أحوال الناس تجاه مقالي ( حقيقة العز بن عبدالسلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن نزلت مقالي ( حقيقة العز بن عبدالسلام وموقف شيخ الإسلام منه ) ونشرته في عدد من المنتديات، رأيت الناس والقراء تجاهه على قسمين:
القسم الأول: قوم غضبوا من مقالي وكالوا لي بسببه السب والشتائم والطعون، وحاولوا أن يجدوا مخرجاً للعز مما أوردته عنه من طوام وضلالات، وفتشوا يمينا ويسارا لعلهم يجدون ملجأ يأوون إليه في ذبهم عن العز ، وجاؤوا بمنهجهم المعروف وهو منهج الموازنات حتى يغمروا أخطائه وبدعه في حسنات فيعود سلفيا نقياً.
وكان سبب هذه الهجمة الشرسة من هؤلاء القوم ضد مقالي عن العز ، أنني تكلمت في مقالي عن شخصين من المقدسين عندهم .
الأول: هو العز بن عبدالسلام فهو مقدس عندهم غاية التقديس ويعتبرونه قدوة ويقتدون به ويقيمون الندوات والمحاضرات من أجله بل ويضيعون الأعمار في الكتابة عن جهوده، بل ويعتبرونه من طراز الإمام أحمد، وما ذلك إلا لأنه – بزعمهم واجه الحكام- فمن واجه الحكام عندهم فهو الإمام المقدس الذي لا يجوز التكلم عليه ، وذلك لأنه يوافقهم على منهجهم التكفيري.
الثاني: هو سلمان العودة ، فإني قد ذكرته في مقالي عندما ضربت مثلاً بمن يطري العز بن عبدالسلام ويقرنه بالإمام أحمد رحمه الله.
فلما رأوا أن كلامي قد تضمن بيان هذين الرجلين قاموا قومة المغضب وهاجوا هيجان الثيران.
والطوائف الذي غضبوا من مقالي ، عدد:
(1) القطبيون السروريون ، وذلك لما ذكرت من لمس لمقدساتهم.
(2) الصوفية ، وذلك لأنهم يعرفون تصوف العز ويحتجون به ، فكان الكلام عليه كلاماً على مشربهم وتصوفهم، حتى إن بعضهم ليقول عن قول العز بأن الأولياء يقرأون ما في اللوح المحفوظ قول صواب وصحيح، والعياذ بالله، ونسوا الآيات الدالة على اختصاص رب العالمين بالغيب.
(3) الأشاعرة فقد نهضوا أيضا في الذب عن إمامهم المبجل العز بن عبدالسلام ، وذلك يؤكد لنا أشعرية العز وما هو عليه من التمشعر، فنقلوا فتوى عن ابن رشد الجد المالكي في استتابت وإهانة من يتكلم على الأشاعرة، بل وقاموا يطعنون في شيخ الإسلام ابن تيمية من أجل العز بن عبدالسلام.
وهذه القومة الموحدة يؤكد لك أيها السلفي المخلص ما عليه أهل البدع من البغض لأهل السنة، ومن التكاتف وتناسي الخلافات التي بينهم من أجل محاربة أهل السنة والأمثلة على ذلك كثيرة، ومن أوضحها تكاتفهم واجتماعهم على حرب السلفيين في كنر وقتل الشيخ جميل الرحمن – رحمه الله تعالى- .
فهنا نجد من ينتسبون إلى السنة من القطبيين لم يبالوا بطعن أؤلئك القوم في شيخ الإسلام ابن تيمية بل استمروا في مواجهتي جنباً إلى جنب مع الصوفية والأشاعرة ولو انضم إليهم الرافض والباطنية فإني أظن أن ذلك لا يثنيهم عن غيهمّ، فيا لله العجب.
ومن العجيب أنهم لا يزالون يهوشون ويريدون الجدال والمناقشة ، لكن ليس بعد الحق إلا الضلال ، والحق ظهر لمن له عينان وما كان للسني أن يدخل مع قوم سوء أصحاب أغراض سيئة وهوى متبع.
القسم الثاني: وهم أهل السنة حقيقة ومن عنده حمية وغيرة على عقيدته السلفية السنية النبوية، من كان يحب الله ويجله الإجلال العظيم ، يحترم صفات الله وكلامه، فهؤلاء –رحمهم الله- فرحوا بمقالي وشكروا جهدي وأثنوا خيراً واعترفوا بأنهم استفادوا وعرفوا العز على حقيقته.
فهؤلاء حقا هم أهل السنة، فأهل السنة إذا ذكرت عندهم الأهواء لم يتعصبوا لشيء منها.
سئل أبو بكر بن عياش رحمه الله عن السني فقال : الذي إذا ذكرت عنده الأهواء لم يغضب لشيء منها.
فلله درهم ، وجزاهم ربي عن الإسلام والمسلمين خيرا، فهم الذابون عن دينه والحامون لحمى شريعته، الفاضحون لكل مبتدع ضال، والمبغضون لكل منحرف صاحب هوى.
فأسأل الله تعالى أن يحشرنا في زمرة أهل السنة والجماعة وأن يثبتنا على الحق إلى أن نلقاه . إن ربنا لسميع الدعاء.
كتبه :
خالد بن ضحوي الظفيري