الخطبة الثانية
الحمد لله وحده؛ والصلاة والسلام على رسوله وعبده؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
أما بعد :
فإن من الفضل العظيم الذي يفوِّتُه بعضُ المسلمين على نفسه؛ أنه إذا حضر إلى المسجد انشغل بالأحاديث الجانبية الملهية مع غيره من المصلين؛ وتَرَك قراءة كتاب الله عز وجل, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « أيحب أحدكم أن يغدُوَ إلى بُطحان فيأتي بناقتين كوماوين؟. قالوا: كلنا يحب ذلك, قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين؛ وثلاثٌ خير له من ثلاث؛ وأربعٌ خير له من أربع؛ ومن أعدادهن من الإبل » .
فينبغي على المسلم إذا حضر إلى المسجد أن ينشغل بقراءة القرآن؛ نظراً للأجر العظيم المترتب على قراءته .
فمن الغبن العظيم والخسارة الكبيرة؛ أن يجلس المسلم ينتظر الصلاة الوقت الطويل الذي يستطيع أن يجمع فيه الأجرَ الكبير ويفوّته على نفسه .
ومما ينبغي أن يتنبَّه له المسلم أنه تنتشر كثيرٌ من الكتب التي تذكر أنواعاً من الفضائل لبعض سور القرآن دون أن يثبت بذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيجب التنبهُ لذلك ومعرفةُ أنه ليس لكل سورة من القرآن فضل خاص إلا ما ثبت في بعض السور؛ كسورة الفاتحة والبقرة وآل عمران والمعوذتين والإخلاص والكافرون والملك والكهف .
ونعنى هنا ما يدعيه بعض الناس من إلحاقه نوعاً من الفضائل ببعض السور؛ كمن قرأ سورة كذا قضي دينه؛ ومن قرأ سورة كذا وقي من فتنة القبر؛ ويصدرون بذلك كتباً خاصة يوزعونها على المسلمين؛ وإن كان القرآن كله خير, وفي قراءته الأجرُ والغنيمةُ؛ ودفعُ الضر عن المسلم؛ وأنه سبيلٌ يُعتَصَم به من الشيطان؛ ولكن لا يعني ذلك أنَّ نَخُصَّ بعضَ سور القرآن بفضلٍ خاص دون غيره من السور إلا ما ثبت فيه الفضل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا له ذاكرين؛ له شاكرين؛ أواهين منيبين .
3رجب1430هـ ؛ الموافق 26/6/2009م
من موقع الشيخ سالم العجمى