منتديات الإسلام والسنة

منتديات الإسلام والسنة (http://bamhrez.com/vb/index.php)
-   منتدى الأدآب الشرعية (http://bamhrez.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   رسالة إلى قلب مقهور ومظلوم كيف اعفو كيف أصبر (http://bamhrez.com/vb/showthread.php?t=20075)

اروى 08-21-2017 06:38 AM

رسالة إلى قلب مقهور ومظلوم كيف اعفو كيف أصبر
 
رسالة إلى قلب مقهور و مظلوم:
كيــــــــف أعفـــو،،
كيف أصبـــــــــــــــر..؟!

🌎🌕🎾🌕🌎🌕🎾🌕🌎

20 خطوة عمليه تعينك على العفو و الصبر و الاحتساب..
...

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

” يُعِينُ العبدَ على هذا الصبر عدّةُ أشياءَ:

🌕[ أحدها ] : 🌕
أن يشهدَ أن الله سبحانه وتعالى خالقُ أفعالِ العباد، حركاتِهم وسَكَناتِهم وإراداتِهم،

فما شاءَ الله كان، ومالم يشأ لم يكن،
فلا يتحرك في العالم العُلْوِيّ والسّفليّ ذرَّة إلاّ بإذنه ومشيئتِه،
فالعباد آلة،
فانظر إلى الذي سَلَّطَهم عليك،
ولا تَنظُرْ إلى فِعلِهم بكَ،
تَسْتَرِحْ من الهمّ والغَمِّ.

اروى 08-21-2017 06:39 AM

الثاني ] : ��
أن يَشْهَد ذُنُوبَه،
وأنّ الله إنما سلَّطهم عليه بذنبه،
كما قال تعالى :
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) } ( سورة الشورى: 30 ) .

فإذا شهد العبدُ أن جميع ما يناله منْ المكروه فسببُه ذنوبُه،
اشتغلَ بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلَّطهم عليه بسببها ،
عن ذَمِّهم ولَومِهم والوقيعةِ فيهم.

وإذا رأيتَ العبدَ يقع في الناس إذا آذَوْه،
ولا يَرجع إلى نفسِه باللوم والاستغفار،
فاعلمْ أن مصيبتَه مصيبةٌ حقيقية،
وإذا تاب واستغفر وقال: هذا بذنوبي، صارتْ في حقّهِ نعمةً.

قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – كلمةً من جواهرِ الكلام:
لا يَرجُوَنَّ عبدٌ إلاّ ربَّه،
ولا يَخافَنَّ عبدٌ إلاّ ذنبَه .
ورُوِي عنه وعن غيرِه: ما نزلَ بلاءٌ إلاّ بذنبٍ، ولا رُفِع إلاّ بتوبة.

اروى 08-21-2017 06:40 AM

��[ الثالث ] : ��
أن يشهد العبدُ حُسْنَ الثواب الذي وعده الله لمن عَفَا وصَبَر،
كما قال تعالى: { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) } (سورة الشورى: 40) .

ولمّا كان الناسُ عند مقابلة الأذى ثلاثة أقسام:
ظالم يأخذ فوق حقّه،
ومقتصدٌ يأخذ بقدرِ حقِّه،
ومحسنٌ يعفو ويترك حقَّه،

ذَكَر الأقسامَ الثلاثة في هذه الآية، فأولها للمقتصدين،
ووسطها للسابقين،
وآخرها للظالمين.

ويشهد نداءَ المنادي يوم القيامة: “ألاَ لِيَقُم مَن وَجَب أجرُه على الله” (1) ،
فلا يَقُمْ إلاّ من عفا وأصلح.

وإذا شهِدَ مع ذلك فوتَ الأجر بالانتقام والاستيفاء،
سَهُلَ عليه الصبر والعفو.

اروى 08-21-2017 06:42 AM

الرابع ] : ��
أن يشهد أنه إذا عَفا وأحسنَ أورثَه ذلك من سلامةِ القلب لإخوانه،
ونَقائِه من الغِشّ والغِلّ وطلبِ الانتقام وإرادةِ الشرّ،

وحصَلَ له من حلاوة العفو ما يزيد لذّتَه ومنفعتَه عاجلاً وآجلاً،
على المنفعة الحاصلة له بالانتقام أضعافًا مضاعفةً،

ويدخل في قوله تعالى: { والله يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِينَ (134) } (سورة آل عمران: 134) ،
فيصير محبوبًا لله،
ويصير حالُه حالَ من أُخِذَ منه درهمٌ فعُوضَ عليه ألوفًا من الدنانير،
فحينئذٍ يَفرحُ بما منَّ الله عليه أعظمَ فرحًا يكون.

اروى 08-21-2017 06:43 AM

الخامس ] : ��
أن يعلم أنه ما انتقم أحد قَطُّ لنفسه إلاّ أورثَه ذلك ذُلاًّ يجده في نفسه،
فإذا عَفا أعزَّه الله تعالى،

وهذا مما أخبر به الصادق المصدوق حيث يقول:
“ما زاد الله عبدًا بعَفْوٍ إلاّ عزًّا” (2) .

فالعزّ الحاصل له بالعفو أحبّ إليه وأنفع له من الَعزّ الحاصل له بالانتقام،
فإنّ هذا عِزٌّ في الظاهر،
وهو يُورِث في الباطن ذُلاًّ،
والعفوُ ذُلٌّ في الباطن،
وهو يورث العزَّ باطنًا وظاهرًا.

اروى 08-21-2017 06:44 AM

��[ السادس ] –��
وهي من أعظم الفوائد – :
أن يَشهدَ أن الجزاء من جنس العمل، وأنه نفسه ظالمٌ مذنب،
وأنّ من عَفا عن الناس عَفَا الله عنه، ومن غَفَر لهم غَفَر الله له.

فإذا شَهِدَ أن عفوه عنهم وصفحَه وإحسانَه مع إساءتِهم إليه سببٌ لأن يجزيه الله كذلك من جنس عمله، فيعفو عنه ويصفح، ويُحسِن إليه على ذنوبه،
ويَسْهُل عليه عفوُه وصبرُه، ويكفي العاقلَ هذه الفائدةُ.

اروى 08-21-2017 06:45 AM

السابع ] : ��
أن يَعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسُه بالانتقام وطلب المقابلة ضاعَ عليه زمانُه، وتفرَّقَ عليه قلبُه،
وفاتَه من مصالحِه مالا يُمَكِن استدراكُهُ،

ولعلّ هذا أعظم عليه من المصيبة التي نالتْه من جهتهم،
فإذا عفا وصَفحَ فَرغَ قلبُه وجسمُه لمصالحه التي هي أهمُّ عنده من الانتقام.




(1) : أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه وغيرهما عن ابن عباس وأنس. انظر “الدر المنثور” (7/359) .
(2) : أخرجه مسلم (2588) عن أبي هريرة.


المصدر:جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية [ 1/ 168 – 174 ]

اروى 08-21-2017 06:46 AM

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :


��[ الثامن ] : ��
أن انتقامَه واستيفاءَه وانتصارَه لنفسِه، وانتصارَه لها،
فإن رسول الله ﷺ ما انتقمَ لنفسِه قَطُّ،
فإذا كان هذا خيرَ خلق الله وأكرمَهم على الله لم يَنتقِمْ لنفسِه، مع أن أَذَاه أَذَى الله، ويتعلّقُ به حقوق الدين،
ونفسه أشرف الأنفُس وأزكاها وأبرُّها، وأبعدُها من كلّ خُلُقٍ مذمومٍ، وأحقُّها بكل خُلُقٍ جميلٍ،

ومع هذا فلم يكن يَنتقِم لها،
فكيف يَنتقِمُ أحدنا لنفسِه
التي هو أعلم بها وبما فيها من الشرور والعيوب،

بل الرجل العارف لا تُساوِي نفسُه عنده أن ينتقم لها، ولا قدرَ لها عنده يُوجِبُ عليه انتصارَه لها.

اروى 08-21-2017 06:47 AM

��[ التاسع ] : ��
إن أُوذِيَ على ما فعلَه لله، أو على ما أُمِرَ به من طاعتِه ونُهِي عنه من معصيتِه، وجبَ عليه الصبرُ،
ولم يكن له الانتقام،
فإنّه قد أوذِي في الله فأجرُه على الله.
ولهذا لمّا كان المجاهدون في سبيل الله ذهبتْ دماؤهم وأموالُهم في الله لم تكن مضمونةً، فإن الله اشترى منهم أنفسهم وأموالهم،

فالثمن على الله لا على الخلق، فمن طلبَ الثمنَ منهم لم يكن له على الله ثمنٌ،
فإنه من كان في الله تَلَفُه كان على الله خَلَفُه، وإن كان قد أُوذِي على مصيبة فليَرجعْ باللومِ على نفسِه، ويكون في لَومِه لها شُغْلٌ عن لَومِه لمن آذاه،
وإن كان قد أُوذِي على حظّ فليُوطِّن نفسَه على الصبر،
فإنّ نيلَ الحُظوظِ دونَه أمرٌ أَمَرُّ من الصَّبر،

فمن لم يصبر على حرِّ الهَوَاجر والأمطارِ والثلوج ومشقةِ الأسفارِ ولصوصِ الطريقِ،
وإلاّ فلا حاجةَ له في المتاجر.
وهذا أمر معلوم عند الناس أنّ مَن صدَقَ في طلب شيء من الأشياء بُدِّل من الصبر في تحصيله بقدر صدقِه في طلبِه.

اروى 08-21-2017 06:48 AM

العاشر ] : ��
أن يَشهدَ معيَّهَ الله معه إذا صَبَر، ومحبَّهَ الله له إذا صَبَر، ورِضاه.

ومن كان الله معه دَفَع عنه أنواعَ الأذى والمضرَّات مالا يَدفعُه عنه أحدٌ من خلقِه، قال تعالى: { وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) } (سورة الأنفال: 46) ،
وقال تعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) }
(سورة آل عمران: 146) .
ض


الساعة الآن 12:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009