![]() |
فائدة نحوية من قوله صلى الله عليه و سلم : "من يقم ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
منقول من منتديات التصفية والتربية السلفية-جمع يوسف صفصاف فائدة نحوية من قوله صلى الله عليه و سلم : "من يقم ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" الحمد لله و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه. أما بعد، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من يقم ليلة القدر، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه". و لمسلم عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "من يقم ليلة القدر فيوافقها -أراه قال- إيمانا واحتسابا، غفر له". فمن الفوائد النحوية المستنبطة من الحديث : أن "مَنْ" اسم شرط جازم، جزم فعلين أولهما فعل الشرط : "يَقُمْ"، و ثانيهما جوابه و جزاؤه : "غُفِرَ". ففيه جواز كون فعل الشرط مضارعا و جوابه ماضيا. و منه نقول أن فعل الشرط مع جوابه لهما أربعة أحوال : الحالة الأولى : أن يكونا ماضيين : نحو قوله تعالى {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} [الإسراء 7] و قوله تعالى {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} [الإسراء 8]. الحالة الثانية : أن يكونا مضارعين : نحو قوله تعالى {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة 284]، و قوله تعالى {إِن يَّشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَ يَأْتِ بِآخَرِينَ}[النساء 133]. الحالة الثالثة : أن يكون فعل الشرط ماضيا و جوابه مضارعا : نحو قوله تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ وَ زِينَتَهَا نَوَّفِ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} [هود 15]. الحالة الرابعة : أن يكون الفعل مضارعا و الجواب ماضيا، و هذا قليل، و مثاله حديثنا السابق، و قوله تعالى {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء 8] و ما رواه ابن حبان في صحيحه عن عائشة، قالت : لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه جاءه بلال يؤذنه بالصلاة، فقال : "مروا أبا بكر فليصل بالناس" قلنا : يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف ومتى يَقُمْ مقامك يَبْكِ...". و لمزيد فائدة راجع : _ شرح ألفية ابن مالك لابن عقيل (4/25). _ شرح الأشموني للألفية المسمى : منهج السالك إلى ألفية ابن مالك (3/585). _ شرح ابن طولون على الألفية (2/236). _ شرح ابن الناظم (272). و غيرها. كما لا يفوتني شكر شيخي الحبيب محمد مزيان حفظه الله و سدده؛ فإنه أول من أفادني بهذه الفائدة من خلال دروسه في التعليق على التحفة السنية، فجزاه الله خيرا. و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه. جمعه يوسف صفصاف 22 ذو القعدة 1436 05 سبتمبر 2015 |
الساعة الآن 03:36 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir