عرض مشاركة واحدة
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,693 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 08-09-2012 - 01:28 AM ]

ويقول الحافظ العراقي في طرح التثريب (4/ 157 - ط. دار إحياء التراث العربي) بعد ان حكى ست وعشرين قولا في ليلة القدر: ((وذهب جماعة من العلماء إلى أنها تنتقل فتكون سنة في ليلة وسنة في ليلة أخرى وهكذا ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي قلابة وهو قول مالك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي ثور وغيرهم وعزاه ابن عبد البر في الاستذكار للشافعي ولا نعرفه عنه ولكن قال به من أصحابه المزني وابن خزيمة وهو المختار عند النووي وغيره واستحسنه الشيخ تقي الدين للجمع بين الأحاديث الواردة في ذلك فإنها اختلفت اختلافا لا يمكن معه الجمع بينها إلا بذلك، وقال ابن عبد البر الأغلب من قوله في السبع الأواخر أنه في ذلك العام والله أعلم لئلا يتضاد مع قوله في العشر الأواخر ويكون قاله، وقد مضى من الشهر ما يوجب قول ذلك)).

وهذا القول بانتقالها قال به من السلف التابعي الجليل ابو قلابة الجرمي فقد قال الترمذي في سننه (3/-158طبعة دار إحياء التراث العربي): ((وروي عن أبي قلابة أنه قال ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر حدثنا بذلك عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة بهذا)).
قال الشيخ بن باز كما في الدرر البهية من الفوائد البازية (ص154 - بترقيم الشاملة): ((وهذا هو الصواب أنها تنتقل في العشر والسند صحيح إلى أبي قلابة وحديث (التمسوها في العشر الأواخر) يؤيده)).

قال الشيخ بن باز في الدرر البهية - (ص56): ((ليلة القدر تكون في العشر في أوتارها وأشفاعها والأوتار تارة تحسب بالماضي وهي (21، 23، 25، 27، 29) وتارة تحسب بالباقي (22، 24، 26،28 ودلت السنة أن ليلة سبع وعشرين هي أحراها فدل على أنها تكون فيها أغلب وأكثر ولكن لا تكون دائماً والسبع الأخيرة آكد من غيرها)).
وقال الشيخ بن باز في الدرر البهية ايضا (ص204): ((والصواب أن ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر وقول أبي بن كعب أنها ليلة سبع وعشرين هذا من اجتهاده رضي الله عنه)).

أقول: وكون الليالي الوترية أرجى ان تكون فيها ليلة القدر لا يعني انها لا يمكن ان تكون في ليالي الاشفاع كما بينه شيخ الاسلام وتقدم نقل كلامه، وقد قال الامام عبد الله بن احمد بن حنبل في كتاب العلل ومعرفة الرجال رقم (2/ 398 - ط. دار الخاني) حدثني أبي قال حدثنا معاذ بن هشام الدستوائي قال حدثني أبي عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن بن عباس قال:"قد حفظت ليلة القدر أربع مرات من فوق ايجار يلي الشمس تطلع لا شعاع لها لثلاث وعشرين لسبع يبقين"
أقول: وهذا اسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن مالك وهو النكري قال بن الجنيد في سؤالاته رقم (710) سألت يحيى عن عمرو بن مالك النكري فقال ثقة"
و كذلك وثقه الذهبي في " الميزان " ذكره فيه تمييزا. وقد صحح الالباني لعمرو بن مالك النكري في السلسلة الصحيحة 2472.
لكن قال ابن عدي في النكري كما في الكامل في ضعفاء الرجال (2/ 108 - ط. دار الكتب العلمية):"حدث عن ابي الجوزاء قدر عشر احاديث غير محفوظة"
والاظهر عندي انه لا يتشدد في أثر كهذا مع توثيق امام علم الرجال ابن معين للنكري. فهذا الاثر فيه ان عبد الله بن عباس حفظ ليلة القدر اربع مرات لثلاث وعشرين من رمضان كما حفظ ابي بن كعب رضي الله عنه ليلة القدر لسبع وعشرين من رمضان في بعض الاعوام فهذا يدل على انها تنتقل ولا شك انها تكون في بعض الاعوام في الاشفاع.
فقد قال الإمام ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 144 - مكتبة الرشد): (حدثنا الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة قال: نزلت التوراة لست خلون من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين) اهـ.
أقول: وهذا سند صحيح وأبو قلابة تابعي جليل. وقد روي في ذلك حديث عن واثلة بن الاسقع لكن الراجح انه ضعيف واثر اخر عن عبد الله بن عباس اعرضت عنه.
يقول شيخ الاسلام كما في مختصر الفتاوى المصرية (ص85 - طبعة دار ابن القيم)نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(ولهذا كانت ليلة القدر كثيرًا ما تكون لسبع مضين ولسبع بقين فتكون ليلة أربع وعشرين وهي التي روي أن القرآن نزل فيها)).
والله أسال ان يعيننا وإياكم على إدارك هذه الليلة والفوز بجوائزها انه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



المصدر / http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=40468



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس