ذكر المسائل الأصولية.
* تعرض إلى أمرين أساسيين في علم الأصول:
* الحكم الشرعي وأقسامه .
* مباحث علم أصول الفقه .
* التزم التحقيق والتدقيق ورد المسائل الفرعية إلى أصولها.
* ضرب الأمثلة العديدة من الكتاب والسنة.
* تجنب التخمينات الظنية الافتراضية.
* توسع في بعض المباحث الأصولية كثيرا مثل: القياس والتقليد والاجتهاد...
* التوسط في طرح بعض المسائل.
* الاختصار في مواضع قليلة نادرة.
أسلوبه فيها :
لأسلوبه في تناول المسائل الأصولية صورتان:
الصورة الأولى : مسائل أصولية من صلب التفسير متعلقة بالآية المفسرة مباشرة ومبينة لها.
الصورة الثانية : مسائل أصولية ليست من صلب التفسير لكنها ذكرت استطرادا ضمن المسائل الفقهية أو مسائل أخرى، ولا تكون متعلقة بالآية مباشرة.
مسائل أصولية من صلب التفسير:
كان يذكر بعض المسائل الأصولية في تفسير الآية، أو بعبارة أخرى ما للآية من دلالة على المسائل الأصولية..وهذا قليل نادر .
التمثيل للمسائل الأصولية:
اجتهد في إزالة وهم الكثير من الناس الذين يظنون أن المسائل الأصولية مسائل عقلية لا علاقة لها بالنقل البتة. وأن البعض من هذه المسائل مجرد من المثال والدليل، وإنما تذكر كأمثلة افتراضية بعيدة عن نصوص الوحي والواقع.
وكان كثيرا ما يمثل للمسائل الأصولية الفقهية، بما جاء في القرآن الكريم.
ومن الأمثلة على ذلك: مسألة" الأمر المجرد من القرائن" فذكر قوله تعالى:  فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  النور الآية:63. ثم قال : " هذه الآية الكريمة قد استدل بها الأصوليون على أن الأمر المجرد من القرائن يقتضي الوجوب..." واستطرد في الكلام عن هذه المسألة ليخلص في الأخير إلى: " أن الأمر للوجوب ما لم يصرفه عنه صارف لأن غير الواجب لا يستوجب تركه الوعيد الشديد والتحذير" .
تحقيق المسائل الأصولية
يعمد إلى تحقيق المسائل الأصولية الداخلة ضمن بيان الآيات القرآنية أو المتعلقة بذلك... بشيء من التفصيل والتدقيق ليزيل ما فيها من اختلاف ويبين الحق والصواب فيها.
ومثاله: قوله تعالى:  وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ  المائدة الآية:2
تعرض هنا إلى ذكر مسألة أصولية وحققها وهي :" الأمر بالشيء بعد تحريمه ":
فقال : " الأمر بالشيء بعد تحريمه يدل على رجوعه إلى ما كان عليه قبل التحريم من إباحة أو وجوب " .
الصورة الثانية: مسائل أصولية ضمنها كلامه عن القضايا الفقهية...
• توسع فيها وذكر منها الشيء الكثير.
• كان غالبا ما يذكر ذلك لترجيح وتقوية ما يذهب إليه أو لتحقيق تلك المسائل الأصولية والخروج من الخلاف والنزاع، وترجيح ما يراه حقا وصوابا حسب دلالة الأدلة وقوتها.
مثال ذلك: قوله تعالى:  وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ  المومنون الآية:5
رجح في آية  إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ  المومنون الآية:6 جواز الجمع بين الأختين بملك اليمين في التسري بهما معا.
• كان يناقش المسائل الفقهية بأسلوب أصولي واضح ورزين يزيل الاعترضات، ويرجح القوي منها حسب الصناعة الأصولية.
3 - منهجه في إيراد مسائل العقيدة
• اعتمد النقل والرواية في ذكره ونقاشه لمسائل العقيدة.
• أوجز الكلام في غالب المسائل العقدية ما عدا مبحث الأسماء والصفات.
• كان يتوقف عند كل موضع من القرآن الكريم يتعرض لجانب العقائد خاصة المسائل التي لها علاقة مباشرة بالواقع المعاصر.
• التزم منهج أهل السنة والجماعة فناصره وانتصر له .
• كان يقرر المسألة العقدية التي دلت عليها الآية، ثم يوضح الحق والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة في تلك المسألة مع ذكر الأدلة من النقل والعقل، وبعدها يتعرض للمذاهب المخالفة والشبهات الواردة فيرد عليها ويبطلها ويدحضها في نقاش وحوار هادئ رزين وبأدب عال.
قال الشيخ عطية سالم : " أما في العقيدة فقد بلورها منطقا ودليلا، ثم لخصها في محاضرة آيات الأسماء والصفات، ثم بسطها ووضحها إيضاحا شافيا في أخريات حياته...".
أ - الأسماء والصفات
• فصل في مسألة الأسماء والصفات وتوسع فيها وأطال الكلام حولها في مواضع عدة من تفسيره.
• ذكر في هذا الجانب: مسألة التأويل ومسألة ظاهر القرآن.
فعند تفسيره لقوله تعالى:  وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ  آل عمران الآية:7 ذكر الإطلاقات للتأويل وحالاته الثلاث.
وفي قوله تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا  محمد الآية: 24 رد على من قال: إن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر، وبين الحق في هذه المسألة فقال : " لا يجوز العدول عن ظاهر الكتاب ولا سنة رسول الله  في حال من الأحوال وبوجه من الوجوه حتى يقوم دليل صحيح شرعي صارف عن الظاهر إلى المحتمل المرجوح..."
وبين بحق بطلان قول من ادعى أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها لا تليق بالله تعالى: لأنه من باب تشبيه صفات الله بصفات خلقه.
ب - الشفاعة
• لم يتوسع كثيرا في مناقشة ما يتعلق بها.
• بين أهم عناصرها باختصار.
فعند تفسيره لقوله تعالى:  وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ  البقرة الآية:47
بين : أن الشفاعة المنفية هي الشفاعة للكفار والتي هي بدون إذن رب السموات والأرض وكذلك استثنى شفاعته لعمه أبي طالب التي هي: شفاعة تخفيف .
وقسمها إلى: شفاعة لأهل الإيمان- شفاعة تخفيف- شفاعة ممتنعة- شفاعة بإذن الله.
ج - رؤية الله سبحانه وتعالى:
اختصر الحديث عن رؤية الله تعالى اختصارا موفيا بالغرض.
مثاله : قوله تعالى  قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي  الأعراف الآية:142 بين أن:
- الرؤية المنفية هي الرؤية في الدنيا.
- ثم رد قول المعتزلة النافين لرؤية الله تعالى في الآخرة بالأبصار.
د - الولاء والبراء:
• ركز على هذه المسألة وحقق القول فيها، وبين مذهب أهل السنة والجماعة.
• تكلم عن مسألة الولاء والبراء في واقعنا المعاصر دون الخروج عن إطار إعادة الأمة إلى دينها الحق وعقيدتها الخالصة.
• بين : * الولاء الحق .
* ثمرة الولاء الحق.
هـ - زيادة الإيمان ونقصانه:
رجح مذهب أهل السنة والجماعة، القائلين بزيادة الإيمان ونقصانه أثناء تفسيره قول الله تعالى:  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ  الأنفال الآية:2
و - إنكار البداء على الله عز وجل:
رد قول اليهود والمشركين بإنكار النسخ في قوله تعالى :  وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ  النحل الآية:101 .
4 - مسائل اللغة:
معالم منهجه فيه:
• قوته اللغوية وبراعته فيها واستيعابه لمختلف جوانبها.
• مباحث لغوية قوية وذات قوة علمية فائقة.
• براعة عالية في صياغة المسائل اللغوية ومناقشتها بأسلوب علمي.
• تسخير اللغة لبيان بعض الجوانب التفسيرية للقرآن.
• التعرض لبعض التحقيقات اللغوية.
• مناقشة اللغويين في كثير من المسائل.
• مجيئه بفوائد لغوية علمية نادرة.
أ – الصرف:
تعرض لهذا الباب في مواضع عدة، وبين فيه ما يتعلق بصياغة الكلمة وأصلها في ضوء قواعد هذا العلم . فركز على الاشتقاق من حيث بيان أصل الكلمة وأوزانها واشتقاقاتها، كما تعرض لبعض ما يلحق الكلمات من التغييرات بالزيادة أو بالنقص. مع التحقيق أيضا في بعض المسائل الصرفية.
* معالم منهجه في الاشتقاق:
- توقف مع الكلمات القرآنية مبينا أصلها ومصدرها ووزنها واشتقاقاتها...
مثال ذلك: كلمة موئلا في قوله تعالى:  وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً  الكهف للآية:58
وكذلك كلمة جهنم في قوله تعالى:  وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ  التوبة الآية:81.
- لم يطل الكلام حول الاشتقاق، لكنه حقق الغرض من إيراده في تفسيره .
ب - النحو:
• ركز كثيرا على المسائل النحوية وتوقف معها في مواضع عدة .
• لم يطل الكلام فيها بحيث يستطرد في اختلافات النحويين.
• كان يكتفي بما عليه الاتفاق أو ما ترجح عنده أو ما اشتهر من الأقوال في المسألة.
1.الحروف:
مثال تطرقه لحرف لو في قوله تعالى  وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ  البقرة الآية:95
2.الفعل:
توسع قليلا في قضايا الفعل وما يتعلق به.
مثاله : " وإما نرينك " تطرق فيها إلى الفعل المضارع بعد إن الشرطية المدغمة في ما الزائدة لتوكيد الشرط المقترن بنون التوكيد الثقيلة وذلك في قوله تعالى:  وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ  يونس الآية:46
3.الإعراب:
كان لا يتوسع كثيرا في إعراب الكلمات. ويقتصر فيه على الجوانب المهمة التي تساعد على بيان كتاب الله تعالى .
ج - البلاغة:
التزم الاختصار الشديد وعدم التوسع في ذكر مسائل البلاغة وأقسامها.
1. المعاني:
أمثلته : قال في قوله تعالى: "  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ  الفاتحة الآية:5 وقد تقرر في المعاني في مبحث القصر أن تقديم المعمول من صيغ الحصر" .
وقال في قوله تعالى "  لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ  النحل الآية:55 وقد تقرر في فن المعاني في مبحث الإنشاء -والأمر منه- أن من المعاني التي تأتي لها صيغة إفعل التهديد.
2 . البيان:
قال في قوله تعالى: "  إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ   يونس الآية:24 التشبيه في الآيات المذكورة عند البلاغيين من التشبيه المركب التمثيلي ..."
وفي قوله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ  الحج الآية:3
قال : " وكلام البلاغيين في ذلك : بأن فيه استعارة عنادية وتقسيم العنادية إلى تهكمية وتلميحية..."
3 . المجاز:
من أبرز القضايا التي عالجها المفسر وناقشها المجاز حيث كان له فيه توجه خاص، وألف فيه رسالة مستقلة سماها: منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز .
• كان كلامه في ذلك مختصرا إلا أنه بين مذهبه فيه.
• ذهابه إلى أنه لا يجوز إطلاق المجاز في القرآن مطلقا. قال : " والذي ندين الله به ويلزم قبوله كل منصف محقق أنه لا يجوز إطلاق المجاز في القرآن مطلقا على كلا القولين.
• الرد على بعض الشبهات الواردة في مسألة الأسماء والصفات.
4 . البديع
• تعرض لهذا الجانب في مواطن قليلة نادرة من تفسيره .
مثاله : قوله تعالى الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً  الكهف الآية:104 قال : " ...الجناس المسمى عند أهل البديع: تجنيس التصحيف وهو أن يكون النقط فرقا بين الكلمتين..." .
د - المفردات اللغوية:
• توقف كثيرا مع المفردات القرآنية موضحا معانيها.
• كان يختصر تارة وأحيانا يتوسع بحسب المقام والحاجة. وغالبا ما كان كلامه في ذلك كله وسطا بين التطويل الممل والاختصار المخل.
مثال ذلك توقفه مع كلمة أساطير وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين.
• بهذا البيان كان يعطي للآية المفسرة سهولة في فهمها وسلاسة في إدراك معناها.
منهجه في التعامل مع المصادر والنقل منها
كان يتعامل مع المصادر بمنهجية خاصة حيث كان :
• في الغالب يذكر المصدر وصاحبه صراحة.
• يسند النص المنقول لصاحبه.
• يبين بداية النص المنقول ونهايته.
• أحيانا يقتصر على ذكر المصدر فقط أو المؤلف لا غير.
• تارة ينقل من غير تصرف، وأحيانا يتصرف ولا يشير لذلك.
• يوجه معاني بعض الآيات وينقل بعض المسائل اللغوية - البحر المحيط لأبي حيان مثلا- .
• واعتمد أساسا في النقل من كتب التفسير ثلاث مراجع تعتبر من أحسن ما ألف في بابها :
1- تفسير ابن جرير الطبري-من الكتب التي اعتمد عليها كثيرا-.
2 - تفسير القرطبي: وهو من مراجعه في تفسير آيات الأحكام والمسائل الفقهية.
3- الدر المنثور للسيوطي: وهو مما اعتمده في الروايات المسندة.

التزامه بمنهج إيضاح القرآن بالقرآن
وتطابق العنوان مع مضمون التفسير.

في المقدمة:
• تركيزه على تفسير القرآن بالقرآن.
• إرجاع الأمة إلى كتابها.
• بيان الأحكام الفقهية.
• ذكر الأدلة من السنة وسبره لأسانيدها.
• التعرض للمسائل الأصولية واللغوية من (صرف، نحو، شعر إلخ...).
نتائج هذا البحث:
• التفسير حافل ببيان القرآن بالقرآن.
• بذل المؤلف قصارى جهده في جمعه وتحريره.
• جعل بيان القرآن بالقرآن عمدة لتفسيره وأساسا لمنهجه.
• اهتم بالمأثور والمعقول من التفسير إلا أن تركيزه على المأثور وعلى التفسير بالقرآن كان أكثر من غيره.
• لم يذكر أنه سيقتصر فقط على تفسير القرآن بالقرآن بل صرح بخلافه: أنه سيلتزم بالتفسير بالمأثور والمعقول معا، مع تحقيق الهداية المطلوبة بهذا الكتاب المبين.
• لم يقصد بتسمية الكتاب أن تكون منهجا يلتزم به.
• جاءت تسمية الكتاب على سبيل التغليب. وفي القاعدة: الحكم للغالب.
• جعل التسمية تشرفا بهذا اللون من التفسير الذي أعطاه حيزا كبيرا من حجم تفسيره.
• حاول جهده واستطاعته الالتزام بما قصد إليه من وراء تفسيره القرآن بالقرآن.
• حاول جاهدا أن يضع الأسس والمرتكزات لهذا الأسلوب البديع من ألوان التفسير، وأن يقدمه في أكمل صورة بحسب استطاعته.
• أتم مقاصد التفسير الأخرى التي لا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال، وإلا كان الإخلال بالتفسير وقواعده واقعا مؤلفه المبارك...
• جمع نفائس التفسير وفضائله التي تشد طالب العلم إليها وتبصره بما فيها.
• تفسيره جامع بين المأثور والمعقول.

خصائص تفسير أضواء البيان:
• تفسير خاص على منهج مختص به وهو تفسير ما أجمل من الآيات أيا كان سبب الإجمال
• المرجع الضخم الذي يعد مدرسة كاملة تتحدث عن نفسها
• يظهر أثر التفسير بالمأثور فيه
• يتميز بغلبة طابع التفسير بالمأثور مع اشتماله على التفسير بالرأي.
• أصل لمسالك مبتكرة لخدمة التفسير وألف في بعض منها كتبا مثل: (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب - آداب البحث والمناظرة - المنطق - الأصول..)
• انفراده بهذا اللون من التفسير كما وكيفا...
• خلوه من الإسرائيليات تماما.
• التنبيه على الموضوع والضعيف من الحديث.
• اسناد الأدلة عند الاستدلال بها.
• عدم التركيز على الغرائب الباطلة في التفسير.
• الترجيح بين الأقوال المتباينة.
• الموضوعية والجدية في إعادة الأمة إلى كتاب ربها.
• الاهتمام بالنافع المفيد وتجنب كل تعقيد.
• الإبداع في التفسير وقد نفع وأجاد في هذا بابه وجاء بالجديد المفيد.
• التزامه بمنهجه العام الذي تصدى إليه في المقدمة.
• تحليه بأخلاقيات المفسر من : تواضع وأدب ودفاع عن الأئمة الأعلام...
• التحامل على بعض أهل العلم من المتأخرين ممن لم يرتض آراءهم.
• التوسع في الفقه وأدلته.
• وأخيرا فالكتاب يعتبر حلقة وصل بين التفاسير المتقدمة والمعاصرة.

المؤاخذات
كل ما يمكن أن يؤاخذ على هذا التفسير المبارك:
• استطراده في بعض قضايا التفسير المتمثلة في: المسائل الفقهية والأصولية والحديثية.
• تعرضه لمسائل عديدة بالبحث والدراسة لم تكن من صلب منهجه الذي التزمه في تفسيره.
• تركه لآيات عديدة بدون تفسير ولا بيان وهذا في معظم السور.
• عدم عرضه لأدلة المخالفين بكيفية وافية في بعض المواضع.
• سوقه لأسانيد الصحيحين، تطويل غير لازم.
• كان الأولى تسميت هذا الكتاب : بأضواء البيان في إيضاح القرآن .
وهذه المؤاخذات، وإن كانت تؤثر على مدى التزام المفسر بمنهجه، إلا أنها لا تخرم القاعدة ولا تسقط المنهج بكامله. لأن استطراده كان في موضوعات هي من صلب منهجه، وهي على كلٍ موضوعات محدودة مقارنة بحجم التفسير. تعرﱠض لها بحسب الحاجة والضرورة.
وبالتالي يمكننا أن نقول: إن المؤلف التزم بمنهجه العام الذي حدده إلى حد كبير.




تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:48 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML