قوله : (( وهو إفراد الله بالعبادة ، وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو : دعوة غيره معه ، والدليل قوله تعالى : ) اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ( [ سورة النساء ] ))
الشرح : وأعظم ما نهى عنه الشرك ، وهو دعوة غيره معه .
س / هل الشرك دعوة غيرة معه أو أعم من الدعوة ؟
جـ / الشرك أعم من الدعوة والدعاء نوع معين من أنواع العبادة إذاً لو قال وعبادة غيره معه لكان أولى وأشمل ليشمل الدعاء وغير الدعاء كالذبح والنذر وغير ذلك بدليل الآية التي يستدل بها وهي قوله تعالى : ) واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ( في عبادته في الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر والتوكل والرهبة والرغبة وغير ذلك من أنواع العبادة هذا تفصيل جزئي .
قوله : (( فإذا قيل لك ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها ؟ ))
الشرح : ثم أراد الشيخ أن يفصل كل ما تقدم فقال : فإذا قيل لك ما الأصول الثلاثة ؟ الأصول جمع أصل ، والأصل ما يبنى عليه غيره فجميع واجبات الدين تنبني على هذه الأصول الثلاثة من صلاة وزكاة وصيام وحج وغير ذلك ، كل تنبنى وترجع إلى هذه الأصول الثلاثة .فإذا قيل لك ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها والتي سبق تفصيلها .
قوله : (( فقل معرفة العبد ربه ونبيه محمد r ))
الشرح : فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد r فقد سبق تفصيلها راجع ما تقدم .
قوله : (( فإذا قيل لك من ربك ؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته ))
الشرح : فإذا قيل لك من ربك ؟ فقل ربي الله الذي أعبده هو ربي لأنه لا يستحق العبادة إلا الرب أي إلا الخالق المربي ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وبذلك استحق العبادة ، أما الذي لا يخلق ولا يرزق ولا يربي لا يستحق العبادة ، عبادته ظلم . ربى جميع العالمين بنعمته : النعمة إذا أضيفت تشمل ، ) وإن تعدوا نعمة الله ( ، أي بنعم الله ربى جميع العالمين بنعمه التي لاتعد ولا تحصى نعمة الإيجاد ، نعمة الهداية ، نعمة الإسلام ، نعمة الإيمان ، نعمة الأمن والأمان وغير ذلك .
قوله : (( وهو معبودي ليس لي معبود سواه ، والدليل قوله تعالى:) الحمد لله رب العالمين ([ الفاتحة : 2 [ ))
الشرح : وهو معبودي ليس لي معبود سواه : الأنسب هنا أن تكون فاء الفصيحة فهو إذاً معبودي ، إذا كان هو الذي خلقني ورباني وربى جميع العالمين بنعمه فهو معبودي ليس لي معبود سواه ، فهو وحده معبودي ، تعريف جزئي الإسناد يدل على الحصر فهو المبتدأ معرفة ، معبودي الخبر معرفة لأنه أضيف إلى ياء المتكلم فهو معبودي ، فهو وحده معبودي ، لا أعبد إلا إياه ، ولذلك فسر الجملة الثانية ، تعتبر جملة تفسيرية ليس لي معبودٌ سواه ، ومن عبد غير الرب الخالق المربي للعالمين بنعمه فقد ظلم لأنه وضع العبادة في غير موضعها ، والظلم وضع الشئ في غير موضعه ، ما الدليل على كل ذلك قوله تعالى : ) الحمد لله رب العالمين ( خالق العالمين مربي العالمين .
قوله : (( وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم ))
الشرح : ما هو العالم ؟ العالم كل ما سوى الله ، وأنا واحد من ذلك العالم فالله سبحانه وتعالى هو الذي يستحق العبادة وحده لأنه هو المنعم المتفضل على العالم .
قوله : (( فإذا قيل لك بم عرفت ربك ؟ فقل بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ومابينهما ، والدليل قوله تعالى:)ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لاتيسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون([ فصلت : 37 ] ))
الشرح : فإذا قيل لك بم عرفت ربك ؟ ما الدليل وما هي العلامات وما هي الآيات التي عرفت بها ربك لأن الله سبحانه وتعالى احتجب في هذه الدنيا لايرى { فإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا } إذاً الإيمان بالله تعالى من الإيمان بالغيب لأنه غائب عن نظرك ، إن كان شاهداً معك لا يغيب عنك بعلمه وسمعه وبصره فهو معك ، وهذه معية خاصة أو معية معنوية غير حسية لكنه حساً فهو غائب عنك ، لذلك فالإيمان بالله من الإيمان بالغيب يحتاج علامة وأدلة تدل على وجود الله تعالى ما هي ؟ فإذا قيل لك بم عرفت ربك ؟ فقل بآياته ومخلوقاته ، بآياته ومخلوقاته عطف خاص على العام ، والآيات تشمل الآيات المخلوقة والآيات المتلوة ، والمخلوقات أخص ، فمن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ، هذه آيات مخلوقة وعلامات وجود الرب سبحانه وتعالى ، وقدرته وإرادته وعلمه وعزته وسمعه وبصره ، ( ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع ) ، هذه مخلوقات وفي الوقت نفسها آيات لافرق بين هذه الآيات والتي قبلها ومن فيهن وما بينهما .
والدليل قوله تعالى : ) ومن آياته الليل والنهار ( ، ومن آياته الدالة عليه الليل والنهار )الشمس والقمر () لا تسجدوا للشمس ولا للقمر ( لأنهن من المخلوقات ) واسجدوا لله الذي خلقهن ( ، هو الذي يستحق السجود ) إن كنتم إياه تعبدون ( وقوله تعالى : ) إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار ….. الآية ( ، هذه الآية أول آية من الآيات السبع التي تدل على استواء الله على عرشه أول الآيات التي تدل على استواء الله هي هذه الآية في سورة الأعراف ، والثانية في سورة يونس ، والثالثة في الرعد ، والرابعة طـه ، والخامسة الفرقان ، والسادسة سورة السجدة ، والسابعة سورة الحديد ، الآيات السبع في هذه السور السبع هي التي تدل على استواء الله تعالى استواءً يليق به على عرشه ، وأما الأدلة الأخرى الكثيرة التي تدل على علو الله تعالى فهي أيضاً دليل آخر على هذا الاستواء لأن الاستواء علو خاص بالعرش ، وطلاب العلم يفرقون بين العلو والاستواء ، الاستواء صفة فعلية لذلك تجددت ، أما العلو فصفة ذاتية ثابتة دائمة ثبوت الرب سبحانه وتعالى لاتفارقه أي لا يزال الله في علوه دائماً وأبداً حتى نزوله إلى سماء الدنيا في آخر كل ليلة ، وحتى في وقت مجيئه يوم القيامة لفصل القضاء فهو لا يزال في علوه .العلو صفة ذاتية ثابتة قديمة قدم الذات ، وأما الإستواء فصفة فعل ، الإستواء علو خاص بالعرش ، وأما العلو فهو علو الله تعالى على جميع مخلوقاته وأنه بائنٌ من خلقه بذاته ليس في ذاته شئ من مخلوقاته ، ولا في مخلوقاته شئ من ذاته لهذا يعرف الرب سبحانه وتعالى ويميز من جميع المخلوقات ، وأما القائلون بأن الله في كل شئ وفي كل مكان لم يعرفوا ربهم بعد ، فليتعلموا من جديد فليطلبوه في علوه وليدعوه في علوه وليجهروا بأسمه في علوه ويخافوه من فوقه بذلك يعرفون ربهم وفوق ذلك فهم مضطربون غير عارفين بربهم
) ألا له الخلق والأمر ( الخلق له هو الخالق وحده ، والأمر له هو الآمر وحده ) تبارك الله رب العالمين ( .
قوله : ((وقوله تعالى : )إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ([ الأعراف : 54 ] والرب هو المعبود ، والدليل قوله تعالى : ) ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون % الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ( [ البقرة : 21 ـ 22 ] ))
الشرح : الرب هو المعبود ليس معنى هذا تفسير الربوبية بالعبودية ، بل يريد أن يقول الشيخ والرب هو المستحق للعبادة لكونه رباً خالقاً ـ أي يريد أن يستدل بالربوبية على الأولوهية كما تقدم في الآيات ـ ، وإلا الرب بمعنى الخالق المربي والمعبود الآله بمعنى المعبود ، نفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد العبادة ، نستدل دائماً بتوحيد الربوبية على توحيد العبادة ، وهذا ما أراده الشيخ رحمه الله . والدليل قوله تعالى : ) ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم ( ، هذا هو وجه الإستدلال اعبدوا لأنه هو الذي خلقكم ، أما الذي لا يخلق ولا يرزق فلا يستحق العبادة .) اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون % الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ( إذا كان الأمر كذلك لا تجعلوا لله أنداداً ، إذا كان هو الذي فعل ذلك وأنفرد بهذه الأفعال بأفعاله هكذا الذي تقدم ذكرها إذاً لاتجعلوا له أنداداً تحبونهم كحب الله وتعبدونهم كما تعبدون الرب الخالق تعبدون مخلوقاً مثلكم وهو لم يخلق ولم يرزق بل هو نفسه خُلق وبحاجةٍ إلى من يرزقه إلى ربه سبحانه .
قوله : (( قال أبن كثير رحمه الله << الخالق لهذه الأشياء المستحق للعبادة >> ))
الشرح : قال ابن كثير رحمه الله تعالى : الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة يقرر ماقلنا ، هذا اسلوب القران وهوالاستدالال بتوحيد الربوبيه على توحيد العبادة
قوله : (( أنواع العبادة التي أمر الله بها مثل الإسلام والإيمان والإحسان ))
الشرح : قال الشيخ رحمه الله وأنواع العبادة التي أمر الله بها أنواع مبتدأ وخبر محذوف تقديره كثيراً ، ثم قال مثل الإسلام بإمكانك أن تجعل مثل الإسلام والإيمان والإحسان …. الخ ، هو الخبر ولكن فيه ركة في المعنى ، والمعنى الواضح هو أن تقرر الخبر والإيجاز بحذف الأخبار اسلوب عربي معروف ، وأنواع العبادة التي أمر الله بها كثيرة ، مثل الإسلام وهو الاستسلام أي الأعمال الظاهرة ، ومثل الإيمان إذا ذكر الإسلام والإيمان معاً ، كما هنا وكما في حديث جبرائيل يفسر الإسلام بأعمال والجوارح والإيمان بأعمال القلوب ، أعمال الجوارح من العبادة ، من صلاة وزكاة وغير ذلك وأعمال القلوب من خشية ومحبة ورضى ومراقبة ، كل ذلك من الأعمال القلبية التي هي من شعب الإيمان ، والإحسان أدق من الإيمان وأخص ، الإسلام أشمل ثم الإيمان ثم الإحسان ، وسيأتي الكلام على كل مرتبة عند ذكر مراتب الدين الإسلامي الحنيف .
قوله : (( ومنه الدعاء ))
الشرح : ومنه ضمير يعود على العبادة ، والصحيح والصواب أن يقال ومنها أي ومن أنواع العبادة وهذا من تصحيح الألفاظ ، يقولون المعاني تحت المباني ، ولا بد من تصحيح المباني وعندما نصحح الألفاظ ليس معنى ذلك تعقيباً على الشيخ لأن الكتاب طبع عدة مرات والأخطاء المطبعية واردة ، وخصوصاً في هذا الوقت ، ومنها أي ومن العبادات الكثيرة الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة …….. الخ ، الدعاء الدليل على ذلك { الدعاء هو العبادة } ، { والدعاء مخ العبادة } ، والشيخ سوف يستدل بالدعاء مخ العبادة ، وأصح منه الدعاء هو العبادة ، ولكن المعنى واحد ، والدعاء مخ العبادة كما ذكر أهل العلم أنه ضعيف الإسناد، ولكنه صحيح من حيث المعنى لأن الحديث الثاني يشهد له والمعنى سليم ، والدعاء مخ العبادة ، والدعاء هو العبادة ولفظه هو العبادة ، قد تكون أقوى لأنه تعريف جرئئ الإسناد وتعريف جرئي الإسناد عند أهل البلاغة يفيد الحصر والقصر أي الدعاء وحده هو العبادة ، لأن الدعاء يدخل فيه دعاء طلب ودعاء مسألة كل العبادات الصلاة دعاء والزكاة دعاء والحج دعاء والصيام دعاء ، هذا دعاء عبادة ، وهنا دعاء طلب مثل اللهم أغفر لي وارحمني كل ذلك داخل في قوله دعاء .
قوله : (( والخوف ))
الشرح : والخوف ينقسم إلى قسمين : خوف عبادة وخوف طبيعي ، خوفك من الأسد وخوفك من العدو وتهرب منه خوف طبيعي ، وقد تخرج من بلدك خوفاً من جبار أو عدو هذا الخوف خوف طبيعي ، وليس خوف عبادة ، ولا يؤثر ، وإنما خوف العبادة كخوف المريد والدرويش ومن الشيخ ، شيخ طريقته يخاف منه من سره يخشى أن يطلع الشيخ على ما في ظميره فيضره في إيمانه وفي نفسه وفي أهله وماله وربما يخاف من الشيخ أن يسلب إيمانه أي الدراويش ، والمريدين يؤمنون بمشايخهم أشد من إيمانهم بالله رب العالمين ويخافون من شيوخهم أشد من خوفهم من الله يفعلون ما يشاؤن مما يسخط الله ولا يبالون اعتمادا على سعة رحمة الله يقولون الله أرحم الراحمين يغفر ولكن الشيخ أبداً لا يرحم إذا اطلع على ما في ضميرك أبداً لا يرحمك . أين الإيمان أين الإسلام مع هذا الاعتقاد ؟ ، وهذا الذي تقوله ليس من أساطير الأولين ، في كثير من الأقطار يجلس المريد أمام الشيخ جلسة الكلب أمام سيده مطأطئً رأسه على الأرض خائفاً يكاد أن يضع يده على قلبه ، ليحافظ على ما في صدره لعل لا يصدر بقلبه خاطر لايرضي الشيخ فيهلك هذا خوف العبادة الذي هو الشرك الأكبر من بلغ به الخوف من الشيء إلى هذه الدرجة فهو مشرك شركاً أكبر [ وإن ] صلى و صام .
قوله : (( والرجاء ))
الشرح : والرجاء . موقفهم من الرجاء كموقفهم في الخوف تماماً .
قوله : (( والتوكل ))
الشرح : والتوكل وهو الاعتماد على الله ، والرجاء أن يرجو الإنسان من الله مالا يقدر عليه غيره يرجوه ويسأله ويطلب منه طلبات ويتوكل عليه ويعتمد عليه اعتماداً كلياً ، ولانقسم التوكل كما قسمنا الخوف ، لا يجوز التوكل بغير الله إطلاقاً ، التوكل والحسب خاص بالله تعالى ، ولكن التوكل لا يمنع باستعمال الأسباب ، مزاولة الأسباب المباحة بل العبد مأمور بمزاولة الأسباب المشروعة كالتغرب لطلب العلم والزواج لطلب الولد ، وان يعمل في التجارة والزراعة لطلب الرزق ، ولكن لا يعتمد على هذه الأسباب يعتمد على الله سبحانه وتعالى في نجاح هذه الأسباب ، وأما ترك الأسباب والتمني على الله أن الله يرزقه ولداً صالحاً وهو لا يتزوج ويتعلم يجلس في بيته ليل نهار فيخرج على الناس أعلم أهل بلده هذه عبودية كاذبة مخالفة لسنة الله في خلقه لابد أن يعمل الأسباب ويتوكل على الله سبحانه وتعالى بنجاح تلك الأسباب ولا يجوز الاعتماد على تلك الأسباب .
قوله : (( والرغبة والرهبة ))
الشرح : والرغبة والرهبة ، الرغبة في الخير ، والرهبة في الشر ، لا ترغب إلا بالله ولا ترهب إلا من الله .
قوله : (( والخشوع والخشية والإنابة ))
الشرح : الخشوع والخشية متقاربان ، والإنابة والتوبة والرجوع إلى الله كل ذلك خاص بالله تعالى الذي يخشى ويخشع له ويخضع له ويتذلل له هو الله وحده .
قوله : (( والإستعانة ))
الشرح : الاستعانة . وقد تنقسم الاستعانة إلى جائز وغير جائز ، كطلب الاستعانة بغيرك فيما يقدر عليه كأن تطلب من غيرك رفع المتاع على سيارتك جائز لأنك طلبت فيما يقدر عليه ، ولكن إذا طلبت منه مالا يقدر عليه إلا الله فهذا هو الشرك ، والاستعاذة كذلك .
قوله : (( والإستغاثة ))
الشرح : والاستغاثة كذلك تطلب من إنسان ليحميك لتدخل البيت وتستغيث برجال الإطفاء ( الإسعاف ) فيما يقدرون عليه جائز ، لكن تستغيث بالله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، وأما تستغيث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله تلتجئ إلى غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله هنا الشرك .
قوله : (( والذبح ))
الشرح : والذبح . الذبح نوعان : ذبح عادة وذبح عبادة ، ذبح العادة كذبحك شاةً لتأكل لحماً أو تكرم ضيفك ليس هذا هو المراد ، إنما الذبح الذي تذبحه تقرباً كالأضحية والهدايا والعقيقية ، لو صرفت شيئاً من ذلك كما يفعله جهال الحجاج فيما بلغنا من جهال الحجاج عندما يرجع من الحج بالسلامة بدل أن يشكر الله ويطعم عباد الله يأخذ الكبش فيهرول إلى قبر الشيخ ويذبحه هناك ، وكأن الشيخ في هذه الرحلة هو الذي حفظه وهو الذي رده بالسلامة إلى بلده ما قيمة هذا الحج ؟!! لا قيمة له لأنه لم يؤمن بعد .