منتديات الإسلام والسنة

منتديات الإسلام والسنة (http://bamhrez.com/vb/index.php)
-   منتدى الأدآب الشرعية (http://bamhrez.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   ألفاظ وردت في الشرع على خلاف ما يتبادر من إطلاقها في عرف الناس(الرقوب-الشديد-المفلس) (http://bamhrez.com/vb/showthread.php?t=16739)

طالب العلم 07-22-2015 08:59 AM

ألفاظ وردت في الشرع على خلاف ما يتبادر من إطلاقها في عرف الناس(الرقوب-الشديد-المفلس)
 
ألفاظ وردت في الشرع على خلاف ما يتبادر من إطلاقها في عرف الناس(الرقوب-الشديد-المفلس).

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن المعلوم أن حقائق الألفاظ ثلاثة أنواع:
حقيقة لغوية، وحقيقة شرعية، وحقيقة عرفية.
فالأصل في الألفاظ أنها تحمل على حقائقها اللغوية لأن القرآن الكريم نزل بلغة العرب كما قال تعالى: (بلسان عربي مبين)، إلا ما جاء الشرع له بحقيقة خاصة، مثل لفظ الإسلام والإيمان والإحسان، والصلاة، والزكاة، والحج، والعمرة، ونحو ذلك من الألفاظ، وإن كانت تلك الألفاظ قد ترد في الكتاب والسنة ويراد بها المعنى اللغوي مع أنها قد صار لها حقيقة شرعية.
فإذا كان للفظ حقيقة شرعية وتعارض مع الحقيقة اللغوية قدمت الحقيقة الشرعية لأنها هي الأصل عند التعارض.
وقد يراد باللفظ الحقيقة العرفية التي تعارف عليها الناس، مثل لفظة "صحيح" يراد به لغة الذي ليس بسقيم ولا خطأ، ويراد به في عرف الأصوليين ما توفرت أسبابه وشروطه وانتفت موانعه، وفي عرف المحدثين: "ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط من غير شذوذ ولا علة".

وأريد في هذا المقال ذكر بعض الحقائق الشرعية لألفاظ تعارف الناس على معناها اللغوي، ونبه الشرع على معانٍ سامية تتضمنه هذه الألفاظ.

أولا: المفلس.

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : "إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة ، وصيام ، وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم ، فطرحت عليه ثم طرح في النار " . رواه مسلم.

ثانيا: المصارع والشديد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " . متفق عليه.

وسيأتي حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

ثالثا: الرقوب.

عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تعدون الرقوب فيكم ؟"، قال : قلنا : الذي لا يولد له ، قال : ليس "ذاك بالرقوب ، ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا".

قال : " فما تعدون الصرعة فيكم ؟ "، قال : قلنا : الذي لا يصرعه الرجال ، قال : ليس بذلك ، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب " . رواه مسلم في صحيحه.


وأختم بهذين الحديثين مما له علاقة بالموضوع :

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " متفق عليه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم" رواه الترمذي والنسائي وهو صحيح.


فاحرص أيها المسلم على سلامة الناس من لسانك ويدك بغير حق، واحذر من خيانتهم لتنجو من الإفلاس يوم القيامة،

واعلم أن الشديد حقا والذي يفوق الناس صرعة هو من يملك نفسه عند الغضب، فلا ينقله الغضب من الحق إلى الباطل.

ولا يبتئس ولا يحزن من مات من أطفاله أحد فإن من مات له طفل كان له فرطا وسابقا.

وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه:

أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
٥/ شوال/ ١٤٣٦هـ
سحاب السلفية


الساعة الآن 02:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009