عرض مشاركة واحدة
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,275 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 08-25-2010 - 11:10 PM ]

غزوة بدر الكبرى

وهي أكرم المشاهد وأعظم غزوات النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وأرفع شأناً وأسمى ذكرًا، أنزل الله فيها سورة تتلى إلى يوم الدين وهي سورة الأنفال، سميت بغزوة بدر الكبرى، وبغزوة بدر العظمى، ويوم وقعة بدر، وببدر القتال، وببدر البطشة، وسمّاها الله بيوم الفرقان، وبيوم التقى الجمعان حيث يقول جلّ جلاله: ﴿بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾[الأنفال 41].
وقد اتفقت كلمة أهل العلم بالسيرة أنّها وقعت في شهر رمضان(3) سنة اثنين من الهجرة، قال ابن إسحاق(4): فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان.
وقد حقّق المسلمون فيها انتصارا كبيرًا على أعدائهم من الكفَرة والمشركين، وأعزّ الله تبارك وتعالى بهذه الوقعة الإسلام والمسلمين وحقّق لهم وعدهم من إحدى الطائفتين، وخذل الكفر وأهله وكسر شوكة الطغيان.
قال ابن كثير واصفًا يوم الوقعة الشهيرة، وما وقع فيها من الآيات الكثيرة: «هذا وقد تواجه الفئتان وتقابل الفريقان، وحضر الخصمان بين يدي الرحمن، واستغاث بربّه سيّد الأنبياء، وضجّ الصحابة بصنوف الدعاء إلى ربّ الأرض والسماء، سامع الدعاء وكاشف البلاء»(5).
وقد سجّل لهم القرآن هذا الموقف العظيم الدال على عبوديتهم الله واستمساكهم بحبله وطمعهم في تأييده ونصره: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم﴾[الأنفال: 109].
وكان من أعقاب هذا النصر العزيز والإنجاز العظيم أن عزّز المسلمون موقعهم وفرضوا وجودهم، وأصبح سلطانهم مهيبا في المدينة وما حولها، وامتدّ نفوذهم على طريق القوافل في شمال الجزيرة وأسلم يومئذٍ بشر كثير من أهل المدينة رغبة ورهبةً.
قال ابن القيّم الزاد (3/88): «ودخل النبيّ صلى الله عليه وسلّم المدينة مؤيّدًا مظفرًا منصورا قد خافه كلّ عدوّ له بالمدينة وحولها، فأسلم بشر كثير من أهل المدينة وحينئذ دخل عبد الله بن أُبيّ المنافق وأصحابه في الإسلام ظاهرًا».
فلله الحمد والمنّة على نصره عبده وإعزازه جنده وهزمه الأحزاب وحده ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ﴾[آل عمران 160].
3 ـ غزوة فتح مكة
وهي صفحة مشرقة جديدة، وذكرى عزيزة مجيدة، أضيفت إلى سجلّ الانتصارات في شهر رمضان المبارك، وتسمّي غزوة الفتح الأعظم، وقد ذكرها الله في كتابه في غير موضع، قال تعالى: ﴿لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾[الحديد : 10].
وقال تعالى: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾[سورة النصر].
ولم تختلف المصادر المؤرّخة للمغازي في أنّ فتح مكّة كان في رمضان سنة ثمان للهجرة، وإنّ اختلف في تاريخ الفتح ما بين ثلاث عشرة وست عشرة وسبع عشرة وثمان عشرة من رمضان(6)، والمشهور الذي في كتب المغازي أنّ دخول النبيّ صلى الله عليه وسلّم مكّة كان لتسع عشرة خلت من رمضان(7).
ولقد كان هذا الفتح يوما مشهودًا، «أعزّ الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين، واستنقذ به بلاده وبيته الذي جعله هدى للعالمين من أيدي الكفّار والمشركين، وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء وضربت أطناب عزّه على مناكب الجوزاء، ودخل النّاس به في دين الله أفواجًا، وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجًا، وخرج له رسول الله صلى الله عليه وسلّم بكتائب الإسلام وجنود الرحمن سنة ثمان لعشر مضين من رمضان»(8).
وكان من أعقاب هذا الفتح العظيم، بعد تطهير البلد الأمين من الشرك الأثيم أن وضع النبيّ صلى الله عليه وسلّم للناس معالم حرمة البيت وحدّد لهم وظيفة المقيم فيه والداخل إليه في خطبة جامعة في اليوم الثاني الذي يلي يوم الفتح، فكان أن قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه ومجّده بما هو أهله:«يا أيّها الناس إنّ الله حرّم مكّة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما أو يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقولوا: إنّ الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما حلّت لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلّغ الشاهد الغائب». (رواه البخاري ومسلم وغيرهما).
4 ـ فتح الأندلس في رمضان
وهذا رصيد آخر يضاف إلى حلقات النصر والتمكين لهذا الدين، يصل مدّة إلى جميع البقاع، ويعمّ بنوره مختلف الأصقاع، وكأنّ رمضان قد كان على ميعاد مع مفاخر الإسلام في الأندلس.
ففي شهر رمضان سنة إحدى وتسعين للهجرة بدأ فتح الإسلام للأندلس بسرية طريف البربريّ في أربعمائة رجل ومعهم مائة فرس(9).
وفي شهر رمضان سنة اثنين وتسعين للهجرة كانت حملة طارق بن زياد مولى موسى بن نصير لتحقيق هذا الفتح في اثني عشر ألفا، وتملّك بلاد الأندلس بكمالها على ما ذكر ابن كثير(10)، بعد ما خاض طارق بن زياد حربًا دامية دامت ثمانية أيّام على نهر لكة من أعمال شذونة لليلتين بقيتا من رمضان(11).
وفي شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين للهجرة كانت حملة موسى بن نصير لتوسيع الفتح، حيث ضمّ مدنا ومقاطعات لم تكن فتحت بعد أن اقتحم بعضها وحاصر البعض الآخر(12)، ورجع بغنائم وأموال وتحف لا تحصى ولا تعدّ كثرة(13).


رد مع اقتباس