ولا نقول : لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله . نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ولا نأمن عليهم ، ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ، ونخاف عليهم ولا نقنطهم . والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام ، وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة . مراده رحمه الله إلا من شهد له الرسول بالجنة كالعشرة ونحوهم ، كما يأتي ذلك في آخر كلامه . مع العلم بأن من عقيدة أهل السنة والجماعة الشهادة للمؤمنين والمتقين على العموم بأنهم من أهل الجنة ، وأن الكفار والمشركين والمنافقين من أهل النار ، كما دلت على ذلك الآيات الكريمات والسنة المتواترة عن رسول الله ﷺ ، ومن ذلك قوله سبحانه : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ، وقوله عز وحل : وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا في آيات كثيرات تدل على هذا المعنى ، وقوله سبحانه في الكفار : وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ، وقوله سبحانه : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا في آيات أخرى تدل على هذا المعنى ، وبالله التوفيق مجلة البحوث الإسلامية <LI id=post_thanks_box_54701 class="postbitlegacy postbitim" style="DISPLAY: none">