عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي امل مخالفة
امل غير متواجد حالياً
 
امل
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 104
تاريخ التسجيل : Mar 2011
مكان الإقامة : جدة
عدد المشاركات : 993 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي سنن مغفول عنها.. آل الشيخ

كُتب : [ 06-10-2013 - 08:46 PM ]

"(تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ) الظلم قد يكون في البدن، وقد يكون في العرض، وقد يكون في المال ونحو ذلك.
(وهنا مسألة ننبه إليها لأنها تتعلق بالعفو عن من ظلم ، بمن اغتاب إخوانه ،أو اغتاب أحداً من أصحابه أو أحبابه أو أحداً من المسلمين ،من أئمتهم أو عامتهم من أهل العلم أو من غيرهم. فإنه يُستحب له ويتأكد عليه أن يطلب التحليل .
يطلب أن يُحَلَلَ ، وهذه من السنن المغفول عنها، كما جاء في البخاري أنه عليه الصلاة والسلام قال (من كانت عنده مظلِمة لأخيه - مظلِمة بكسر اللام ليست مظلَمة - من كانت عنده مظلِمة لأخيه في مالٍ أو عرضٍ فليتحلل منه اليوم ، قبل أن يكون يومٌ لا درهم فيه ولا دينار)..
فالمستحب أن تتحلل ممن ظلمته في عرضه أو في ماله ، فتقول لأخيك أنا أخطيت في حقك حللني .
ويستحب أن يعفو من طلب منه التحليل عن من ظلمه فلا يستفصل منه ، فيقول ماذا قلت ؟ إيش قلت في ؟ وش اللي تعديت ؟ وش اللي صاير منك ؟
فيستحب لمن أتاه قال له حللني أن يقول له: حللك الله وأباحك مما عملت. والله جل وعلا يتولى جزاء من عفا عن من ظلمه .
فهذه من صفات المؤمنين ، أما من مات من أموات أهل التوحيد ، أموات أهل الإيمان فتقول له ، تقول حلله الله ، اللهم حلله ، لعله ينجو بذلك أو يخف عليه الحساب ، والمؤمنون يحب بعضهم بعضاً وإن كان المؤمن قد يغلط وقد يعصي، وقد يحصل منه لكن قلب المؤمن على إخوانه فلا يحب أن تكثر عليهم الذنوب .

أحياناً يكون الظلم عظيماً ، ورد القول السيئ بمثله جائز، لكن ليس هو الأفضل كما قال الله جل وعلا "لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ" يعني من ظُلِمَ فإن الله جل وعلا أباح أن يُجْهَرَ له بالسيء من القول من جهة الجزاء .
لكن هل هو الأفضل ؟
لا ، إنما الأفضل أن يعفو الرجل عن من ظلمه ، وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال (وما ازداد عبدٌ بعفوٍ إلا عزاً) فالذي يعفو لا يظن أنه ينقص بل هو يعتز يُظْهِرْ الله جل وعلا له مناراً لأنه تخلص من حظ نفسه وفعل ما ندبه الله جل وعلا إليه .


شــــــرح الواسطية 2/ 652 ـ 653.


المصدر: منتديات نور اليقين
 

رد مع اقتباس