تتمَّة للفائدة..........
قال الشيخ العلَّامة الألباني-رحمه الله-معلِّقًا على قول النبي-صلى الله عليه وسلَّم-: (...ثُمَّ انْطُلِقَ بِي فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٌ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا قَالَ قُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ قَالَ : هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ...).
قال: (...أقول: هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمداً قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلاً؟! نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة.
واعلم أن وقت الإفطار إنَّما هو غروب الشمس كما في الحديث الصحيح: (إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر الليل من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم)(متفق عليه).
والأذان إنَّما هو إعلام بدخول الوقت، فقد يخطئ المؤذن فيؤذن قبل الوقت كما وقع لبلال-رضي الله عنه-لغلبة النوم، وكما يقع اليوم في كثير من البلاد الإسلامية بل وغيرها! اغترارًا منهم بالتوقيت الفلكي، وإهمالًا لمثل قوله-تعالى-: (...حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ...) وللحديث المذكور، حتَّى صار المؤذنون-فضلًا عن غيرهم-لا يعرفون مواقيت الصلاة إلَّا بــ(المفكرات) أو الروزنامة! مع أنَّ المواقيت تختلف بين أرض وأرض في البلد الواحد، فبالأولى بين بلد وآخر كما هو معلوم بالمشاهدة (...فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)؟!...)أهـ.(صحيح موارد الظمئان إلى زوائد ابن حبان/ ج:2/ كتاب التعبير/ ص: 199)