الموضوع: أسباب السعادة
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,252 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي أسباب السعادة

كُتب : [ 09-04-2021 - 11:24 PM ]

*🌹 أَسْبَابُ السَّعَادَة*
۩ الشَّيخ عَبْدُالرَّزاق البَدْر حَفِظهُ الله
_*📝https://www.al-badr.net/muqolat/2487 .*_

✍🏻__إنّ السعادة مطلب جميع البشرية، ومقصد كلّ الناس،
كلٌّ يرجوها وكلٌّ يطلبها وكلٌّ يسعى في نيلها وتحصيلها.

ومن يتأمَّل أحوال الناس وآراءهم في سُبل نيل السعادة يجد وجهات متباينة وآراءً مختلفة؛
فمن الناس من يطلب السعادة بالجاه والرئاسة،
ومنهم من يطلب السعادة بالغنى والمال،
ومنهم من يطلب السعادة باللهو واللعب ولو كان بالحرام،
ومنهم من يطلب السعادة بتعاطي أمور محرمة كالخمور والمخدرات ونحو ذلك من المسكرات والمفترات،
... ومنهم... ومنهم...
وكل من هؤلاء إن قيل له: *عن ماذا تبحث؟ وأي شيء تطلب؟*
يقول: *أبحث عن السعادة*.
أريد الراحة.. أريد اللذة.. أريد قرة العين.. أريد انشراح الصدر.. أريد طرد الهموم وزوال الهموم والبعد عن الأحزان والآلام.
ولكن الآراء والأفهام تتباين، والعقول والمدارك تتفاوت ولكلٍّ وجهته هو مولِّيها.
بل ربما بعض الناس - بل كثير منهم - يطلب سعادته فيما فيه شقاؤه وهلاكه في الدنيا والآخرة، مثله في ذلك كمثل الباحث عن حتفه بظلفه.

ولكن المسلم بما آتاه الله تبارك وتعالى من بصيرة بدينه ومعرفة بهدى ربِّه جلّ وعلا يدرك أن سعادته بيد الله وأنه لن ينالها إلا برضا الله سبحانه وتعالى.
وهذه جملة مختصرة تغني عن كلام مطول، يدرك أن سعادته بيد الله وأنه لن ينالها إلا برضا الله سبحانه وتعالى.
قال جلّ وعلا: *{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}*[طه: 123]،
ونفي الضلال فيه إثبات الهداية،
ونفي الشقاء فيه إثبات السعادة.
وقال تعالى: *{طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى*(2)}*[طه]،
أي: بل أنزلناه عليك لتسعد.

فالسعادة بيد الله ولاينالها العبد إلا بطاعة الله تبارك وتعالى،
ومهما بحث الإنسان عن سعادة نفسه في غير هذا السبيل فلن يحصل إلا الشّقاء والنّكد والنّصب والتعب وسوء الحال وضياع الأوقات في غير طائل.
فالسعادة بيد الله, وهو جلّ وعلا ميسر الأمور وشارح الصدور والمعين والهادي والموفق، بيده جلّ وعلا أزمةُ الأمور يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويعزّ ويذلّ، ويقبض ويبسط، ويهدي ويضل ويغني ويفقر، ويضحك ويبكي،
*{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}*[النجم: 43]،
فالأمر كلّه بيد الله.
وماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن،
*{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}*.
فالأمر كلّه بيد الله *{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}*[الملك: 1].

فأساس قاعدة السّعادة ومرتكزها الذي عليه تدور، ومحورها الذي إليه ترجع هو: الإيمان بالله☝🏻تبارك وتعالى؛
☆ الإيمان به جلّ وعلا ربّاً وخالقاً ورازقاً، متصرِّفاً ومدبِّراً، معطياً ومانعاً، وخافضاً ورافعاً، قابضاً وباسطاً.
☆ والإيمان بأنه جلّ وعلا المعبود بحق ولامعبود بحق سواه.
☆ والإيمان بأنه جلّ وعلا الأمور كلّها بيده وبقضائه وقدره، لامعقِّب لحكمه ولارادَّ لقضائه، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

وعلى ضوء هذا الأساس وبناء على هذا المرتكز الذي هو الإيمان بالله وبما يقتضيه الإيمان من الطاعات والأعمال الصالحات تكون السعادة.
قال تعالى: *{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}*[النحل: 97].
فالحياة الطّيبة التي ليس فيها نكد ولامكدرات ولا آلام ولاهموم ولاغموم هي حياة الإيمان وحياة الطاعة؛
ولهذا فإن المسلم دائماً وأبداً يعيش حياة الهناء والسعادة وقرّة العين بما أكرمه الله به من إيمان؛
ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: *(الإيمان بالله ورسوله هو جماع السعادة وأصلها)*،
أي: أصلها الذي عليه تبنى وأساسها الذي عليه ترتكز.

فأهل الإيمان هم أهل السعادة، ومن فارقه الإيمانُ فارفته السعادة وكان من أهل الشّقاء في الدنيا والآخرة.
ولهذا ينبغي أن يُعلم أن الإيمان لذة وسعادة وجنّة معجَّلة للمؤمن في الدنيا،
ولهذا قال شيخ الإسلام ـ مقرِّراً هذا المعنى ـ: *(في الدنيا جنّة من لم يدخلها لم يدجل جنةَ الآخرة)*،
يقصد جنّة الإيمان ولذّة الإيمان وحلاوة الإيمان، ومايجده المؤمن في إيمانه من قرّة عين وراحة قلب.
يقول عليه الصلاة والسلام: *((جعلت قرة عيني في الصلاة))*،
ويقول: *((أرحنا بالصلاة يا بلال))*.

 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس