منتديات الإسلام والسنة

منتديات الإسلام والسنة (http://bamhrez.com/vb/index.php)
-   منتدى الحديث النبوي الشريف وعلومه (http://bamhrez.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أثر و تعليق (http://bamhrez.com/vb/showthread.php?t=24418)

الواثقة بالله 10-18-2021 02:02 PM

أثر و تعليق
 
📮📮📮
*اثر وتعليق*

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِّيِّ رضِيَ اللهُ عَنه قال:قالَ رَجُلٌ: *يا رسولَ اللهِ، ما الإيمانُ؟ قالَ: «إذا سَرَّتكَ حَسَنَتُكَ وساءَتكَ سَيِّئَتُكَ، فأنتَ مُؤمِـن».*

قال: *يا رَسـولَ اللهِ، فما الإِثمُ؟ قال: «إذا حاكَ في صَدرِكَ شَيءٌ فَدَعه».*

‏أخرجه أحمد وصحّحه الألبانيّ في صحيح الجامع 484

‏📩
الإيمانُ باللهِ تعالى من أَعْظَمِ القَضَايا التي اهتمَّ بمعرفَتِها أصْحابُ رسولِ اللهﷺفكانوا يَسْأَلون عنه، وعن عَلَاماتِه.

وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ الصحابي الجليل أبو أُمَامةَ الباهِليُّ رضِي اللهُ عنه: "أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رسولَ اللهﷺما الإيمانُ؟"، أي: ما علامتُهُ، وبأيِّ شيءٍ يَعرِفُ المَرْءُ إيمانَه؟

فقال النبيُّﷺ"إذا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ" *يعني: إذا صَدَرَتْ منكَ طاعةٌ وفَرِحْتَ بتَوْفيقِ اللهِ لكَ فيها، راجيًا ثوابَها؛ لكوْنِها مَحبوبةً لله وكوْنِها مأمورًا بها ومَرجُوًّا عليها الإثابةُ، "وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ"، أي: إذا أصابتْكَ معصيةٌ، ونَدِمْتَ عليها خوفًا من العُقُوبة؛ لكوْنِها منهيًّا عنها يُخافُ بسَبِبِها العُقُوبة، "فأنْتَ مُؤْمِنٌ"، أي: فذَلِكَ عَلَامةُ الإيمانِ، وهذا من إِطْلاق اسْمِ الإيمانِ على مَنْ أتى ببَعْضِ أجزائِهِ.*

ثم سَأَلَ الرَّجُلُ سُؤالًا آخَرَ فقال:
"يا رَسولَ الله، فما الإثْمُ؟"،
*أي: أَخْبِرْنِي عن عَلَامةِ الذَّنْبِ إذا اشْتَبَهَ أمْرُهُ، والْتَبَسَ حُكمُهُ؟ فقال رسول اللهﷺ"إذا حَاكَ في نَفْسِكَ شَيْءٌ"، أي: أثَّر فيها وتردَّد ولم يَطمئِنَّ به قَلْبُكَ، "فَدَعْهُ"، أي: اتْرُكْهُ،*

*والمعنى: أنَّ النَّفْسَ إذا تردَّدَتْ في كوْنِهِ ذنبًا، فالتَّقْوى تَرْكُه، أو المعنى: اتْرُكْهُ احتياطًا إذا كان الأحْوطُ تَرْكَهُ، وإذا كان الفِعلُ أَوْلى فالتْرُكْ ضِدَّه؛ لِئَلَّا تَقَعَ في الإثْمِ، وهذه الأَجْوِبةُ من النبيِّﷺمن الأُسلوبِ الحَكِيمِ، ومُداواةِ النُّفُوسِ المؤمنةِ بالحِكْمَةِ، والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وأنْ يَجْعَلَ عليها رقيبًا من أَنْفُسِها.*

ومن فوائد الحَدِيث:
- أنَّ الإيمانَ لا يُنافِيهِ اقْتِرافُ السَّيِّئاتِ، وإنْ كانتْ تَنقُصُ منه بلا شَكٍّ.

- وفيه: أنَّ الفَرَحَ بما يُرْضي اللهَ والحُزْنَ بما يُغْضِبُه من علاماتِ الإيمانِ.


وفقنا الله واياكم لمراضيه سبحانه


الساعة الآن 02:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009