وعن ابن مسعود قال:خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا خطا ثم قال:{هذا سبيل الله}،ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال:{هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه}،ثم تلا:[وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله][الأنعام:153].رواه أحمد والنسائي.
شرح الشيخ العلامة ابن باز -رحمه الله تعالى- للحديث:وهذا يبين أن الواجب على المؤمن الحذر وأن لا يغتر بالكثرة، وأن يعتني بالسنة والدليل،وأن يخاف على نفسه ولا يأمن لأن الله تعالى يقول:[أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون]،يعمل ويجتهد في الطاعة وهو خائف وجل غير مطمئن،بل يحذر البدع ويحذر المعاصي ويتبع أهل الحق ويسير معهم ويبتعد عن أهل الباطل وصحبتهم،هكذا المؤمن دائما على حذر.قال الله تعالى:إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية].[جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه]،وقال جل وعلا:[إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير]‘وقال سبحانه:فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين]،وقال تعالى:ولمن خاف مقام ربه جنتان]فيجب الحذر وعدم الطمأنينة لرأي فلان ورأي فلان حتى تعلم الدليل من الكتاب والسنة.
شرح فضل الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب