منتديات الإسلام والسنة

منتديات الإسلام والسنة (http://bamhrez.com/vb/index.php)
-   منتدى الأدآب الشرعية (http://bamhrez.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   الشنقيطي : إلى أب مسلم عربي شهم (http://bamhrez.com/vb/showthread.php?t=16328)

طالب العلم 05-07-2015 03:24 PM

الشنقيطي : إلى أب مسلم عربي شهم
 
قال العلامة الشيخ النحرير محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي أسبغ الله عليه لباس الرحمة و الحبور و أنزله مساكن الفوز و السرور :
” أيها الأب الكريم المؤمن العربي الشهم بأيِّ مسوِّغ من عقل أودينhttp://cdncache1-a.akamaihd.net/item...rrow-10x10.png أو مروءة أو إنسانية تترك فلذة كبدك التي هي ابنتك مائدة سبيلاً تتمتع بجمالها كلُّ عين فاجرة غدراً وخيانة ومكراً وظلماً لذلك الجمال الذي يُستغلّ مجاناً في إرضاء الشيطان و تقليد كفرة الإفرنج تقليداً أعمى مع إضاعة الشرف و الفضيلة و العفاف !؟ . و الفاجر قد يتمتع بالنظر إلى جمال المرأة وربما بلغت به لذة النظر إلى حد بعيد . ألا ترون قول بعضهم في محبة النظر الحرام :
قلت اسمحوا لي أن أفوز بنظرة … ودعوا القيامة بعد ذاك تقوم
مع أن فلذة كبدك التي هي ابنتك لو ربيتها تربية إسلامية في حنان و صيانة و محافظة على الشرف و الفضيلة لكانت هي جوهرة الدنيا و أنفس شيء موجود فيها ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ )) [1] . ولا تكون صالحة إلا بالتربية الدينية .
ولا يصح لعاقل أن يشك في أن اختلاط الجنسين في غاية الشباب و نضارته وحسنه أنه أكبر وسيلة و أنجح طريق إلى انتشار الفاحشة وفشو الرذيلة بين الجنسين .
ولا شك أنهما بحكم كونه زميلها و هي زميلته في الدراسة أنهما يخلوان كما يخلو الزميل بزميله في منتزهات ومواضع السباحة في الماء ومواضع مراجعةالدروسhttp://cdncache1-a.akamaihd.net/item...rrow-10x10.png ، وخلوه بها طريق إلى ارتكاب ما لا ينبغي لا ينكرها إلا مكابر ، و السبيل الموصلة إلى ذلك سبيل سيئة كما قال تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا } [ الإسراء / 32 ] فصرح بأنه فاحشة وأن سبيله سيئة . و الفاحشة هي : الخصلة التي بلغت غاية القبح و السوء ، و كل شيء بلغ النهاية في شيء فهو فاحش فيه ، ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته :
أرى الموت يَعتام الكرام َ ويصطفي … عقيلةَمالhttp://cdncache1-a.akamaihd.net/item...rrow-10x10.png الفاحش المتشدِّد
فقوله ” الفاحش ” أي البالغ غاية البخل .
وتأملوا لم قال تعالى : { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا } ولم يقل : ولا تزنوا ؛ لأن النهي عن القرب منه يستلزم التباعد من جميع الوسائل التي توصل إليه ، ولأن من قرب من الشيء كالراعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه . فما أجمل تعاليم القرآن و آدابه السماوية ، وما أحسن ما تدعو إليه من النزاهة و الفضيلة و التباعد عن الرذائل …
… وبعد هذا كله فإنا نُهِيب بالآباء الكرام المسلمين العرب فنقول :
أين شهامتكم العربية العريقة المتوارثة على مر العصور ؟! كيف تتركون بناتكم خارجات عاريات مبذولات لمن شاء أن يتمتع بالنظر إليهن مجاناً عدواناً على المسكينات الجاهلات و على الشرف و الفضيلة ؟! …
… فليكن في كريم علمكم أن الزي الذي ترتديه بنات العرب و غيرهن من المسلمين في الجامعات و غيرها المقتضي كشف شيء من بدن المرأة لا يحل كشفه شرعاً ولا مروءة ، أن منشأه الأساسي هو ما يُفهم من القرآن العظيم و التاريخ ، و إيضاح ذلك :
أن الشيطان هو العدو الألد لآدم وزوجه وذريتهما كما قال تعالى : { إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ } الآية [ طه / 117 ]
و قال تعالى : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } [ فاطر / 6 ]
وقال تعالى : { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [ الكهف / 50 ] إلى غير ذلك من الآيات ،
ومعلوم أن الشيطان لشدة عداوته لآدم و زوجه وذريته أنه يسعى بكل ما لديه من الوسائل في إهانتهم بأنواع الإهانات الدنيوية و الأخروية ، ومن المعلوم أن من أعظم الإهانات الأدبية كشف عورة الإنسان ونزع ثيابه التي تستره عنه ، وهذه الإهانة الأدبية العظيمة هي أول إهانة ظفر بها إبليس فأهان الله بها بها آدم وحواء ، كما صرح الله بذلك في قوله : { فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا } [ الأعراف /20 ] .
وقوله : { فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ } [ الأعراف / 22 ] ، وكونهما طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة يدل على عملهما وكدحهما ليُخَفِّفا من ضرر الإهانة التي تسبب لهما منها عدوهما إبليس .
وقد نادى الله – عز وجل – بني آدم نداءً سماوياً ونهاهم عن أن يغشم الشيطان ويهينهم كما أهان أبويهم آدم وحواء ، وذكر من ذلك أمرين :
أحدهما : الإخراج من الجنة .
و الثاني : نزع اللباس و إبداء السوأة التي هي العورة ، فجعل نزع اللباس و إبداء العورة مقروناً بالإخراج من الجنة ، وفي ذلك دليل على أن كليهما له وقع شديد ، و أنه أذية بالغة و إهانة عظيمة وذلك في قوله تعالى : { يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا } الآية [ الأعراف / 27 ] وبهذا تعرفون أن كشف العورة و إبداء السوأة مقصد أصيل عريق من مقاصد إبليس ليهين بها كرامة النوع الآدمي ، و إهانة كرامتهم تسره و تقر عينه لعداوته لهم .
و لم يزل إبليس يحاول إهانة بني آدم بكشف العورة و إبداء السوأة حتى بلغ غايته من ذلك ، وقد كان حَمَل العرب في الجاهلية على أن يخلعوا جميع ثيابهم عند الطواف بالبيت الحرام حتى يهينهم بكشف العورة في حرام الله و أشرف بقاع أرضه حول أول بيت وضع للناس فيطوفوا عراة في حالة مزرية ، وكانت المرأة منهم تطوف بالبيت عارية و العياذ بالله وكل ذلك من إهانة الشيطان لهم ،
وقد ثبت في صحيح مسلم [2] من حديث ابن عباس أن المرأة في الجاهلية كانت تطوف عارية وتقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله … وما بدا منه فلا أحله
وكل ذلك إهانة من الشيطان لأعدائه الآدميين بكشف عوراتهم ، وله مع ذلك مقصد آخر وهو أن انكشاف عورتها يدعو إلى الفاحشة .
ولم يزل الشيطان يهين الآدميين بكشف العورة حتى في حال الطواف بالبيت ، حتى دفع الله باطله بالوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم و أرسل صلى الله عليه وسلم مناديه ينادي : ألَّا يحج بعد اليوم مشرك و لا يطوف بالبيت عريان [3] ، و أنزل الله قوله تعالى : { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } الآية [ الأعراف / 31] وقوله تعالى : { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ } الآية [ الأعراف / 26 ]
و بنور ذلك الوحي سُتِرت العورات و لُبِست ثياب الزينة و التستر ، و رجع الشيطان خاسئاً ، ولكن لما طال الزمان و ضعف الدين و انصرف أكثر الناس عن الوحي السماوي وجد الشيطان الفرصة سانحة فأعادَ الكرَّة لإهانة الجنس الآدمي بكشف العورة و إبداء السوأة بفلسفة شيطانية من شعاراتها التقدم و الحضارة و الرقي و التمدن . و قد وصل إلى جميع غاياته في البلاد الكافرة ، فترك نساءها عاريات الفروج بالمجلات و الجرائد و مواضع السباحة في الماء و غير ذلك ، والإباحية فيها قائمة على قدم وساق ، و أولاد الزنا لا يمكن إحصاؤهم إحصاءاً دقيقاً لكثرتهم و العياذ بالله ، وهذا أمر معلوم مفروغ منه في أوروبا وما جرى مجراها .
ثم إن الشيطان أراد أن يهين المسلمين بنفس الإهانة المذكورة التي هي أول نكاية أوقعها بآدم وحواء ، وقد وصل إلى كشف كثير من أبدان نساء المسلمين في الجامعات و الحفلات و الطرق وغير ذلك ، وبينت العورة المغلظة ، و الشيطان مُجِدٌّ في الوصول إلى إبدائها و كشفها من نساء المسلمين . ومعلوم أنه إن تمادى الأمر على ما هو عليه أنه سيصل إلى ذلك كما تشير إليه طبيعة التقاليد المتبعة .
نرجو الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته و يبصِّر المسلمين طريق الحق و يلهمهمالعملhttp://cdncache1-a.akamaihd.net/item...rrow-10x10.png بها حتى يحافظوا على بناتهم من كل ما يخل بالشرف و الفضيلة على ضوء النور السماوي الذي أنزله الله على سيد خلقه صلى الله عليه وسلم “.

انتهى النقل من ” فتوى في تحريم التعليم المختلط ” للعلامة الشنقيطي ضمن مجموع فيه بعض فتاويه و محاضراته مضمن في آثار العلامة محمد الأمين الشنقيطي صفحة [159 ] و من [166 إلى 169 ] ببعض الحذف .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] : رواه الإمام مسلم في صحيحه (1467) .
[2] : برقم (3028) .
[3] : أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه منها برقم (1622) وبوب للحديث بمضمونه ، ومسلم في صحيحه (1347) .


منقول من شبكة سحاب السلفية


الساعة الآن 09:04 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009