وسئل الإمام ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن كلام المغراوي في كتابه (مواقف الإمام مالك) (ص16):
«فالبيعة لا تكون إلا لإمام المسلمين وخليفتهم بشروطها التي سيذكرها لنا الإمام مالك في النصوص المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فلهذا ما يفعله بعض الدجلة الصوفية في الاحتيال على الجهال والغفلة من بيعة بالأوراد فهو عمل شيطاني لا أصل له في الكتاب والسنة ،
وما يفعله أيضا بعض الجماعات والحركات الإسلامية في الاحتيال على الشباب وإلزامهم في التحزب معهم في جمهورياتهم ؛ فهذا لا أصل له.
وهاك البيعة الشرعية من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، روى مالك عن عبد الله بن دينار
أن عبد الله بن عمر قال: كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«فيما استطعتم». فالسمع والطاعة لله ورسوله في أحكامه ومن يبلغ عن الله وعن رسوله ويقيم شرع الله ويقيم الحدود
ويأخذ الحق من الظالم إلى المظلوم ويقيم العدل بينهم ويقيم الصلوات فيهم ويأخذ منهم الزكاة ويقيم لهم الحج ويجاهد بهم الكفار
ويحميهم مما يحمي منه نفسه ويطعم فقيرهم ويداوي مرضاهم، فهذا الذي يستحق أن يعطى الولاء والبيعة الشرعية
وما سوى ذلك فهو مجرد تلصص ولصوصية يقوم بها جماعة من المحتالين على العقول البشرية»
فقال -رحمه الله-: «هذا رجل ثوري ، هذا رجل ثوري! لا يفقه الواقع ولا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نسمع ونطيع
وأن وجدنا أثرة علينا وإن ضرب الظهر وأخذ المال، ولم يفقه ما جرى للأئمة الأعلام كابن حنبل وغيره في معاملة الخلفاء الذين هم أشد من الموجودين الآن؛
الذين يأخذون الناس بالقول بخلق القرآن، إحذر؛ إحذر هذا وأمثاله» اهـ