ـــــــــــــ " ختم الله على قلوبهم و على سمعهم و على أبصارهم غشاوة " := الختم : الإستيثاق من الشيء حتى لا يخرج منه داخل فيه و لا يدخل فيه خارج عنه .= الغشاوة : الغطاء على العين يمنعها من الرؤية .فالختم يكون على القلوب و الأسماع ، و الغشاوة على الأبصار ، كما قال تعالى : " أفرآيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة " .
ـــــــــــــــــ ضرب الله تعالى القرآن بثلاثة أمثلة := أولا : الصيب : و فيه تشبيه لما جاء به نبينا محمد - صلى الله عليه و سلم - بالمطر ، لأن بالهدى و العلم حياة الروح كما أن بالمطر حياة الأجسام .= ثانيا : الرعد : ضرب الله المثل بالرعد ، لما في القرآن من الزواجر التي تقرع الآذان و تزعج القلوب ، كقوله تعالى : " فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة " و قوله تعالى : " من قبل أن نطمس وجوها فرندها على أدبارها "= ثالثا : البرق : و ضرب الله تعالى بالبرق مثلا لما في القرآن من نور الأدلة القاطعة و البراهين الساطعة " و أنزلنا إليكم نورا مبينا " و قوله : " و لكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا "
ـــــــــ " و الله محيط بالكافرين " : قال العلماء : أي مهلكهم و يشهد لهذا القول " لتأتونني به إلا أن يحاط بكم " و قوله " و أحيط بثمره "
ـــــــــــ " يكاد البرق يخطف أبصارهم ": لأن أبصار الكفار و المنافقين ضعيفة ، فشدة ضوء النور تزيدها عمى ، كما قال الشاعر :مثل النهار يزداد أبصار الورى = نورا و يعمي أعين الخفاش
المصدر : أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن / الجزء الأول / تفسير سورة البقرة
يتبع بإذن الله ..