عرض مشاركة واحدة
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 5 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,276 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 01-24-2014 - 10:01 PM ]

قوله : (( كل مرتبة لها أركان ))
الشرح : وكل مرتبة لها أركان ، فأركان الإسلام خمسة أخذاً من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : { بني الإسلام على خمس شهادة أن لاإله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام } خذ الشيخ من هذا الحديث فقال أركان الإسلام خمس شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، الشهادة الإعلان والنطق باللسان ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام .
قوله : ((فأركان الإسلام خمسة : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة وإتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ،فدليل الشهادة قوله تعالى : ) شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم ([ آل عمران : 18 ] ))
الشرح : فدليل الشهادة قوله تعالى : ) شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائماً بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم ( الله سبحانه وتعالى شهد لنفسه بالتوحيد ، وشهدت له الملائكة وشهد له المؤمنون .
قوله : ((ومعناه : لا معبود بحق إلا الله )) معناها لا معبود بحق إلا الله ، وتقدير لا معبود بحق أمر ضروري ومن يقول لا معبود إلا الله دون تقدير إما بحق أو حق يخطئ لا يفهم معنى لا إله إلا الله لأن معنى ذلك ينفي وجود المعبودات مطلقاً وهذا خلاف الواقع ، المعبودون موجودة في كل وقت ، ولكن المعبود بحق هو الله وحده هذا معنى أن الشهادة تشتمل على الكفر والإيمان ـ الكفر بما يعبد وبمن يعبد من دون الله ، والإيمان بعبادة الله وحده لا معبود بحق إلا الله وحده وأما من عبد وما عبد منذ أن عبدت الأصنام والأوثان إلى يوم الناس هذا عبادتهم باطلة وهم في اللغة يطلق عليهم آلهة كلها آلهة ، والعرب كانت تسميهم آلهة والناس اليوم لما جهلوا اللغة [ لا ] يسموهم آله ، يسمونهم مشايخ والصالحين والأولياء والأضرحة والمقامات أسماءٌ مغيرة فهي آله ، كل ما عبد من دون الله ولو حجراً أو شجراً أو شيطاناً أو ولياً لا فرق أي لا فرق بين أن يعبد الإنسان صالحاً أو يعبد شيطاناً أو طالحاً كلها آلهة بالباطل لا تستحق العبادة ولو كانوا من الصالحين .
قوله : (( ( لاإله ) نافياً جميع ما يعبد من دون الله ))
الشرح : قال الشيخ رحمه الله : ( لاإله ) نافياً أي لاإله حال كونك نافياً ، نافياً حال ، نقول أيها الموحد لاإله نافياً جميع ما يعبد من دون الله من الصالحين والطالحين والجمادات والمتحركات كلهم عبادتهم باطلة ، مثبتاً تقول ( إلا الله ) أي تقول إلا الله مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته وقد تقدم ذكر أنواع العبادة بالتفصيل فلا داعي للإعادة كما أنه ليس له شريك في ملكه هذا استدلال من الشيخ أخذاً بطريقة القرآن التي تقدمت الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد العبادة .
قوله : (( ( إلا الله ) مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه لآشريك له في ملكه ))
الشرح : قال رحمه الله : لا شريك له في عبادته كما أنه لا شريك له في ملكه لا أحد يستطيع أن يقول له [ إنه ] شريك في ملكه ، خلق معه يرزق معه .
قوله : (( وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى : ) وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه أنني برآء مما تعبدون %إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ( [ الزخرف : 26 ـ 28 ] ))
الشرح : وتفسيرها الذي يوضحها يريد أن يقول الشيخ : هذه الكلمة تفسرها آيات قرآنية كثيرة وذكر منها بعضها تفسير لاإله إلا الله في القرآن آيات قرآنية تفسر لاإله إلا الله ومنها قوله تعالى : ) وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني برآء مما تعبدون % إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون %( هذه الأمة هي معنى لاإله إلا الله حتى في الترتيب ) إنني برآء مما تعبدون ( تقابل لاإله ، ) إلا الذي فطرني ( تقابل إلا الله فقدم البراءة قبل الإثبات والإيمان ) فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ( وهذه الآية من عقب إبراهيم عليه السلام لأنه أبو الأنبياء فبقيت الكلمة في جميع الأنبياء وفي آخر الأمة هذه الأمة بقيت كلمة لاإله إلا الله بمعناها ومن الآيات التي تفسر لاإله إلا الله .
قوله : (( وقوله تعالى : ) قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون ( [ آل عمران : 64 ] ))
الشرح : قوله تعالى : ) يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبدوا إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون ( ، ألا نعبد إلا الله بمعنى لاإله إلا الله ولا نشرك به شيئاً أي وحده وهي كلمة لاإله إلا الله تماماً . ) ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ( من أطاع العلماء أو المشايخ أو المتبوعين أو حتى مشايخ القبائل من أطاعهم في سوالفهم الجاهلية البدوية في التحليل والتحريم فقد اتخذهم أرباباً من دون الله لا تظنون عندما نقول الكفر بغير ما أنزل الله كفرٌ أن المراد بأن غير ما أنزل الله القوانين المستوردة من الخارج فقط لا ، ولو حكم الإنسان بالعادات والتقاليد والسواليف المحلية في التحليل والتحريم لفرق بين ذلك وبين القوانين المنظمة التي تستورد من الخارج من الشرق والغرب طالما صدر الحكم بغير ما أنزل الله فهو حكم جاهلي فهو كفر قد يقع أهل البادية في كثير من الأقطار في التحليل والتحريم بسوالفهم من حيث لا يشعرون ويقعون في الحكم بغير ما أنزل الله في بعض الأقطار مثلاً الإرث خاص بالرجال وفي بعضهم الإرث للولد البكر فقط هو الذي يرث الأب المال كله له وفي بعض الأقطار تحليل بنت العم وبنت الخالة وبنت العمة جائزة ، وهكذا تجد سواليف وعادات تحرم وتحلل ومشايخ القبائل هم الذين يحكمون في ذلك على جهل وإعراض عما جاء به الرسول r كل ذلك حكم بغير ما أنزل الله ومن الطواغيت . ) ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ( .
قوله : (( ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى : ) لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ( [ التوبة : 128 ] ))
الشرح : قال المؤلف رحمه الله تعالى : ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى : ) لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم …الآية( ، رسولٌ من أنفسكم يختلف علماء التفسير هل الخطاب للعرب أو لجميع المسلمين ؟ الجمهور أن الخطاب للعرب لأنهم أول من وفد عليهم الإسلام وهم يعتبرون أساتذة لغير المسلمين لغير العرب أي المسلمون من غير العرب تابعون للعرب لذلك إذا عز العرب وتمسكوا واهتدوا الناس تبعٌ لهم وإذا انحرفوا الناس تبعٌ لهم أيضاً في الانحراف وهذا واقع . ) لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم ( من جنسكم ليس بملك ولا بجني ولو كان كذلك لاستوحشتم منه ، ولكن رحمه منه سبحانه وتعالى ولإقامة الحجة عليكم جعله منكم يتكلم بلغتكم تعرفون من هو وأبن من هو ، ومن أي قبيلة ومن أي بلد تعرفون منه كل شيء ) عزيزٌ عليه ما عنتم ( يعز عليه ما يوقعكم في العنت ، ) حريصٌ عليكم ( حريص على هدايتكم وعلى إيمانكم وعلى استقامتكم ، ) بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ( قدم الجار والمجرور بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ، وأما بالنسبة لغير المؤمنين فالرسول r) والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ( إنما هو رحمة للمؤمنين ، بالمؤمنين رؤوف رحيم بالمؤمنين فقط دون غيرهم نأخذه من تقديم المعمول على العامل كما تقدم . ) بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ( وصف نبيه عليه الصلاة والسلام بأنه رؤوفٌ رحيم ، الله سبحانه وتعالى رؤوفٌ رحيم وكيف ذلك ، وهل المخلوق يوصف بصفات الخالق ؟ بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ، بغلام عليم ،بغلام حليم ، كثيرٌ من الناس يلتبس عليه ذلك فلتعلموا أن الاشتراك باللفظ وفي المعنى العام لا يضر والأمر لابد منه الاشتراك باللفظ كالرحمة والرأفة والعلم والسمع والبصر ، والسمع والبصر من أعظم صفات المخلوقين وهي من صفات الخالق صفات ذاتية . س / فهل ضر ذلك وهل أوقع ذلك في التشبيه والتمثيل ؟
جـ / لا . لأن سمع الله غير سمع المخلوق أي حقيقة سمع الله غير حقيقة سمع المخلوق ، حقيقة بصر الخالق غير حقيقة بصر المخلوق . كذلك حقيقة علم الله ورحمته ورأفته وملكه [ وعزته ] وعظمته كثيراً ما يستنكر بعض الناس .
س / لماذا يسمى المخلوق ملك ؟ جـ / الله سبحانه وتعالى هو الذي يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء الملك أو المالك كالعالم والسميع والبصير هذه الأسماء إطلاقها على المخلوق لا يوقع في التشبه وباختصار الاشتراك إنما يقع قبل أن تضاف الصفات إلى الموصوفين قبل أن تضاف صفات الخالق إلى الخالق وصفات المخلوق إلى المخلوق وهذا يسميه علماء الكلام ( المطلق الكلي ) ، والمطلق الكلي عندهم لاوجود له إلا بالذهن أما في الخارج لا يوجد كل ما يوجد في الخارج يوجد خاصة هل تتصور علماً قائماً هكذا ليس علم زيد ليس علم خالق ولا علم مخلوق ، علمٌ قائم بنفسه لاوجود له هذا يسمى ( المطلق الكلي ) الذي لا وجود له ،في الخارج إلا أن الذهن يتصور ذلك العلم لكن إذا أضيف علم الله إلى الله وسمع الله إلى الله وبصر الله إلى الله وعلم المخلوق إلى المخلوق وسمعه وبصره ورحمته لا اشتراك لأن الإضافة خصصت ، إذا قلت علم الله علم خاصٌ بالله بمواصفاته علم محيطٌ بجميع المعلومات علمٌ لم يسبق بجهل ، علمٌ لا يطرأ عليه غفلة أو نسيان علمٌ قديم قدم الذات هل علمٌ كهذا ، هل يمكن أن يشترك فيه مخلوق ؟ لا ، إذاً اختص بالله إذا قلنا علم زيد ، فعلم زيد علم مكتسب مسبوق بجهل قاصر غير محيط بجميع المعلومات فالله منزه أن يشارك المخلوق في مواصفات وحقائق وخصائص علم المخلوق وهذه النقطة مهمة وهي سبب ‘انزلاق علماء الكلام لما لم يستطيعوا التفريق إلا بتصور صفات الحق إلا كما يتصور صفات المخلوق إذاً فصفات الخالق كصفات المخلوق ومنهم من قالوا إذا أردنا الحق ننفي الصفات، نثبت ذاتاً مجردة ليست موصوفة بصفات انزلقوا جميعاً وهدى الله أتباع محمد r الذين اقتدوا به وبأثره وسنته وبما جاء به ولم يلتمسوا الحق في غير كتاب الله ولم يلتمسوا الهدى في غير سنة رسول الله r هداهم الله وأثبتهم على هذه الجادة ولله الحمد والمنة
قوله : (( ومعنى شهادة محمداً رسول الله طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ))
الشرح : ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر ، فيما إما تعتبرها مصدرية أو تعتبرها موصولة ، وتفيد العموم في كل ما أمر وكل ما أخبر يجب طاعته .



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس