41- قال بعض علماء العربية: ما يعادل الشيء ويماثله إن كان من جنسه قيل له (عدل) بكسر العين، ومنه (عدلا البعير) أي: عكماه؛ لأنهما متماثلان. أما إذا كان يماثله ويساويه وليس من جنسه قيل فيه (عدل) بفتح العين؛ ولذا سمي الفداء عدلا؛ لأنه شيء مماثل للمفدي ليس من جنسه.
42-{ثم عفونا عنكم من بعد ذلك} [البقرة: آية 52] (عفونا) أصله من (العفو)، من عفت الريح الأثر، إذا طمسته. فالعفو - مثلا - هو: طمس الله أثر الذنب بتجاوزه حتى لا يبقى له أثر يتضرر به العبد. والإشارة في قوله: {ذلك} إلى اتخاذهم العجل إلها، وهو ذلك الذنب العظيم، وأشار إليه إشارة البعيد؛ لأن مثل ذلك الفعل يجب أن يتباعد منه تباعدا كليا.