الثاني ] :
أن يَشْهَد ذُنُوبَه،
وأنّ الله إنما سلَّطهم عليه بذنبه،
كما قال تعالى :
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) } ( سورة الشورى: 30 ) .
فإذا شهد العبدُ أن جميع ما يناله منْ المكروه فسببُه ذنوبُه،
اشتغلَ بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلَّطهم عليه بسببها ،
عن ذَمِّهم ولَومِهم والوقيعةِ فيهم.
وإذا رأيتَ العبدَ يقع في الناس إذا آذَوْه،
ولا يَرجع إلى نفسِه باللوم والاستغفار،
فاعلمْ أن مصيبتَه مصيبةٌ حقيقية،
وإذا تاب واستغفر وقال: هذا بذنوبي، صارتْ في حقّهِ نعمةً.
قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – كلمةً من جواهرِ الكلام:
لا يَرجُوَنَّ عبدٌ إلاّ ربَّه،
ولا يَخافَنَّ عبدٌ إلاّ ذنبَه .
ورُوِي عنه وعن غيرِه: ما نزلَ بلاءٌ إلاّ بذنبٍ، ولا رُفِع إلاّ بتوبة.