[ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم .. الآية ]
يقول الإمام الشنقيطي رحمه الله :
أشار الله تعالى في هذه الآية إلى ثلاث براهين من براهين البعث بعد الموت :
ـــــــ الأول : خلق الناس أولا المشار إليه في قوله : " اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم " لأن الإيجاد الأول أعظم برهان على الإيجاد الثاني ، و قد أوضح الله ذلك في آيات كثيرة : " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده " و قوله " كما بدأنا أول خلق نعيده " و قوله تعالى " فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة " ... و لِذا ذكر الله تعالى أن من أنكر البعث فقد نسي الإيجاد الأول ، كما في قوله تعالى : " و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه " .
ـــــ البرهان الثاني : خلق السماوات و الأرض المشار إليه في قوله تعالى : " الذي جعل لكم الأرض فراشا و السماء بناء " لأنهما من أعظم المخلوقات ، و مَن قدر على الأعظم فهو على غيره قادر من باب أحرى ، كقوله تعالى " لخلق السماوات و الأرض أكبر من خلق الناس " و قوله " أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات و الأرض و لم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى " .
ــــــ البرهان الثالث : إحياء الأرض بعد موتها ، فإنه من أعظم الأدلة على البعث بعد الموت كما أشار إليه بقوله " و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم " و أوضحه في آيات كثيرة : و من آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و ربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير " و قوله " و أحيينا به بلدتا ميتا كذلك الخروج " .
[ و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ] : يدخل فيه مع الأرحام ، الإيمان بجميع الرسل ، فلا يجوز قطع بعضهم عن بعض في ذلك بأن يؤمن ببعضهم دون بعضهم الآخر .
يتبع إن شاء الله ..