عرض مشاركة واحدة
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 14 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,719 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 01-24-2014 - 10:10 PM ]

قوله : ((وقوله تعالى : ) والله أنبتكم من الأرض نباتاً % ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً ( [ نوح : 17 ـ 18 ] ))
الشرح : وقوله تعالى : ) والله أنبتكم من الأرض نباتاً (أي إنباتاً، نباتاً اسم مصدر ، والمصدر انبات والله أنبتكم من الأرض إنباتاً هذا هو المصدر ، ونباتاً اسم مصدر كتوضأ وضوءاً أي توضأ ) ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً ( ، ومحل الشاهد من الآية قوله : ) ويخرجكم إخراجاً ( .
قوله : ((وبعد البعث محاسبون ، ومجزيون بأعمالهم ))
الشرح : وبعد البعث الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم ، بعد البعث هناك ورود الحوض ، وهناك الميزان ، وهناك الحساب ، وعرض الأعمال ، اختلف أهل العلم في الترتيب بين هذه الأشياء ، ولكن بعضهم يميل على أن أول شيء ورود الحوض لأن المقام يقتضي ذلك لأن الناس يبعثون من قبورهم وهم عطاش بحاجةٍ إلى الماء لذلك منّ الله على أمة محمد r بالحوض المورود ، الحوض العظيم الذي يشرب منه أهل الجنة ، يرد المؤمنون هذا الحوض العظيم ورسول الله r ينتظرهم هناك وهم فرط أمته إلى الحوض ومنبره على حوضه وهذا الحوض العظيم الذي الناس بحاجةٍ ماسةٍ ‘إلى الشرب منه وهم بعثوا من قبورهم من شدة العطش ، ولكن بعض الناس يردون ويطردون من الحوض ورسول الله r لا يدري عن سبب طردهم 1لذلك طردهم لذلك يقول يا رب أمتي أمتي أو أصحابي أصحابي ، فيقال لهم : لا تدري ما أحدثوا بعدك أن هؤلاء غيروا بدلوا بعدك فيقول النبي r سحقاً لمن بدل وغي) ، استدل أهل العلم بهذا الحديث بأن رسول الله r لا يدري ما يحدث بعده من التغيير والتبديل والردة والإبتداع في هذا الدين ، لا يدري عن ذلك لأن علم الغيب العام لله وحده ، والأنبياء لا يعلمون في حياتهم إلا بإعلام الله إياهم بعض الأمور ، يتعارض هذا الحديث مع حديث ورد أن الأعمال تعرض على رسول الله r أعمال أمته ورد في ذلك الحديث إن رأى خيراً حمد الله ، وإن راى غير ذلك استغفر الله لأمته ، قال أهل العلم في التوفيق بين الحديثين : أن حديث عرض الأعمال غير صحيح ، وعلى فرض صحته ، يعلم بالجملة لا بالتفصيل ، أما بالتفصيل أن فلان هو الذي غير وهو الذي بدل وهو الذي ارتد لا يعلم ذلك للتوفيق بين هذا الحديث وبين حديث العرض على الحوض ، وطرد بعض الناس من الحوض ، وعلى كلٍ ، يقال أن أول ما يحصل بعد البعث ورود الحوض ثم الميزان ثم الحساب والعرض ، والمراد بالحساب المناقشة { من نوقش الحساب عذب } ، والعرض عرض الأعمال وعرض الكتب وبعد ذلك الناس مجزيون بأعمالهم ، وعند الجزاء من الناس من يكون جزاءهم لكثرة أعمالهم الحسنة والشدة وإخلاصهم وتحقيقهم التوحيد من يثابون بعدم دخول النار بل ليس عليهم حساب ولا عقاب ويدخلون الجنة من أول وهلة ، أولئك الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون) ، بعد ذلك من الناس من تتساوى سيئاتهم وحسناتهم فيشفع فيهم رسول الله r أو غيره لأن هذه من الشفاعة العامة فيدخلون الجنة قبل أن يدخلوا النار ومن الناس من يؤمرون بدخول النار لكثرة أعمالهم السيئة وقلة أعمالهم الحسنة وبعد الأمر بهم إلى النار يشفع فيهم رسول الله r بإذن ربه فيحولون إلى الجنة ومن الناس من لا تسعفهم الشفاعات قبل دخول النار فيدخلون النار فيشفع فيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وغيره من الشافعين وقد يكونون من أصحاب الكبائر فيخرجون من النار بشفاعة الشافعين إلى هذا يشير رسول الله r بقوله : { شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي })وفي النهاية ينظر من في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرةٍ من إيمان يخرجون من النار ويطرحون في نهر الحياة) وينبتون كما ينبت البقل أي بعد التطهير والنظافة يدخلون الجنة ، لأن الجنة دار الطيبين لا يدخلها إلا الطيبون ، الخلاصة من عقيدة أهل السنة والجماعة : اعتقاد أنه لا يخلد في النار من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان ، وفي لفظ من خير المراد الإيمان سواءً كان ذلك بشفاعة الشافعين أو برحمة رب العالمين سبحانه وتعالى هكذا الناس مجزيون بأعمالهم وقد يسعفهم الله سبحانه وتعالى كما [ سبق ] بشفاعة الشافعين من غيرعمل أي بعد أن عجزت أعمالهم .
قوله : ((والدليل قوله تعالى ) ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ( [ النجم : 31 ] والدليل قوله تعالى ) ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ( [ النجم : 31 ] )) والدليل قوله تعالى : ) ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ]دون زيادة وهذا من فضل الله وكرمه ) ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ( بل كثرٌ منهم يجزون بالحسنى وزيادة ، الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى بالنسبة إلى المؤمنين الذين يؤمنون بصفة الوجه ، أما الذين ينكرون وجه الله الكريم فهؤلاء جديرون وقمنون بأن يحرموا النظر إلى وجه الله تعالى لأنهم لم يؤمنوا به .
قوله : ((ومن كذب بالبعث فقد كفر ، والدليل قوله تعالى : ) زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم وذلك على الله يسير ( [ التغابن : 7 ] ))
الشرح : ومن كذب بالبعث كفر ، التكذيب بالبعث كفرٌ بالله لأنه تكذيب بخبر الله وخبر رسول الله r، ومن كذب خبر الله سواء كان في البعث ، أو في بعض صفاته أو في الأحكام والعبادات أو أي خبر ، ومن كذب خبر الله وخبر رسوله عليه الصلاة والسلام يرتد وذلك من نواقض الإسلام والدليل قوله تعالى : ) زعم الذي كفروا أن لن يبعثوا (وصفهم بأنهم كفروا ) زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئون بما عملتم وذلك على الله يسير ( الذين أوجدكم من لاشيء لا يعجز من أن يبعثكم بعد الموت لأن من الناحية النظرية العقلية الإبتداء أصعب من الإعادة ليس على الله شيء صعب .
قوله : (( وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى : ) رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ( [ النساء : 165 ] ))
الشرح : وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين ، هذا فيه بيان لوظائف الرسل ، وظيفتهم التبشير للمؤمنين والإنذار للعصاة والدليل قوله تعالى : ) رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الناس حجة بعد الرسل ( لايقولوا ما بعثت إلينا رسلاً ولا أنزلت إلينا كتباً ، أما بعد إرسال الرسل وإنزال الكتب والبيان من الرسل ومن اتباع الرسل لا حجة للناس على الله ، هنا لنا وقفة ، وهل إرسال الرسل وإنزال الكتب إن لم يكن هناك بيان أو حال بين بعض الناس وبين هذه الحجة ، حجة الله في الأرض كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام إن وجدت شبه حالت بينهم وبين فهم كتاب الله أو بعبارة أخرى بينهم وبين فهم ما جاء به رسول الله r هل يعذرون أم لا ؟ ) وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم () لتبين لابد من البيان إذا بين الرسول r وقد بين بالفعل بياناً شافياً لكن حصل أحياناً شبه وضلالات حالت بين الناس وبين فهم ذلك البيان كالذي حصل بعد أن نشأ علم الكلام بين المسلمين من عهد العباسيين إلى عهدنا هذا ، التبس الأمر عند كثير من الناس في باب الأسماء والصفات ، ثم دخلت التصوف ووحدة الوجود بين المسلمين ، وألتبس الأمر على كثير من الناس في باب العبادة ، حصل خلطٌ وعدم التفريق بين حق الله تعالى وحق رسوله عليه الصلاة والسلام وحقوق الصالحين ، وأنحرف كثيرٌ من الناس في باب العقيدة ، وفي باب العبادة ، وفي باب الأحكام ، عن الجادة بسبب كثرة الشبهات حتى جهلوا ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام هل هؤلاء يعذرون حتى يتبين لهم الحق ؟ أم أنه يكفي مجرد إرسال الرسل وإنزال الكتب وإن حصل ما حصل من الشبه التي حالت بين كثير من الناس وبين فهم ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يليق بعدل الله تعالى والذي فهمه أهل التحقيق من علماء المسلمين ، أن من حصل له شيء من ذلك يعذر ، أما من تبين له الحق ، وتبين له الهدى ، وأبى إلا أن يتبع غير سبيل المؤمنين بعد تبين الحق عناداً أو تعصباً لمألوفاته وتقاليده هؤلاء لا يعذرون ، وأما قبل أن يتبين لهم الهدى ، ويحسبون أن ما هم عليه هو الهدى من الشرك والضلال ونفي الصفات ، فهولاء يعذرون لمعرفة هذه النقطة المهمة عليكم أن ترجعوا إلى كتب شيخ الإسلام أو كتاب الشيخ أبن عثيمين ( القواعد المثلى ) ، بعد هذه المسألة ، وذكر المراجع من كتب شيخ الإسلام لتتأكدوا من صحة هذا المذهب وأنه المذهب الحق إن شاء الله ، وإن الناس يعذرون في أصول الدين وفروع الدين على حدٍ سواء مالم يتبين لهم الهدى ويتبعوا بعد ذلك غير سبيل المؤمنين والله أعلم ، ولقد لخصت كذلك هذا المعنى في كتاب الصفات الألهية في الباب الخامس لتنقلوا منه إلى المراجع المذكورة هناك .



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس