السلام عليك و رحمة الله و بركاته جزاكم الله خيرا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسماعيل الجزائري
وسبب كراهية من كره من السلف والله أعلم مع ما ذكر ابن عمر ، محبتهم لإخفاء الطاعات عن الناس ، إلا ما كان في أصله مأموراً بأظهاره كشهود الجمع والجماعات والأعياد وغيرها ، أو كان في إظهاره مصلحة عامة كالسنن المهجورة
|
أقول، أما أثر السجود في الوجه، فلا سبيل إلى إخفائه [ إلا إذا غطا الرجل جبهته ]، فكثرت السجود مع طول الزمن يؤثر في الجبهة لا محالة. فقد جاء عن بعض السلف أنهم كانوا يصلون الصبح على طهارة العشاء.
قال العلامة السعدي رحمه الله عند قول الله تعالى { سيماهم في وجوههم من أثر السجود }:
قد أثرت العبادة من كثرتها و حسنها في وجوههم حتى استنارت.
(انتهى)
قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى :{ سيماهم في وجوههم من أثر السجود }:
السيما العلامة ، وفيها لغتان : المد والقصر ، أي لاحت علامات التهجد بالليل وأمارات السهر .
(انتهى)
و من ذلك ما خرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أنه قال:" سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ".
قلت: فالأثر هنا حسي ظاهر. و لذلك قال الله تعالى قبل تلك الآية؛ { تراهم ركعا سجدا }.و الله أعلم
و إلا فنور الوجه يحصل من أعمال كثيرة و أعظمها التوحيد و اتباع السنة، كما جاء عن ابن عباس أنه لما قرأ هذه الآية { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون }
قال:" تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة ".
و مع هذا فالأثر المعنوي يبقى أقوى من الأثر الحسي المشاهد، و ذلك لتعلقه بالباطن.
قال منصور : سألت مجاهدا عن قوله تعالى { سيماهم في وجوههم } أهو أثر يكون بين عيني الرجل ؟
قال لا ، ربما يكون بين عيني الرجل مثل ركبة العنز وهو أقسى قلبا من الحجارة ولكنه نور في وجوههم من الخشوع .
و هذا مشاهد، نسأل الله السلامة و العافية.
و الله تعالى أعلم