عرض مشاركة واحدة
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 15 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,719 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 01-24-2014 - 10:11 PM ]

قوله : ((وأولهم نوح عليه السلام ))
الشرح : وأولهم نوح عليه السلام ،أول الرسل وهي مسألة خلافية أولهم نوح أو آدم الذي عليه أكثر أهل العلم أولهم نوح لأنه إنما وقع الشرك في قومه ، ولم يقع الشرك قبل ذلك ولكن نؤكد على ذلك بعض الأثار التي تشير إلى آدم نبيٌ رسول ، وعلى كلٍ الآثار التي جاءت في هذه المسألة تحتاج إلى مراجعة وإلى تحقيق .
قوله : (( وأخرهم محمد r ))
الشرح : وأولهم نوح عليه السلام وآخرها محمد عليه الصلاة والسلام ، وهو خاتم النبيين من أنكر كونه خاتم النبيين وادعى النبوة بعده سواءٌ لنفيه أو لغيره فهو مرتد ، والدليل على أن أولهم نوح عليه السلام قوله تعالى : ) إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ( هذه الآية التي استدل بها المؤلف وقبله غير واحدٍ من أهل العلم يعترض بعضهم على دلا لتها على المراد وأنها ليست نصاً في أن أول الرسل نوح ولكنها ظاهر وفرق بين النص وبين الظاهر ، الظاهر ما يحتمل معنيين ، والنص مالا يحتمل إلا معنى واحداً والآية ظاهرة ليست بنص في المسألة . والله أعلم
قوله : (( والدليل على أن أولهم نوح عليه السلام ، قوله تعالى : ) إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ( [ النساء : 163 ] ، وكل أمةٍ بعث الله إليها رسولاً من نوح إلى محمد عليهما الصلاة والسلام ، بأمرهم بعبادة الله وحده ، وينهاهم عن عبادة الطاغوت ، والدليل قوله تعالى : ) ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ( [ النحل : 36 ] ))
الشرح : وكل أمةٍ بعث الله إليهم رسولاً من نوح إلى محمد عليهما الصلاة والسلام ، يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت أي يفتتح دعوته بالدعوة إلى عبادة الله ما من نبيٍ أرسل إلا وجعل مفتاح دعوته : أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، هذا مفتاح دعوة الرسل جميعاً ، والدليل قوله تعالى : ) ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت ( والآية تفسير معنى لا إله إلا الله ، لأن كما تقدم لا إله إلا الله تفسيرها في القرآن ذكر هناك عدة آيات منها هذه الآية ، وإن كان بالنسبة لنظم كلمة التوحيد ليست على ترتيبها ولكن أعبدوا الله يساوي إلا الله ، واجتنبوا الطاغوت يساوي لا إله إلاالله تأتي الآية بعد هذه على ترتيب لا إله إلا الله .
قوله : ((وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ))
الشرح : وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله وحده مالم يكفر الإنسان بالطواغيت لاينفعه ولا يجديه أي لا بد من الجمع بين الكفر و الإيمان كما جمعت كلمة التوحيد بينهما ، كلمت التوحيد جمعت بين الكفر والإيمان ، وأن شئت بين النفي والإثبات ، لا إله نفيٌ وكفرٌ بما يعبد وبمن يعبد من دون الله إلا الله إثبات العبادة لله وحده .
قوله : (( قال أبن القيم رحمه الله : ( الطاغوت : ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوعٍ أو مطاع ) ))
الشرح : الطاغوت ، معنى الطاغوت : مأخوذ من الطغيان ، والطغيان مجاوزة الحد ،طغى الماء، طغى فلان أي تجاوز حده ، الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاع ، حد العبد ما هو ؟ عبادة الله وحده لكونه عبداً يعبد ربه الذي خلقه فإذا تجاوز هذا الحد، وصرف نوعاً من أنواع العبادة لغير الله تجاوز الحد وصار ذلك طغيان من تجاوز به هذا الحد متبوعٍ اتبعه في المعصية في التحليل والتحريم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله ، معبودٍ عَبَده تذلل له وخضع له وأحبه كما يحب الله هذا المعبود لأن العبادة غاية الذل مع غاية الحب ، من أحب غير الله مع الله وخضع له وتذلل له عبد ذلك الغير وتجاوز به حده من هنا [ تعلم ] ليست العبادة مجرد الصلاة والصيام والزكاة والحج أي أركان الإسلام ، العبادات أنواع وحقيقتها غاية الذل مع غاية الحب بما في ذلك الدعاء لذلك صار الدعاء مخ العبادة لأن فيه تذلل ورجاء وطمع هذا المعنى هو العبادة . المتبوع من يقلده ويتبعه ويحلل له ويحرم له كالذين يتبعون الأحبار والرهبان وكذلك المطاع هما إما مترادفان أو متقاربان ، شخصٌ أطاعك في غير شريعة الله أو مخالفاً بذلك شريعة الله في التحليل والتحريم يقال له مطاع ، ويقال له متبوع هذا هو الطاغوت طبق هذا على واقع الناس تجد كثيراً وكثيراً جداً من الذين يطاعون في نفي صفات الله تعالى من الذين يطاعون في عبادة غير الله ، من الذين يطاعون في التحليل والتحريم ، وفي الأحكام الدستورية ما أكثر ذلك الذين يطيعون ويتبعون رجال التشريع الذين يُسمون رجال التشريع ، والتسمية نفسها جريمة تسمية بني آدم أنهم رجال التشريع جريمة التشريع والمشرع هو الله وحده والذي يبلغ شريعة الله محمد r ومن قبله من الرسل ، وأتباعه منفذون ومطبقون الملوك والرؤساء والأمراء والعلماء منفذون ومطبقون وليسوا بمشرعين ، التشريع لله ، ويطلق على الرسول r بأنه مشرع ، ولكن المشرع الحقيقي هو الله إنما يطلق على الرسول r لأنه له الطاعة المطلقة ، وقد يأتي بأحكام غير موجودة في القرآن ، كتحريم الحمر الأهلية يوم خيبر وتحريم الجمع بين المرأة وعمتها ، وبين المرأة وخالتها زيادة على ما في القرآن ، له الطاعة المطلقة بهذا الإعتبار يطلق عليه بأنه مشرع عليه الصلاة والسلام ، وباعتبار أنه مبلغ عن الله تشريع الله ، وإلا المشرع الحقيقي هو الله ، وإطلاق رجال التشريع على أولئك الدكاترة الذين يتخرجون من كليات الحقوق المستشار فلان من رجال التشريع ، يا ليت شعري ما يخجل هذا الإنسان عندما يقال له أنت من رجال التشريع ، أنت تشرع من أين لك التشريع ؟ معنى ذلك تجعل نفسك كأنك الله رب العالمين أو رسول الله r ليس لك حق في التشريع ، والتسمية نفسها غلط ومن الجاهليات الذين ألفها كثيرٌ من الناس ، فأصبحت من السهولة بمكان أن يطلقوا رجال التشريع على كثير من المتعلمين الذين يتخرجون من كليات الحقوق .
قوله : (( والطواغيت كثيرة ، ورؤسهم خمسة : إبليس لعنه الله ، ومن عبد وهو راضٍ ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ))
الشرح : والطواغيت كثيرة ـ وربما اليوم أكثر ـ ورؤسهم خمسة : إبليس لعنه الله ، ومن عبد وهو راضٍ ، ومن عبد وإن لم يدعو الناس إلى عبادة نفسه ، لكن رأى الناس يعبدونه فرضى واستراح إلى تلك العبادة ، منصب كبير ، الناس تسجد له ، وتركع له ، وتذبح له ، ورضى بذلك هذا من الطواغيت ، أو من دعى الناس إلى عبادة نفسه يزين للناس عبادة نفسه فيقول : أنا من آل فلان ، من آل البيت ، أنا كذا وكذا ، ونحن لنا الحق بأن يستغاث بنا ، وتجعل لنا النذور ، هكذا يزينون للناس عباده أنفسهم ، والناس عاطفيون في الغالب الكثير ، الرجل الذي من آل البيت وينتسب إلى بيت النبوة خصوصاً في البلدان الأعجمية ، بأدنى إشارة يُعبد ، وإذا أشار إليهم أدنى إشارة إلى عبادة نفسه والتذلل له عبدوه وبالغوا فيه ، ولو حاول أن يتخلص بعد ذلك فقال : لا ، يقولون إنما يقول لا من باب التواضع لأنه من المتواضعين ويزدادون في عبادته هذا هو واقع كثير من الناس للأسف .
قوله : (( ومن ادعى شيئاً من علم الغيب ))
الشرح : ومن ادعى شيئاً من علم الغيب كالكاهن والعراف والساحر والمنجم وصاحب الكف وصاحب الفنجان وصاحب الرمل والتراب الذين يكتبون ويخططون في الرمل والتراب ويخبر الناس علم الغيب من تلك الخطوط ويقرا في الفنجان ، وأنت لاترى في الفنجان شيئاً وهو يزعم أنه يقرأ في هذا الفنجان الذي تشرب به القهوه فيخبر منها الغيب وينظر في الكف فيقرأ في الكف فيخبر بالغيب ويدعي أنه يعرف مكان الضالة ، الناقة التي ضلت في المكان الفلاني والسيارة التي سُرقت في الشعب الفلاني في الجراش الفلاني ، وهكذا ، هؤلاء كلهم كفرة ، ومن الطواغيت ، ومن رؤساء الطواغيت ، لأنهم كلهم زعموا أنهم يعلمون الغيب لذلك قال النبي r : { من أتى كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل علي محمد } ، لأن الذي أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام هو القرآن ، والقرآن يقول : ) قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ( ، ومن ادعى علم الغيب بأي وسيلة من الوسائل خصوصاً هذه الوسائل الوهمية التي لا حقيقة لها كافر مرتد ورئيس من رؤساء الطواغيت ، ولكثرة انتشار هذه الأمور الجاهلية في صفوف المسلمين في كثير من الأقطار ، يجب على طلاب العلم مكافحة ذلك ودعوة الناس إلى الكفر بهم ، مكافحة هؤلاء لا تقل درجةٌ عن مكافحة المخدرات بل مكافحة هؤلاء أشد وجوباً من مكافحة المخدرات التي تخدر الأعصاب والأعضاء هؤلاء يخدرون الإيمان ويفسدون الإيمان ويقعون الناس في الكفر بالله تعالى .
قوله : ((ومن حكم بغير ما أنزل الله ))
الشرح : من حكم بغير ما أنزل الله معتقداً أن ذلك الذي حكم به مثل الذي أنزل الله أو أحسن وأليق ، وهذا يشمل أولئك الذين يستوردون القوانين الوضعية من الخارج ويحكمون بها ويشمل أولئك البدو الذين يحكمون بالسواليف والتقاليد في التحريم والتحليل كل ذلك داخل من حكم بغير ما أنزل الله سواءً كان قانوناً مقنناً أو سواليف وعادات وتقاليد موروثة كل حكم في التحليل والتحريم بغير ما أنزل الله معتقداً أن ذلك مثل الذي أنزل الله أو أحسن وأليق وأنسب للناس فهو كافرٌ مرتد من رؤساء الطواغيت .
وأما من حكم بغير ما أنزل الله معتقداً أن ما أنزل الله أحسن وأحق وأنه مخظئٌ عندما يحكم بغير ما أنزل الله ، هذا كفره كفرٌ دون كفر ، لا يخرج من الملة مثل الذي يعصي الله بمعاصي بارتكاب المحرمات والكبائر وهو غير مستحل ، كالذي يسرق والذي يشرب [ الخمر ] ويعتقد أنه عاصٍ ومخالف لم يستحل السرقة والخمر ، كفر هؤلاء كفرٌ دون كفر ، ويذكرون قسماً ثالثاً وهو من اجتهد ليحكم بما أنزل الله ، ولكنه وقع في إصدار الحكم بغير ما أنزل الله مجتهداً مخطأ هذا له أجر الاجتهاد ويعفى له عن خطأه والله أعلم .
وهذا الذي ذكر أهل العلم عند هذه الآية ) ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ( وأقرب مرجع ترجعون إليه لتحقيق هذه المسألة شرح الطحاوية عند هذه الآية .



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس