![]() |
كسرى وقيصر
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة ـ رحمه الله تعالى ، كما في كتابه (الصارم المسلول )، صفحة 23 : ((والغلبة للرّسل بالحجة و القَهر، فَمَن أُمر منهم بالحرب نُصِر على عَدوه، و مَن لم يؤمر بالحَربِ أُهلِكَ عَدُوُّه، و هذا أحسَن مِّن قولِ مَن قَال: إن الغَلَبَة للمُحارب بالنَّصرِ، و لِغَيرِ المُحارب بالحجَّةِ)) و قال في موضع آخر، الصفحة 114-115 : ((و من سنة الله أن مَن لم يُمكن المؤمنون أن يُعذبوه من الذين يؤذون الله و رسوله؛ فإنَّ الله سبحانه ينتقِم منه لرسُولِه و يَكفيه إيَّاه ... كما قال سبحانه { فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين إن كفيناك المستهزئين}[ الحجر:94،95] و قد كتب النبي صلى الله عليه و سلم إلى كسرى و قيصر، و كلاهما لم يُسلِم، لكن قيصر أكرَمَ كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، و أكرم رسوله، فثبت ملكه، فيقال إن الملك باقٍ في ذريته إلى اليوم، و كسرى مزَّق كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، و استهزأ برسول الله صلى الله عليه و سلم، فقتله الله بعد قليل، و مزَّق ملكه كل ممزقٍ، و لم يبق للأكاسرة ملك، و هذا ـ و الله أعلم ـ تحقيق قوله تعالى: { إن شانئك هو الأبتر }؛ فكل من شنأه و أبغضه و عاداه فإنَّ الله تعالى يقطع دابره، و يمحق عينه و أثره )) ا.هـ |
الساعة الآن 09:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir