فوائد العمل بالسنة
1- محبة الله لعبده المؤمن كما في الحديث القدسي الذي رواه البخاري وفيه (... و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به....... الخ)
2- أن المحافظة على النوافل تجبر كسر الفرائض لما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: (إن أول ما يحاسب به الإنسان يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال: يقول ربنا - عز وجل - لملائكته ـ وهو أعلم ـ انظروا في صلاة عبدي أتمها أم أنقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة وإن كان انتقص منها شيئاً قال انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم)
3- أن للمتمسك بالسنة فضل كبير ويزداد فضله رفعة كلما كان في زمن إعراض عن السنة وإيذاء لمن تمسك بها وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (..... فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم) وقال عبدالله بن المبارك: وزادني غير عتبة: قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم قال: بل أجر خمسين منكم) قال الترمذي حديث حسن غريب.
4- إن للعامل بالسنة مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً وفي ذلك الحديث في مسلم وفيه قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء.... ) قال النووي في شرح مسلم على قوله " من سن " فيه الحث على الابتداء بالخيرات.
إليك بعض السنن التي لا تكاد تراها بين طلبة العلم فكيف بالعامة.. فتأملها رعاك الله واعزم على العمل بها لتفوز بالأجر الجزيل.
جعلنا الله من المقتفين لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - المتبعين لسنته العاملين بها..
من السنن المتعلقة بالصلاة ما يلي:-
السنة الأولى:
الصلاة في النعال قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في صفة الصلاة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كان يقف حافياً أحياناً ومنتعلاً أحياناً) وأباح ذلك لأمته فقال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا صلى أحدكم فليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجلي ولا يؤذي بهما غيره) وأكد الصلاة فيهما أحياناً فقال: (خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم)
السنة الثالثة: إطالة الرفع بعد الركوع وكذلك إطالة الجلسة بين السجدتين ويدل عليهما الحديث في البخاري أن أنس - رضي الله عنه - قال: (إني آلو أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا قال: فقال كان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان ذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائما حتى يقول القائل قد نسي، وإذا فع رأسه من السجدة مكث حيى يقول القائل: قد نسي) قال ابن القيم (- رحمه الله -) (هذه السنة هجرت بعد الصحابة)
السنة الرابعة: الإقعاء في الجلسة بين السجدتين قال سيد سابق (- رحمه الله -) في فقه السنة: وقد ورد أيضا استحباب الإقعاء وهو أن يفرش قدميه ويجلس على عقيبيه، قال أبو عبيدة: هذا قول أهل الحديث. فعن أبى الزبير أنه سمع طاووسا يقول: قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين فقال: هي السنة. قال فقلنا إنا لنراه جفاء بالرجل فقال: هي سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - رواه مسلم. والإقعاء هنا غير الإقعاء المنهي عنه وهو أن يفضي الرجل بمقعدته إلى الأرض ويجلس عليها وينصب قدميه. فهذا هو المنهي عنه.
السنة الخامسة: الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام. حيث يستحب الدعاء بما شاء من خيري الدنيا والآخرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما علم الصحابة التشهد ثم قال: (ثم لتختر من المسالة ما تشاء) رواه مسلم. ومن الأدعية الواردة في ذلك: ما ورد عن علي - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يكون آخر ما يقول بين التشهد والتسليم (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت اعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا اله إلا أنت) رواه مسلم
السنة السادسة: صلاة التطوع والنافلة في البيت. ويدل عليها حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله عليه وسلم: (اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا) رواه البخاري. قال ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد (وكان يصلي عامة السنن في والتطوع الذي لا سبب له في بيته لاسيما ركعتا المغرب فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد)
السنة السابعة: صلاة التطوع على الراحلة ويدخل في ذلك السيارة ووسائل النقل الحديثة. للحديث كان عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - يصلي في السفر على راحلته أينما توجهت يومئ وذكر عبدالله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله)
السنة الثامنة: قراءة سورتي الكافرون والإخلاص في سنة الفجر لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد)
السنة التاسعة: صلاة ركعتين لمن قدم من سفر أول قدومه وقبل ذهابه لأهله. لحديث جابر بن عبد الله قال: (اشترى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيرا فلما قدم المدينة أمرني أن أتي المسجد فأصلي ركعتين) رواه مسلم قال النووي - رحمه الله - في شرحه للحديث: فيه استحباب ركعتين للقادم من سفره في المسجد أول قدومه)
السنة العاشرة: إحياء مابين العشائين — بين المغرب والعشاء — بالصلاة. فعن حذيفة — رصي الله عنه — قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء) وفي رواية صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المغرب فلما قضى صلاته قام فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج.
اللهم اجلعلنا ممن يحافظ على سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.