يكون التيسير في الحج حسبما شرعه الله لا حسب الفتوى بغير الدليل !
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : [COLOR="Black"]الحمد لله رب العالمين . شرع فيسر ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) . [ الحج : 78 ] . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . وبعد :
فإن الحج وسائر العبادات قد شرعها الله على اليسر والسهولة ؛ فيجب أن تؤدى على حسبما شرعه الله ، ولن يكون فيها حرج إذا أديت على وفق ما شرعه الله . وتقيد فيها بالرخص الشرعية في الحالات التي شرعت فيها ، وليس للإنسان أن يعمل شيئًا منها على حسب ما يراه هو أنه أسهل أو ما يراه غيره من غير موافقة لما شرعه الله ؛ فإن ذلك هو الحرج والعسر . وإن ظن أصحابه أنه اليسر . ومن التيسير في الحج : أن الله جعله مرة واحدة في العمر على المستطيع قال تعالى : ( وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) . [ آل عمران : 97 ] . ولما قال رجل : أكل عام يا رسول الله . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الحج مرة واحدة فما زاد فهو تطوع ) ، فالذي يستطيع أداء فريضة الحج بدنيًا وماليًا يجب عليه أن يباشرها بنفسه . ومن استطاعها ماليًا ولم يستطعها بدنيًا لهرم أو مرض مزمن ؛ فإنه يؤكل من يحج عنه بالنيابة بشرط أن يكون النائب حج عن نفسه . ومن لم يستطعه ماليًا ولا بدنيًا لم يجب عليه شيء . ومن لم يستطع مباشرة بعض أعمال الحج بدنيًا ؛ كالطواف والسعي ؛ فإن يطاف ويسعى به محمولاً . ولا تدخلها النيابة لعدم ورود ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . ومن لم يستطع رمي الجمرات ؛ فإنه يوكل من يرمي عنه . وطواف الوداع يسقط عن الحائض . ومن لم يستطع المبيت بمنى ومزدلفة فإنه يسقط عنه ؛ كالمرضى والمنومين في المستشفيات . ومن يزاولون أعمالاً لمصلحة الحجاج كالسقات ، والرعاة ، ورجال الأمن . ومن لم يستطع استكمال المبيت بهما فإنه يكفي إلى منتصف الليل . ويجوز للحاج أن يؤخر طواف الإفاضة ويؤديه عند السفر ويكفي عن طواف الوداع . ومزدلفة وعرفة كلها موقف . ومن أدرك الوقوف بعرفة ليلاً أو نهارًا في وقت الوقوف فإنه يكفيه ولو قل وقوفه إلا من أدركه نهارًا ؛ فإنه يستمر إلى الغروب . ويجوز أن يجمع رمي الجمرات مرتبًا في اليوم الأخير . إذ لم يستطع رميها يوميًا . ومن لم يستطع استلام الحجر ؛ فإنها تكفي الإشارة إليه من بعد . ومن لم يستطع ذبح هدي التمتع ماليًا فإنه يصوم عشرة أيام منها ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع . والهدي الذي يكون عن فعل محظور ومن محظورات الإحرام كحلق الرأس . يكون على التخيير بين الذبح والإطعام والصيام . وقتل الصيد من المحرم متعمدًا يجب فيه ذبح المثل من النعم إن وجد . أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صيامًا على الترتيب . وما لا مثل له يخير فيه بين إطعام وصيام . والرمل في الطواف والإسراع في المسعى بين العلمين لا يشرعان للضعيف . هذه نماذج من التيسير في الحج حسبما شرعه الله لا حسبما شرعه المفتون من غير دليل . وبالله التوفيق . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله لكم في علمكم وزادكم الله علما لما فيه خيرا للمسلمين |
بارك الله فيك ياشيخ وزادك الله حرصا ونعفنا الله من علمك |
|
الساعة الآن 11:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir