عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,235 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي افتراضي قال الإمامُ ابنُ القيّم في «إعلام الموقعين»

كُتب : [ 10-02-2017 - 10:42 PM ]

قال الإمامُ ابنُ القيّم في «إعلام الموقعين» (3/42:



«وَمَنْ لَهُ خِبْرَةٌ بِمَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ ﷺ وَبِمَا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ رَأْيٌ أَنَّ أَكْثَرَ مَنْ يُشَارُ إلَيْهِمْ بِالدِّينِ هُمْ أَقَلُّ النَّاسِ دِينًا، وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.
وَأَيُّ دِينٍ وَأَيُّ خَيْرٍ فِيمَنْ يَرَى مَحَارِمَ اللَّهِ تُنْتَهَك وَحُدُودَهُ تُضَاعُ وَدِينَهُ يُتْرَكُ وَسُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ يُرْغَبُ عَنْهَا وَهُوَ بَارِدُ الْقَلْبِ سَاكِتُ اللِّسَانِ شَيْطَان أَخْرَسُ؟!


كَمَا أَنَّ المُتَكَلِّمَ بِالْبَاطِلِ شَيْطَانٌ نَاطِقٌ ، وَهَلْ بَلِيَّة الدِّينِ إلَّا مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ إذَا سَلَّمْت لَهُمْ مَآكِلَهُم وَرِيَاسَاتِهِمْ فَلَا مُبَالَاةَ بِمَا جَرَى عَلَى الدِّينِ؟!

وَخِيَارُهُمْ المُتَحَزِّنُ المُتَلَمِّظُ، وَلَوْ نُوزِعَ فِي بَعْضِ مَا فِيهِ غَضَاضَةٌ عَلَيْهِ فِي جَاهِهِ أَوْ مَالِهِ بَذَلَ وَتَبَذَّلَ وَجَدَّ وَاجْتَهَدَ، وَاسْتَعْمَلَ مَرَاتِبَ الْإِنْكَارِ الثَّلَاثَةِ بِحَسَبِ وُسْعِهِ. وَهَؤُلَاءِ - مَعَ سُقُوطِهِمْ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ وَمَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ - قَدْ بُلُوا فِي الدُّنْيَا بِأَعْظَمَ بَلِيَّةٍ تَكُونُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَهُوَ مَوْتُ الْقُلُوبِ; فَإِنَّهُ الْقَلْب كُلَّمَا كَانَتْ حَيَاتُهُ أَتَمَّ كَانَ غَضَبُهُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ أَقْوَى ، وَانْتِصَارُهُ لِلدِّينِ أَكْمَلُ».

ويقول العلامة ابن القيم في «عدة الصابرين» (ص286):

«وكلَّما كانَ أفقَه في دينِ اللهِ كانَ شهودُه للواجبِ عليه أتمَّ وشهودُه لتقصيرِه أعظمَ, وليسَ الدينُ بمجردِ تركِ المحرماتِ الظاهرةِ بل بالقيامِ مع ذلكَ بالأوامرِ المحبوبةِ للهِ, وأكثرُ الديّانين لا يعبأون منها إلا بما يشاركهم فيه عمومُ النَّاسِ!

وأمَّا الجهادُ والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ, والنصيحةُ للهِ ورسولِهِ وعبادِهِ, ونصرةُ اللهِ ورسولِهِ ودينِهِ وكتابِهِ فهذه الواجباتُ لا تخطرُ ببالِهم فضلاً عن أن يُريدوا أفضلَها فضلاً عن أن يَفعلوه!

وأقلُّ النَّاسِ دينا وأمقتُهم إلى اللهِ من تركَ هذه الواجبات وإن زهد في الدنيا جميعها, وقلَّ أن ترى منهم من يحمّر وجهه, ويمعّرُه في اللهِ, ويغضبُ لحُرُماتِه, ويبذلُ عرضَهُ في نصرةِ دينِه, وأصحابُ الكبائرِ أحسنُ حالاً عندَ اللهِ من هؤلاء!».

 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس