عرض مشاركة واحدة
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 10 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,264 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 01-24-2014 - 10:07 PM ]

قوله : ((نبئ بأقرأ ، وأرسل بالمدثر ))
الشرح : نبئ بإقرأ إذ أرسل الله إليه جبرائيل ففاجأه جبرائيل بقوله إقرا ، فالنبي عليه الصلاة والسلام ليس بقارئ ولهذا كان الجواب لست بقارئ وضمه حتى خاف على نفسه وكرر عليه ذلك وبعد ذلك وبعد أن روعه وخافه جاء إلى خديجة رضي الله عنها فأخبرها الخبر قالت : والله لا يخزيك الله أبداً لأنك تصل الرحم وتكسب المعدوم وغير ذلك من صفات وأخلاق جُبل عليها r من صلة الرحم والإحسان والأمانة وغير ذلك من مكارم الأخلاق لا يخزيه الله ، هذه سنة الله في خلقه بعد أن طمأنته ذهبت به إلى ورقة بن نوفل ، فورقة بين له إنما جاءه كان يأتي الأنبياء من قبله ، رسول الله من الملائكة الذي اصطفاه الله ليرسله إلى الأنبياء من بني آدم وإنه جبرائيل وأن ما جاءه من عند الله ليس من الشيطان ثم تمنى ورقة لو أحياه الله عندما يخرجه قومه ، فقال النبي r : أو مخرجي هم ؟! أي سوف يخرجوني ، قال له : ما أتى أحدٌ مثل ما أتيت به إلا أوذي هذه سنة الله في الأنبياء وفي أتباع الرسل من المصلحين لابد من الإيذاء { أشد الناس بلاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل } الله قادر حين أرسل محمد r أن يجعل أهل مكة جميعاً أبي لهب وأبي جهل وغيرهما أن يجهلهم جميعاً كمثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي كلهم يطيعون ويمثلون ولكن لله حكمة في أن يبتلي نبيه هذا الابتلاء إلى حد الضرب والحصار والإخراج ثم ينتهي الأمر إلى الهجرة إلى المدينة كل ذلك ليرفع الله شأنه ويكثر ثوابه ولحكم لا نعلمها لأن الله سبحانه وتعالى لا يفعل فعلاً إلا لحكمة والعباد قد يدركون أحياناً بعض الحكم في بعض أفعال الله سبحانه وتعالى وقد لا يدركون أن أدركنا الحكمة في فعل الرب سبحانه وتعالى في قضائه وقدره وافعاله أن أدركنا أما نصاً أو استنتاجا نزداد بذلك إيمانا على إيمان وان لم ندرك الحكمة علينا الامتثال والتصديق هذا ما جرى للرسول عليه الصلاة والسلام .
قوله : (( وبلده مكة ، وهاجر إلى المدينة ، بعثه الله بالندارة عن الشرك ))
الشرح : أمر بان ينذر بهذا أرسل فاصبح نبياً رسولاً عليه الصلاة والسلام ولذلك يقول الشيخ رحمه الله نبئ باقرا وأرسل بالمدثر وأما بلده الذي ولد فيه مكة وبعثه الله بالنذارة عن الشرك وليدعو إلى التوحيد ، الإنذار هو الإعلام مع التخويف الإعلام إن لم يكن معه تخويف لا يسمى إنذاراً بل هو مجرد إعلام ، فرسول الله r وصفه ربه بهذه الصفات ) إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً % وداعياً إلى الله بأذنه وسراجاً منيراً ( وهذه الآية تبين وظيفة النبي r وأعماله التي أرسل من أجلها وبها أمر اتباعه ليكونوا مبشرين ومنذرين ودعاة إلى الله على بصيرة .
قوله : (( ويدعو إلى التوحيد ))
الشرح : ويدعو إلى التوحيد ، يعني يبدأ بالدعوة إلى التوحيد وليست دعوة نبينا محمدr ودعوة اتباعه ليست قاصرة على التوحيد ولكنه بدأبالتوحيدوركز على التوحيد لأنه الأساس ، والمراد بالتوحيد هنا توحيد العبادة ومحل المعركة ، أما توحيد الربوبية فالناس معترفون من قبل ، فتوحيد الربوبية يستوي فيه الكافر والمؤمن لذلك أخبر الله عن المشركين ) ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ( لا يوجد في المشركين من يدعي بأن أحداً شارك الله في خلق السماوات والأرض وفي تدبير الأمر من السماء إلى الأرض وفي التصرف في هذا الكون ، والعجب كل العجب أن يحصل في الآونة الأخيرة في المتصوفة من يشرك بالله سبحانه وتعالى في ربوبيته بعد أن كان المشركين يوحدون الله تعالى في ربوبيته ، وفي مشايخ الطرف وكثير من الطرق الصوفية اعتقادهم أن الشيخ شيخ الطريقة إذا كان حياً مشغولٌ بالخدمة ، وهذه عبارتهم المقصود بالخدمة العبادة ، فإذا مات تفرغ ليتصرف في هذا الكون لأتباعه وهو المسؤول عن أرزاقهم وآجالهم وتدبير شؤونهم ناسين رب العالمين سبحانه وتعالى وهذا الكلام الذي نقوله مروٍ في كتب المتصوفة كتب أبن عربي مثل فصوص الحكم وغير ذلك من الكتب لأبن الفارض وأبن سبعين وأبن عجيبه وهؤلاء الأبناء غير البررة تجد في كتبهم الكفر البواح والكفر الذي لم يرتكبه كفار قريش ، لذلك يقول الإمام أبن تيميه ( أتت فرقة وحدة الوجود بكفر لم يعرفه كفار قريش ) لأن في كفار قريش لم يقع ولم يحصل من يقول ليس في الجبة إلا الله ، وهذه مقالة أبن عربي وعلى طلاب العلم أن يفرقوا بين أبن عربي وأبن العربي ، أبن العربي عالمٌ سنيٌ إمام من أهل الحديث مالكي المذهب وهذا معروف ومشهور ، أما أبن عربي المنكر هذا هو النكرة ، المنكرة هو الذي أنشأ فكرة وحدة الوجود أي نفى الإثنينية على حد تعبيرهم نفى الإثنينية في الكون ، الكون شيء واحد قال أبن عربي :
الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبدٌ فذاك حقٌ وإن قلت ربٌ فأنى يكلف
الشاهد التوحيد الذي دعت إليه الرسل وتعبوا في الدعوة إليه ، وقامت الخصومة بينهم وبين أتباعهم هو توحيد العبادة وإلا جميع الكفار في جميع الملل كلهم يعترفون بربوبية الله تعالى أي يوحدون الله تعالى بأفعاله ولايعتقدون بأن أحداً شارك الله في خلقه وفي رزق العباد وفي تدبير أمور العباد لذلك يؤمنون بالله بربوبيتة ، ولكن يتخذون آلهة من دون الله تعالى لا لأنها تخلق أو ترزق ولكن لتقربهم إلى الله زلفى وسائط وشفعاء وهذا هو شرك المشركين الأولين ، ولكن كما قلنا زين الشيطان لكثيرٍ من اتباع المتصوفة فوقعوا في الشركين معاً شرك في توحيد الألوهية وشرك في توحيد الربوبية ويحسب كثيرٌ من الناس الذين لا يعرفون ترجمة وحياة الإمام محمد بن عبد الوهاب أنه إنما دعا إلى توحيد العبادة وإنما جدد الدين في توحيد العبادة فقط وهذا خطأ وإذا درست حياته تجد أن أول ما نفذ من [ عمل ] الحكم أن رجم امرأة اعترفت بفاحشة الزنا أمامه وأصرت على ذلك أي إن دعوته بدأت بالتوحيد وفي إقامة الحدود والإصلاح العام والحكم بما انزل الله وفي إصلاح العقيدة وفي إصلاح العبادة أي دعوة عامة ، ولكن نظراً لأن الوضع الذي جاء فيه وما يجري في أرض نجد في تلك الأيام هو الشرك في العبادة لأن القوم كانوا يعبدون النخل كان النخل عندهم كثير ، يعبدون أشجار النخل ويعبدون الجن ويعبدون القبور لذلك ركز على توحيد العبادة ولما استقر به المقام بعث وهو بالدرعية رسائل كثيرة إلى الأقطار بين تلك الرسائل دعوته وبين موقفه من الأئمة الأربعة وبين موقفه من الصحابة ، وبين موقفه من السنة ، وبين موقفه من جميع الأحكام وأوضح أن دعوته ليست مجردة ، القول بأن هذا شرك وهذا توحيد كما يُذيع خصومه ولكنها دعوة عامة تجديد عام إلى كل ما دعي إليه محمد r وعلق غبار الجاهلية بتلك الأحكام ، بداً من العقيدة والعبادة إلى الأحكام ، أما تجديده جميع هذه النواحي فليفهم إن هذا التجديد تجديد عام لذلك ينبغي أن تقرءوا ما كتب أخيراً في ترجمته لشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ترجمة خاصة ولبعض الشيوخ المعاصرين ينبغي أن تطلعوا على ذلك وتعرفوا حقيقة هذا التجديد ولذلك معنى قولنا يدعو إلى التوحيد كما قلنا إلى توحيد العبادة لذلك ركز هو أيضاً على توحيد العبادة لأن الوضع متشابه ، الوضع في نجد متشابه مع الوضع في مكة عند أن بعث الرسول عليه الصلاة والسلام ثم أن الرجل تجول في كثير من الأمصار فعرف أن الوضع متشابه في العالم كله ، إن العالم كله بحاجة إلى التجديد العام .
قوله : (( والدليل قوله تعالى : ) يا أيها المدثر % قم فأنذر % وربك فكبر % وثيابك فطهر % والرجز فاهجر % ولا تمنن تستكثر % ولربك فاصبر % ( [ المدثر : 1 ـ 7 ] ، ومعنى ) قم فأنذر ( يُنذر عن الشرك ، ويدعو إلى التوحيد )وربك فكبر ( أي عظمه بالتوحيد ، ) وثيابك فطهر ( أي طهر أعمالك عن الشرك ))
الشرح : والدليل قوله تعالى : ) يا أيها المدثر % قم فأنذر % وربك فكبر % وثيابك فطهر % والرجز فاهجر % ولا تمنن تستكثر % ولربك فاصبر ( قال الشيخ رحمه الله : في شرح هذه الآية فقال : ) قم فأنذر ( ينذر أي أنذر عن الشرك أي بنوعيه الشرك الأكبر والشرك الأصغر ، ويدعو إلى التوحيد لأن الدعوة إلى التوحيد تشتمل على الإيمان والكفر معاً ، الإيمان بالله سبحانه وتعالى رباً معبوداً ، والكفر بمن سواه من المعبودات هذا هو معنى الدعوة إلى التوحيد أي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
وقوله تعالى : ) وربك كبر ( أي عظمة بالتوحيد ومن وحد الله فقد عظمه ومن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله تعالى فقد شبه ذلك المعبود بالله وفي تشبيه المخلوق بالخالق عدم تعظيم الله تعالى ، ومن دعا غير الله واستغاث بغير الله وذبح لغير الله جعل ذلك الذي يعبده أي شبه ذلك الذي يعبده شبهه بالله حيث فخمه سمعاً كسمع الله وعلماً كعلم الله وقدرة كقدرة الله هذا من أقبح أنواع التشبيه ، التشبيه الثاني : تشبيه الخالق بالمخلوق ، والتشبيه الأول تشبيه المخلوق بالخالق ، والتشبيه الثاني هو تشبيه الخالق بالمخلوق هذا الذي أبتلى به علماء الكلام ، ولكن هذا النوع وهو المنتشر كما قال العلامة أبن القيم بل ما كان يعرف سابقاً إلا هذا النوع قبل نشأة علم الكلام ، التشيبه المذموم الذي ندد به القرآن هو تشبيه المخلوق بالخالق .



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس