عرض مشاركة واحدة
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 4 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,276 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 01-24-2014 - 09:59 PM ]

قوله : ((ودليل الإنابة قوله تعالى : ) وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له ( [ الزمر : 54 ] ))
الشرح : ) وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له ( الإنابة الرجوع والتوبة إلى الله وتسليم الأمر لله كل ذلك لا يكون إلا الله .
قوله : (( وفي الحديث : { إذا استعنت فاستعن بالله } ))
الشرح : ودليل الاستعانة قوله تعالى : ) إياك نعبد وإياك نستعين ( فرق بين إياك نعبد ونعبد إياك ، فرق بين إياك نستعين ونستعين إياك ، تقديم المعمول الذي هو إياك في الفعلين يفيد الحصر ، إياك وحدك نعبد لا نعبد غيرك ولا نعبد أحداً سواك وإياك وحدك نستعين لا نستعين إلا بك ، وتقدم التفصيل في الاستعانة يجوز للإنسان أن يستعين بغير الله فيما يقدر عليه ، ذلك الغير كأن يطلب منه أن يعينه على رفع متاعه على دابته أو على سيارته أو رفع سوط له سقط على الأرض كل هذا جائز ، ومثل أن يرفع له القلم وغير ذلك من الأمور المعروفة . وفي الحديث { إذا استعنت فاستعن بالله } فيما لا يقدر عليه إلا الله ، وإذا استغثت فاستغث بالله .
قوله : ((ودليل الاستعاذة قوله تعالى : ) قل أعوذ برب الناس ( [ الناس : 1 ] ))
الشرح : ودليل الاستعاذة قوله تعالى : ) قل أعوذ برب الناس ( ، الاستعاذة بمعنى اللجوء والالتجاء ، قد يلتجأ الإنسان إلى غير الله فيما يقدر عليه في ذلك كأن يلتجأ إلى عظيم من العظماء ليحميه من عدوه ويدخل بلده أو يمر في بلده ، ومثل هذا جائز .
قوله : ((ودليل الاستغاثة قوله تعالى : ) إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ( [ الأنفال : 9 ] ))
الشرح : ودليل الاستغاثة قوله تعالى : ) إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ( وهذا واضح .
قوله : (( ودليل الذبح قوله تعالى : ) قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ( [ الأنعام : 162 ـ 163 ] ،ومن السنة : { لعن الله من ذبح لغير الله } ))
الشرح : ودليل الذبح قوله تعالى : ) قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ( الشاهد ونسكي ، النسك هو الذبح ويتقرب العبد بالنسك لله سبحانه وتعالى كالذبح يوم العيد بذبح الهدي والأضحية ، وكذلك السنة المشروعة في العقيقية هذه من أنواع الذبائح التي تعتبر عبادة ولو ذبح شاة لأولاده أو لضيوفه لا يعتبر ذلك عبادة أي ليس كل ذبح عبادة إنما الذبح الذي يقصد به التقرب لا يكون إلا لله .
ما معنى صرف الذبح لغير الله تعالى ؟ وهذا شئ معروف لدا جمهور عوام المسلمين إلى يومنا هذا كثير منهم إذا سافر أو رجع من السفر بالسلامة ولا سيما في سفر الحج بادر بكبشة إلى الشيخ إما يذبحه في بيته باسم الشيخ ومحبة للشيح وتقرباً إلى الشيخ أو يأخذه إلى ضريحه فيذبحه عند الضريح مما زاد الطين بله ، وهذه الذبائح لا يحل أكلها ولو قال عند قطع الرقبة باسم الله طالما تقرب بهذه الذبيحة إلى غير الله التلفظ بالبسملة كلمة جوفاء يقولها عند قطع الرقبة بسم الله لا تفيده لأنها لا تفيده لأنها إنما ذبحت لغير الله فليفهم هذا جيداً ، ومن تقرب بذبيحة من الذبائح سواء ذبحها في بيته أو عند قبر الشيخ طالما أخذ ونوى التقرب بهذه الذبيحة إلى غير الله تعالى فهي جيفة ميته
ومن السنة : { لعن الله من ذبح لغير الله } الذبح لغير الله لا يستشكل إلا كثيراً في شبابنا الذين نشأوا في الإسلام ولا يعرفون شيئاً من ذلك ، لكن من يصغي إلى الخارج وما الذي يجري في كثير من الأقطار أن أكثر التقرب إلى المشائخ بسببه .
قوله : ((ودليل النذر قوله تعالى : ) يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ( [ الإنسان : 7 ] ))
الشرح : ودليل النذر قوله تعالى : ) يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ( النذر عبادة غريبة بمعنى لم يحث الشارع على النذر بل حث على عدم النذر { إن النذر لايأتي بخير } وإنما شيء يخرج الله به من يد البخيل ، البخيل الذي لا يتصدق يخرج الله من يده بالمرض مثل أن يمرض أو يمرض ولده فيقول : إن شفى الله مريضي أو إن رد الله علىّ ظالتي أو نجح ابني في الدور الأول أذبح لله تعالى كبشاً أطعم الفقراء كان بخيلاً لا يجود ، لكي يذبحه ويطعم به الفقراء أخرج الله من يده هذا الكبش بهذا النذر إذاً النذر لا يأتي بخير ووجه غرابته وندارته ومخالفته لسائر العبادات لم يحث الشارع على النذر ولكن أوجب الوفاء من نذر وجب عليه الوفاء { من نذر أن يطيع الله فليطعه } ، لكن ابتداء ليس محل الحث ، ولكن عند الإيفاء واجب ايفاء النذر .
قوله : ((الأصل الثاني : معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو : الاستسلام لله بالتوحيد ))
الشرح : قال المؤلف رحمه الله : الأصل الثاني معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والخلوص من الشرك ، تعريف الإسلام : هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد ، بمعنى إذا ذكر الإسلام وحده هكذا يدخل معه إيمان القلب ، الإسلام والإيمان إذا ذكرا معاً يفرق بينهما في المعنى كما في حديث جبرائيل يفسر الإيمان بأعمال القلوب ويفسر الإسلام بأعمال الجوارح ، ولكن إذا ذكر الإسلام وحده دخل معه الإيمان ، وإذا ذكر الإيمان وحده دخل معه الإسلام ، لذا يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب هنا : الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد أول شيء الاستسلام لله بالتوحيد وبالأفراد ، إفراد الله تعالى بالعبادة يعتبر إسلاماً ويعتبر إيماناً ، كما تفرد الله سبحانه وتعالى بأفعاله بالخلق والرزق والإحياء والاماته والاعطاء والمنع يجب إفراده سبحانه وتعالى بأفعال العباد بالدعاء والاستغاثة والنذر وغير ذلك من الأمور التي تقدم ذكرها هذا يسمى إسلاماً ويسمى إيماناً ، والانقياد له بالطاعة أشار هنا إلى أفعال الجوارح ، الاستسلام له بالتوحيد أعمال القلوب لأن أصل التوحيد ينبعث من الإيمان في القلب لذلك العقيدة جانب مهم من الإيمان ومن يدعي الإيمان وهو لا يحقق العقيدة إيمانه دعوى لأن العقيدة الجانب المهم من الإيمان لأن الإيمان اعتقاد بالقلب وعمل الجوارح ونطق باللسان ، الاعتقاد بالقلب هو الذي يسمى عقيدة وهو الإيمان لذلك ليست العقيدة مادة خاصة يدرسها طلاب العلم المنتسبون إلى الجامعات والمعاهد بل العقيدة علم لايستغنى عنها أي مسلم ومسلمة .
قوله : (( والانقياد له بالطاعة ))
الشرح : والانقياد له بالطاعة ، طاعة الله تعالى وطاعة الرسولr فرسول الله له الطاعة المطلقة غير المقيدة ، وطاعة غيره من المخلوقين مقيدة كطاعة ولاة الأمور وطاعة الوالدين هذه مقيدة ، أما طاعة الرسول r طاعة مطلقة ) أطيعوا الله وأطيعوا والرسول ( ، عطف طاعة الرسول r على طاعة الله تعالى وأعاد الفعل ) وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ( وعند ذكر أولي الأمر لم يعد الفعل ، لأن طاعتهم تابعة لطاعة الله تعالى وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام أما إذا أمر الرسول أو نهى لا نبحث أو موجود ذلك في الكتاب نطيعه طاعة مطلقة ولو لم يرد المأمور به على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام في القرآن ولو لم يرد المنهي عنه على لسان الرسول r في القرآن وجبت علينا طاعته هذا هو معنى الطاعة المطلقة وأمثلة ذلك يعرف من يدرس الأحكام الفقهية لأن في الأحكام أحكام جاءت في الكتاب وهناك أحكام انفردت بها السنة ولا فرق بينهما كذلك في باب الأسماء والصفات ، صفات اتفقت عليها نصوص الكتاب والسنة وصفات جاءت في السنة فقط ولم يأتي ذكرها في الكتاب لانتوفق عند تطبيقها على ورودها في الكتاب وهذه نقطة مهمة يجب أن يعلمها طلاب العلم لألا يظنوا أن السنة قد لا تنفرد بل السنة قد تنفرد ، السنة تأتي موافقة وتأتي مؤسسة وتأتي مؤكدة .
قوله : (( والبراءة من الشرك وأهله ))
الشرح : الخلوص من الشرك لأن التوحيد إذا لم يكن خالصاً لله لا يقبل كذلك الطاعة إذا لم تكن خالصة لله لاتقبل لأن الله أغنى الشركاء كما أخبر عن نفسه في الحديث القدسي : { أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه } ، الأعمال لاتقبل إلا إذا كانت خالصة ، والتوحيد لا يقبل إلا إذا كان خالصاً إذاً الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله وأن يكون ذلك خالصاً لله تعالى هذا هو الإسلام وهذا هو الإيمان .
قوله : ((وهو ثلاث مراتب : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ))
الشرح : ثم قال الشيخ رحمه الله : وهو ثلاث مراتب ، وهو الدين الضمير يعود على الإسلام ، وهو أي الدين الإسلامي الذي جاء به الرسول r ثلاث مراتب : المرتبة الأولى : الإسلام ، والمرتبة الثانية : الإيمان ، والمرتبة الثالثة : الإحسان . والإسلام أوسع لأن الإسلام هو الاستسلام الظاهري قد يدخل فيه إسلام المنافقين والإيمان أضيق وأخص لأن الإيمان لابد أن يكون هناك تفريق في القلب زيادة على الإسلام الظاهري ، والإحسان أدقهما أي الإحسان الإتقان المحسنون خلص المؤمنون إذا وصل الإنسان إلى درجة الإحسان كان مسلماً مؤمناً إزداد زيادة بزيادة الأعمال حتى قوي إيمانه وارتقى وقوي ووصل إلى درجة من شدة مراقبة الله تعالى أنه يعبد الله كأنه يشاهده تؤثر فيه مراقبة الله ومحبة الله وخشية الله إلى درجة أنه يعبده كأنه يراه فيشاهدة إيماناً منه بأنه يطلع عليه الله دائماً وأبداً فالله يراه ويسمعه ويعلم منه كل شيء ، الوصول إلى هذه الدرجة ليست بالحكاية كما نحكي ، ولكن بالعمل ، وقل من يصلون إلى هذه الدرجة ، درجة الإحسان لا يصل المرء إلى هذه الدرجة إلا بالعلم واليقين والصبر لذلك نحث شبابنا الطبيين الذين يرغبون كثيراً في الجهاد ويقولون في هذه الأيام ما العلم وما العلم ، الجهاد الجهاد ، نصيحتنا لهم هذا غرور وخديعة شيطانية أيما فكرة وأيما جماعة وأيما شخص يحثك على ترك العلم والاندفاع إلى الجهاد يزين لك ما ظاهره عملاً صالحاً وليس بصالح لاتعرف درجة المجاهدين ولاتصل إلى درجة المجاهدين ودرجة الإحسان والقرب من الله إلا بالعلم . العلم هو الطريق قد يزين لك بعض الناس الجهاد وتنقطع عن العلم فتمر سنة سنتين الجهاد الجهاد لا جاهدت ولا تعلمت ، هذا واقع كثيرٌ من الشباب تزيين من الشيطان اجتهد في تحصيل العلم وفي بعض الفرص اذهب فجاهد تدرب أولاً وتعلم ثم جاهد هكذا يفعل كثيرٌ من الشباب المخلصين الذين نرجو أن يكونوا مخلصين وهم يجاهدون من وقتٍ لآخر في صمت تام ، دون جعجعة ، أما اتخاذ الجهاد شعاراً أجوف ـ الجهاد الجهاد ـ هكذا كان يفعل بعض الناس ولما اندلعت الحرب في أفغانستان وقام الجهاد انكشفوا تلك ظاهرة حقيقية لا يعلمها إلا المجربون ، واسألوا المجربين ، لا تتخذوا الجهاد شعاراً أجوف الجهاد عمل صالح ذروة سنام الإسلام ليس معناه ألفاظ جوفاء ومظاهرات وإعلانات لا ، جاهد في سبيل الله سراً اذهب حيث يوجد الجهاد فجاهد وأنت صامت لا يعلم ذلك إلا الله .



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس